عطية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/09 الساعة 10:13
لدي صديق اسمه (عطية) على (الفيس بوك), تعرفت عليه قبل (5) أعوام.. كنت بحاجة لمعلم (قصارة) كي يقوم بإصلاح سور منزلنا في الكرك, ودلني أحدهم عليه.. المهم أن عطيه جاء في اليوم التالي وقال لي: (عندي ورشتين في عمان..بس لأنك غالي علي أجلتهم)... ومنذ ذلك الوقت ونحن أصدقاء.. طبعاً صداقتنا بنيت على كذبة. أثناء (القصارة) تبادلنا الاراء السياسية, وأخبرني أن لديه كتابات كثيرة لكنه لا يحب النشر.. لأن السياسة (وجع راس) وأخبرني أنه سار فترة مع المعارضة, لكنها لم ترق له.. كونه يحب البلد, أخبرني أيضاً عن الفلل التي قام (بقصارتها) في عمان والورشات التي تعهدها, وقال لي: أنه شهد ثورة العمران في عبدون, وكان بإمكانه أن يؤسس شركة تعهدات.. لكنه لم يستطع أن يبتعد عن الكرك.. أخبرني أيضا عن الحكومات..وكيف تعمل, وفي لجة الحديث قال لي: (أستاذ إذا بدك تزفيت السطح انا جاهز).. قلت له: السقف لا يدلف لدي. منذ شهرين وعطية ينشر على الفيس بوك مقطوعات للموسيقار (ياني), كان مهتما بمحمد عبده وسميرة توفيق.. وكثيراً ما كان يضع قصائد نبطية, وكان عضوا فاعلا في مجموعة مهتمة بالشعر النبطي أيضا, وكان يضع مقولات متعلقة بالرجولة والقنص والصقور..وكانت أغنية (يا بوخديد منقرش) تثير اهتمامه, لكنه تغير..منذ أشهر وأنا أراقب سلوكه على الفيس بوك.. مثلاً آخر مرة نشر أغنية لديميس روسز, وأنا هاتفته ظننته أخذ ورشة عند ديميس روسز أو قام (بقصارة) منزله, لكنه أجابني بأنه يحب هذه الأغنية, ونشر قبلها أغنية شمعة في الريح (إلتون جون)..وقبلها (كيني روجرز).. بعد التدقيق تبين لي أن عطية, قد دخل إلى أحد (الصفحات) اللبنانية, ولديه مشاركات هنالك.. ويضع اسماً مستعاراً على الصفحة وهو (تايغر), عطية أيضا مهتم بالواقع اللبناني.. وله رأي في زيارة ماكرون لبيروت, له رأي حاد بالطبع.. وهنالك الكثير من الردود..على عطية مثلا قرأت ردا يقول: (شكرا أخ تايغر كلك زوء).. من مطالعاتي للصفحة أيضا, وجدت أنه مع المقاومة يوما وضدها في اليوم الثاني.. عطية بحسب الرأي (الحريمي) أين تذهب اراء الحريم يذهب..وبالطبع عرف على نفسه في الصفحة أنه مالك لشركة التعهدات, ومهندس معماري.. الشيء الغريب أنه ترحم أمس على الزعيم الدرزي (كمال جنبلاط), وذكر بموقفه من الحرب اللبنانية..ويبدو أن واحدة تحمست فردت عليه: (حكيك ع الوجع...منو مجاملة من ألبك بحسو).. وطبعاً رد عليها: (ميرسي كثيير).. أصبح يقول: ميرسي!! يبدو أن عطية ترك (القصارة) وأصبح مهتما بالوضع اللبناني, وقريباً جداً ستجدونه على إحدى المحطات, وتحته جملة (الخبير في الشأن الإقليمي والمحلل الإستراتيجي).. كم نحن نحب قضايا العالم ونتحدث بها, وننسى قضيتنا.. كلنا عطية.. Abdelhadi18@yahoo.com الرأي
  • الكرك
  • عمان
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/09 الساعة 10:13