آن لك يا وزير التربية والتعليم
بقلم د.عبدالكريم الشطناوي
يبدو أننا في ظل جائحة كورونا نعيش لحظة إختلاط الأوراق، تتمثل في تغير مدلول بعض المفاهيم والمصطلحات، وما نراه في عملية التربية والتعليم يمثل شاهدا على هذا الخلط،فصارت الوزارة تركز على التعليم مسقطة جانبي التعلم والتربية،وحتى تركيزها على التعليم ذهب بعيدا حتى صرنا نلمس(بعدا عن التعليم).
عفوا يا وزير التعليم:
وفي ظل هذه الجائحة كثرت طلاتك وتغريداتك، أحيانا تضع يدك على الجرح الدامي الذي أدماه هذا النمط من التعليم.
فتقول بأن الوزارة تعلم أن اولياء الأمور تحل الأسئلة بدلا عن ابنائهم، فهم بذلك يعلمونهم الغش فيدب الأمل في النفوس
ولكن قبل زوال صدى صوتك، وقبل أن يجف حبر تغريدتك وإذا بك تعيدنا إلى المربع الأول.
يا وزير التعليم:
ألا تعلم بأن سياستك أفرغت التعليم من مضمونه؟ فصار بعدا عن التعليم، كما عريته من ثوب ستره، فأزحت عنه غطاء التربية
يا وزير البعد عن التعليم:
أواسيك لأنني أعلم انك مغلوب على أمرك، فموضعك موضع إحجام إقدام، التعليم
عن بعد ومنصاته وبعدها عن التعلم، أم المنصب والمركز وأحلاهما مر، ولكن المركز مغر لدى البعض لأنه على حساب عدم رضاء الناس، وهذا يتبعه تأنيب ضمير في لحظة صدق مع النفس.
يا وزير البعد عن التعليم:
يااااااه لو تتصور مقدار الأذى الذي ألحقته سياسة التعليم عن بعد بالطلبة، بحجة حمايتهم من العدوى وخوفا عليهم من الجائحة، فأين هم الآن في البيوت أو الشوارع أو الأسواق،وهل في هذه البيئات بعد أم قرب من بعضهم؟؟
ياااااه لو أنك تدري كم من الناس من قطعت أرزاقهم كما قطعت أعناقهم،وكم من أناس الحقت بهم خسارة تلو خسارة وأغرقتهم في الديون.
لقد قيل إن الإعتراف بالخطأ فضيلة، ما أحراك أن تتوصل إلى هذه الحقيقة،فتبادر إلى إصلاح الحال مع الأخذ بعين الإعتبار إتخاذ كل الإحتياطات اللازمة للسلامة العامة.
يا وزير التعليم عن بعد:
كثير من المدارس تقدمت بطلب تعليق الدراسة حتى تتلافى الخسائر التي تراكمت على عاتقها بسبب إحجام الأهالي عن دفع الإلتزامات المترتبة عليهم،ولكن الوزارة لم تلب طلباتهم بل تقوم بإلزامهم بالدوام وهذا يحملهم الكثير من الخسائر والوقوع تحت طائلة الديون.
آه وآه وآه،أخ وأخ وآخ ،يا ما تنطلق من حناجر وأفواه نساء أرامل أنشأن هذه المشاريع من أجل تربية أطفال، ومن أفواه رجال بحثوا في سبيل كسب المال الحلال لسد إلتزاماتهم الأسرية، وكل هذه التأهوات والآخات تنطلق من كل بقعة من اردننا الحبيب، من فوعرا وأم الجدايل، ودوقرا، وإسعرا، والمشارع، وزي، وعيمة، وعي، ورم والرويشد ،وصبحى وصبحية، وكلها تنطلق مناجية رب العزة ان بنقذها مما تغرق فيه من خسائر وديون.
إن الوزارة تلزمهم بذلك هذه مخالفة صريحة للدستور الذي يكفل الحقوق والواجبات للجميع افرادا وجماعات.
وإن أردت أن تنتصر لهذه التأوهات والآخات، فلتقرن عملية انتقال الطلبة بشهادة براءة الذمم، لتأكيد إلزام أولياء الأمور بدفع ما عليهم من إلتزاما مالية.
يا هداك الله الى ما فيه الرشاد وإصلاح حال العباد.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.