العشيبات يكتب: شباب الأغوار غرباء في وطنهم

بقلم: المستشار السابق محمد العشيبات دائماً أجد نفسي عاجزاً عن خط بداية نص أكتبه ولكن هذه المرة يبدو الأمر أشد صعوبة لأنني غير قادر على نقل ذلك التساؤل لشباب الأغوار عن اسباب اقصائهم وتهميشهم في دولة تجاوز عمرها ١٠٠ عام. حديث وتساؤلات دارت وسط ذلك البستان في منطقة تصنف من أشد المناطق فقرأ في المملكة بين ثلاثة شبان قاربت اعمارهم على الاربعين وما زالوا يصارعون للحصول على ابسط حقوقهم ولا انكر هنا انني حاولت كبح درجة أحباطهم ولكن العبارات التي أصبحت عالقة في أذهانهم كلما استمعت إليها أشعر " بقشعريرة" لقساوة هذه الكلمات ولن اذكرها هنا حرصا مني على ان لا توجع ذلك المسؤول ويقال عني انني من أصحاب دعاة العنصرية. فتساءل أحدهم ألسنا نحن أردنيين؟ عندما قارن نفسه بصديقه القاطن خارج الأغوار وعاشا بنفس الظروف وكان متفوقا عليه في المدرسة ولكن الآن رئيس قسم في إحدى المؤسسات المهمة. واخر موظف في أكبر الشركات الوطنية واخر يتربع في مؤسسة سيادية ويصول ويجول ومرشح ان يستلم منصبا مهما في الدولة واخر واخر واخر واخر . هذه الحالة يعيشها المئات من شباب الأغوار يبدو أن ذنبهم ببساطة أجدادهم وطيبتهم وكرمهم في عالم أصبح من يتصف بهذه الصفات ضعيفا وفي زمن سيطرت فيه طبقات وتيارات منهم الليبرالي والمحافظ على مفاصل الدولة استطاعو ان يمنعوا اي تغير في ديموغرافية الأغوار خصوصا في قطاع الشباب خوفا على مصالحهم. واخيرا يجب أن نتكاتف أشخاصا ومسؤولين وشركات بإعادة هولاء الشباب من الغربة التي يتذوقونها في وطنهم لكي لا نندم يوما جميعا على تقصيرنا في شباب الأغوار المحب لوطنه ومليكه.