الشرعية بيد الشعوب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/13 الساعة 07:30
انحياز الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل لم يبدأ بالرئيس الخاسر ترمب ولن ينتهي برحيله، تلك حقيقة يعرفها أطفال العرب قبل كهولهم، لكن حقيقة اخرى مصاحبة لهذا الانحياز هي ضجر بعض العرب من القضية الفلسطينية مع أنهم لم يتحملوا أية اعباء او أكلاف نتيجة العدوان المستمر من قبل الدولة الصهيونية الذي أدى الى احتلال فلسطين وتشريد شعبها والتنكيل بمن بقي منه متمسكاً بارضه وبيته. ان خطر اسرائيل يبدأ مع أول خطوة نحو اقامة علاقة معها من اي نوع كان لانها كيان سرطاني اذا دخل الى جسم لا يتوقف عن التمدد حتى يقضي على بقية الجسم ومن اليوم فصاعداً ستأخذ الهيمنة الصهيونية عدة أشكال بعد أن غيرت التكنولوجيا قواعد السيطرة التي باتت عن بعد وعن قرب وبوسائل جديدة غير الدبابة والمدفع. إن الخضوع لاملاءات الولايات المتحدة ليس قدراً محتوماً ولا يؤمن السلامة والنجاة إلا إلى حين وبعد ذلك سيجد الموافقون انفسهم بمواجهة انواع اخرى من الابتزاز ولن يكون بمقدورهم وقف مسلسل الابتزاز حتى آخر نقطة دم. ان الله اعطى جميع الكائنات ومثلها الاوطان مهما كانت صغيرة او فقيرة سبل الدفاع عن انفسها اذا امتلكت الارادة، اذا ذاك تكتشف انها قادرة على الدفاع عن نفسها وتعرف قوتها مثلما تعرف حاجة الآخرين لقدراتها وثرواتها وموقعها الاستراتيجي وغير ذلك مما لا يمكن الاستغناء عنه لاستمرار الحياة في دول كثيرة مهما بلغت قوتها ويكفي ان نتذكر كمثال ان العقوبات الاميركية التي فرضت على السودان استثنت الصمغ العربي من حظر التصدير للحاجة اليه في الصناعة الدوائية وهذا دليل على انتهازية الدول الكبيرة وتنازلها عندما تقتضي مصلحتها ذلك حتى وان كان سبب التنازل سلعة صغيرة، المهم ان لا يصاب جانب من الصناعة باي ضرر نتيجة تطبيق قوانين العقوبات ضد الدول. وكما جعل الله حاجات الانسان عند اخيه الانسان، الامر نفسه ينطبق على الدول فلا تستطيع دولة في هذا الكون ان تعتمد على نفسها في تأمين جميع المتطلبات الحياتية لشعبها او ضمان امنها وقوتها دون التعاون مع دول اخرى، فالله الذي خلق الكون وزع الارزاق على الارض كلها وليس على جزء منها فهو العدل الذي تكفل باطعام كل مخلوقاته وما على الانسان إلا السعي لتأمين قوته ومأواه وامانه. منذ مئة عام واسرائيل تحقق الانتصار تلو الانتصار، لكنه انتصار على الدول لا على الشعوب، وطالما ان الشعوب العربية ترفض قبول هذا الكيان الدخيل والتعامل معه ومستعدة للتضحية من اجل كنسه عن ارض فلسطين سيظل الانتصار العسكري غير نافع فالشرعية لم تكن يوماً للحديد بل لاصحاب الحق وعندما يمتلك هؤلاء القوة يصبح كنس العدو عن ارضهم تحصيل حاصل. الرأي
  • رئيس
  • عرب
  • قوانين
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/13 الساعة 07:30