أبو بقر يكتب: كلكم شركاء في المسؤولية

مدار الساعة - بقلم: شحاده أبو بقر 

سأقولها ورزقي على الله  فكلكم رؤساء حكومات ووزراء ومعظم أعضاء السلطة التشريعية ومنذ العام 1989 وحتى يومنا هذا , شركاء في المسؤولية عما وصل إليه بلدنا من حال يسر أو يضر , وبالذات على صعيد المديونية وتردي الواقع الإقتصادي والمعيشي .

ولكي لا أظلم , فقد أستثني رئيسين أو ثلاثة على الأكثر , وما عدا ذلك , فأنتم من سن قانون التخاصية وأنتم من طبقه على الشاكلة التي طبق فيها , وأنتم من إستدان وزاد المديونية أكثر , وأنتم من كان كل منكم يلقي بكرة النار بين أحضان خليفته ليتخلص منها دون أن يرف له جفن.

عرفت الكثيرين منكم بحكم العمل في حينه , وخبرت كيف يصورون الدنيا الأردنية كما لو كانت قمرا وربيعا وهم على صهوة جواد المسؤولية , وكيف تتغير فور ترجلهم عنها لتغدو في نظرهم ظلاما دامسا وليلا طويلا .

عرفت وما زلت , من يشكون ويتذمرون ويتحسرون على حال الأردن في سرهم وداخل غرف مغلقة , ثم ينقلبون إلى مادحين مبشرين ناكرين لكل هذا في العلن ! , وعجبت لحالهم هذا خاصة وهم من تصنفهم العامة على أنهم رجال دولة ونخب سياسية وإقتصادية وإجتماعية!.

هذا هو الواقع الذي لا يملك أحد إنكاره , فأنتم من إتخذتم القرارات والإجراءات على الصعيد الوطني بمجمله , وأنتم لهذا , السبب في وصول البلد إلى ما هو فيه .

وعليه , ولأنكم تدركون جيدا جدا هذه الحقيقة المرة , فأنتم صامتون صائمون حتى عن النصيحة إن كنتم تملكونها , ومنكم ربما والله أعلم , من ما زال يأمل أن تتكررالفرصة ليمتطي صهوة المنصب المتقدم ثانية .

سامحوني أو لا تسامحون , فأنتم أحرار , لكنها الحقيقة الدامغة التي تنطق كل يوم بأننا نحن الغلابى , ندفع كل يوم ومنذ نيسان 1989, عندما غفونا ليلا وصحونا صبحا لنجد قيمة دينارنا وقد صارت أقل من نصفه, ثمن سياساتكم وقراراتكم وتوصياتكم وإجراءاتكم . فمن أصاب وأصلح منكم فأجره على الله , ومن لم يفعل , فأمره إلى الله . وهو تبارك وتعالى من وراء قصدي .