وظائف قيادية شاغرة..
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/07 الساعة 01:12
تلك رسالة لابد أن تصل للحكومة.. لابد.
لو كانت الجيوش تعتمد على المسابقات والمؤهلات العلمية, لوضع القناص الجيد كي يحمي قوة الاقتحام لهزمت جميعها, ولكن القنص لدى الجيوش لا يعتمد على المؤهلات العلمية ولا على الخبرات بل يعتمد على قلب القناص وفطرته, هل تعرفون أين يكمن السر؟.. حين يصل القناص لمرحلة يوحد فيها بين البندقية وجسده, ويتعامل معها على أنها كفه وعينه التي يرى بها, وحبيبته.
حين نقول أن الحكومة أعلنت عن وظيفة قيادية, فنحن نظلم الحكومة ونظلم أنفسنا..ونظلم البلد, القيادة ليست مرتبطة بالشهادة العلمية والتحدث بلغات مختلفة.. هي موهبة يضعها الله في الفرد, ومن أوجد هذه المسابقات المحيرة.. لم يكن هدفه إعطاء أصحاب الكفاءة, فرصتهم بقدر ما كان هدفه تمييع مفهوم القيادة في البيروقراط الرسمي, وربطها بالشهادة العلمية.. ونحن نعرف أن الشهادات لا تصنع أبطالاً, نحن نعرف ايضاً أن جامعات الغرب لم تخرج صلاح الدين الأيوبي, ولم تصنع قائدا مثل عز الدين القسام.
أول أمس كنت أشاهد فيلماً, عن مارغريت ثاتشر المرأة الحديدة, التي أرسلت الجيش البريطاني إلى جزر (الفوكلاند).. كي يخوضوا حرب تحرير هذه الجزر من الاحتلال الأرجنتيني عام 1982, كان عددهم (3000) جندي بالمقابل كان عدد الجيش الأرجنتيني المرابط على الجزيرة (12000) ألف جندي, والمئات من الجيش البريطاني لم يكونوا قد تجاوزوا الـ (19) من أعمارهم, خاضوا معارك طاحنة..ومشوا (80) ميلا في درجات حرارة أقل من الصفر وصولاً إلى عاصمة الجزر (ستانلي), وفي النهاية انتصروا.. وحفظوا كرامة الدولة, لو أن ثاتشر أرسلت من تخرجوا من أهم الجامعات, لعادوا خائبين لكن أغلبية الجنود كانوا من مشجعي (ليفربول), ومن عمال النظافة.. ومن سائقي عربات الشحن.. وفي النهاية قدموا معركة, مازالت تدرس كنموذج للحرب الحديثة وقوة وصرامة الجيش البريطاني
إذا لم يكتشف الرئيس بعينه وقلبه, قدرة الشخص على القيادة وحجم وطنيته وإيمانه.. فهل يا ترى ستكون اللجان قادرة على ذلك؟.. هزاع المجالي حين زج بوصفي التل في الخمسينيات كمدير للإذاعة, لم يسأله عن شهادته وأين درس, بل كان يرى فيه قوة الشخصية.. وحجم المشروع, كان يلمح فيه أيضا الصرامة والذكاء الحاد.. وبعدها تبين أن خيار الدولة كان صحيحاً, فهذا الرجل أنتج فيها ما لم ينتجه أحد قبله أو بعده, من قصص التفاني والبطولة والشهادة..
الوظيفة العامة القيادية, هي جزء من اختصاص الرئيس ومجلس الوزراء.. هي لا تخضع لمسابقات, تشبه (ارب جوت تالنت) أو (سوبر ستار).. أو (أرب أيدول)..
صلاحيات الرئيس لا تستبدل بالمسابقات أبداً.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/07 الساعة 01:12