محمد النوافلة.. عمدة البترا الذي يستمد عزمه من صلابة صخر المدينة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 18:49
مدار الساعة - المفارقة بين البترا اليوم والبترا قبل 3 سنوات تختلف تماما، آنذاك كانت المدينة تخلو من أي عمل خدمي وتنموي على أرض الواقع، اما اليوم فالآليات والمعدات والعمال يملأون المدينة التي بدأت تشق طريقها نحو مزيد من التنمية والتطوير. منذ أن فازت المدينة بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة قبل نحو 10 سنوات، والأهالي يحلمون بواقع أفضل وبمشروعات خدمية وتنموية تنقل البترا المتواضعة إلى مدينة مؤهلة بشكل أفضل للعيش واستقبال السياح، فعاشوا على الوعود وعلى آمال مخططات بقيت حبرا على ورق على مدار سنوات، إلى أن أتى النوافلة. بدأ ابن البترا الذي يعرفها جيدا وتعرفه بداية عملية، رغم التحديات المالية الكبيرة والمعيقات المتعددة، فنجح في وضع حجر الأساس وبشكل فعلي للكثير من المشروعات وبدأ تنفيذها على أرض الواقع. بدأ بتطوير وسط المدينة الذي لم يطرأ على بنيته أي تطوير منذ ستينيات القرن الماضي، ونجح في بدء تنفيذ مدخل البترا والقريتين التراثية والبيئية والشارع الشرياني الذي يحتوي على أول جسر معلق في تاريخ البترا، ومتحف البترا الأثري وغيرها الكثير. واستطاع البتراوي المخلص، أن يتعدى التحديات المالية الكبيرة التي واجهته ومن بعدها التحديات المتعلقة باستملاك الأراضي وترحيل التجار من منطقة تطوير وسط المدينة، ولأن مسألة الاستملاكات وترحيل التجار صعبة وتعتبر تحدياً مجتمعياً، إلا أن النوافلة استطاع أن "يمون" ووضع المجتمع المحلي يده بيد الرجل في سبيل مستقبل أفضل للبترا وأهلها وسياحتها. ونظرا لتأثر السياحة بالظروف السياسية المحيطة، لم يبق الرجل مكتوف اليدين، بل ارتحل إلى وجهات كثيرة في العالم وكان آخرها الصين، وبدأت جهوده بالتشارك مع كافة الجهات المعنية تأتي ثمارها وتنعكس إيجابا على واقع الحركة السياحية. ولا يزال الدكتور محمد عباس النوافلة حتى هذه اللحظة، يبذل كل ما بوسعه من جهد في سبيل بناء المدينة التي ينظر من خلالها العالم إلى وطننا الحبيب، رغم التحديات والصعاب ومحدودية الموارد. بعد سنوات قليلة من الآن سيلحظ كل من يزور البترا ما ستحدثه المشروعات التي يجري العمل بها حاليا، من تطوير للبنية التحتية والفوقية وتحسين بيئة الاستثمار ومن تنويع للمنتج السياحي المقدم للزوار القادمين من كل بقاع الكون. ما يقوم به الدكتور النوافلة "عمدة البترا" من جهد يستدعي التحية والتقدير، ويتطلب من كافة الجهات الحكومية والشعبية الوقوف إلى جانب الرجل الذي خدم البترا وحقق جزءاً من طموحات أبنائها، لأن أياً كان لا يستطيع أن يحقق جميع الأماني. والنوافلة يشكل ظاهرة مميزة للمسؤول الأردني الصادق والجاد في عمله، وكان صريحا وواضحا في توجهاته وخططه مع الجميع، وتمكن من إعادة الهيبة للمؤسسة الرسمية الأولى المسؤولة عن البترا، ومن بناء ثقة بينها وبين المجتمع من جانب وبقية مؤسسات القطاعين الخاص والعام والمنظمات الدولية من ناحية أخرى. من لم يدرك حجم الإنجاز الذي يقوم به هذا الرجل، فلينظر إلى المراحل السابقة التي لم تجني منها البترا أي تطور على بنيتها وسياحتها ومجتمعها، ووقتها سيدرك جيدا أن "عمدة البترا" الدكتور محمد النوافلة، صاحب بصمة قوية في مسيرة المدينة، ورجل له احترامه وتأثيره في مجتمعه وبلده ومحيطها.
  • مدار الساعة
  • مال
  • الجديدة
  • تقبل
  • لحظة
  • لب
  • الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 18:49