المشاقبة يكتب: بارقة امل جديده في عودة العلاقات الخليجية- الخليجية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/07 الساعة 11:39
بقلم: أ.د. أمين المشاقبة almashaqbeh-amin@hotmail.com

ان التحرك السياسي باتجاه اعادة اللحمة للعلاقات الخليجية - الخليجية يشكل نقطة انطلاق جديده، فعودة العلاقات القطرية السعودية الاماراتية والبحرينية الى طبيعتها هي الاساس والعكس غير مرغوب فيه، وانما يضر بمصالح الشعوب والدول، فالأصل ان البنى السياسية الاجتماعية متشابهه كذلك، والمصالح المشتركه تشكل الاساس الاصيل لقيام علاقات متوازنه تحترم فيها سيادة كل الدول دون نقصان، فالحصار على قطر لم يكن له مبررات قويه وانما استند الى مواقف شخصانيه والشخصنه في العلاقات الدوليه غير مرغوب بها ولا تجدي نفعا لاي طرف. منذ البداية سعت دولة الكويت الشقيقه لرأب الصدع، واعادة العلاقات الى طبيعتها رغم وفاة امير الدولة الراحل، الا ان مؤسسة الرئاسة في الكويت استمرت في بذل الجهود لتحقيق المصالحة بين الاشقاء وهي في طريقها لتحقيق ذلك، وفي نفس الوقت، هناك تداخلات خارجيه من قبل الادارة الامريكيه للوصول الى اتفاق، لكن ليس هدفها الاساس ذلك، بل اهداف اخرى كمسعى لتحقيق مصالح امريكيه ذات طابع اسرائيلي بحت ومحاولة تسجيل اختراق للادارة الراحله في ٢٠/١/٢٠٢١ وبكل الاحوال ان رأب الصدع الخليجي يشكل نقطة انطلاق جديده في العلاقات العربيه -العربيه، حيث ان دول الخليج العربي تشكل وحدة استراتيجيه سياسيه واحده ونقاط الالتقاء اكثر من الاختلاف وفي نفس الوقت تشكل بعدا اقتصاديا وماليا من الممكن ان ينطلق منه لحل ازمات المنطقه، فالمملكه العربيه السعوديه على سيبل المثال هي دولة مركزيه ذات ثقل ووزن على الساحه العربيه، ومن الممكن ان تلعب أدوارًا فاعله ومؤثره في ادارة الازمات وحلها، وبعد التراجع الذي قامت فيه الامارات تجاه الأزمة اليمنيه فأن المملكه قادرة الآن اكثر من اي وقت مضى لإنهاء هذه الازمة التي شكلت لها نزيفًا ماليا عسكريا واقتصاديًا لأن الخلل العسكري في الأزمة اليمنيه لا يمكن ان يتم، ومع مرور خمس سنوات على عاصفة الحزم، وبعدها الامل لم يتغير شيء على أرض الواقع والمملكه بثقلها السياسي الاستراتيجي قادرة على جمع الفرقاء وانهاء الأزمة بما يخدم مصالحها العليا ومصالح الشعب اليمني الذي دفع الثمن غالبيا، لأن استمرار مثل هذة الأزمات لا يخدم الا مصالح اعداء الأمة والمستفيد الوحيد هو اسرائيل والدول المنتجة للسلاح، وفي نفس الوقت لا بد من لجم واغلاق الطريق على التدخل الايراني في اليمن وغيرها والعقل البشري السياسي لا يفتقر الحكمه والطريقة لتحقيق ذالك، نحن مع أمن واستقرار المملكة العربيه السعودية والدول الخليجيه العربيه برمتها دون استثناء، فاستقرار دولة قطر هو استقرار المملكة، فالسعودية تشكل العمق الاستراتيجى كما شكلت سابقا العمق الاستراتيجي لدولة الكويت إبان الاحتلال وهي العمق الاستراتيجي لكافة دول الخليج العربي. ان عودة العلاقات لطبيعتها هي مصلحة عليا لدول الخليج والوطن العربي كافة، اننا نتمنى ان يحل الوئام بدل الخصام، والجميع يملك من الحكمة والعقلانيه والوقعية السياسية للوصول لذلك، ان عودة العلاقات الخليجية إلى طبيعتها يبعث الامل في ادوار فاعلة لاعادة روح التضامن العربي المفقود، ويساهم في الخروج من حالة الضياع بل الانهيار العربي الذي نعيشه اليوم، فالأمل معقود على الخالق اولا وعلى المملكة العربية السعودية وشقيقاتها من دول الخليج بدور سياسي بارز وفاعل لحل ازمات المنطقة واعادة استراتيجيات التنمية الاقتصادية على مستوى العالم العربي. ان اقامة العلاقات الدولية يستند الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومن هذا المنطلق، يأتي التعاون والتنسيق لرفعة الشعوب وتقدمها، وبما اننا امام مرحلة جديدة مع ادارة امريكية انسانية وعقلانية وواقعية لا بد من التحرك من جديد لتحسين الواقع العربي المؤلم، والتاريخ لا يرحم .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/07 الساعة 11:39