5 من أغرب التراكيب الجيولوجية والصخرية «الغامضة» في الوطن العربي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/03 الساعة 10:09
مدار الساعة - الأرض مكان واسع مليء بالجمال والغرائب الصخرية، سواء التي أنشأتها الطبيعة الأم نتيجة الحركات التكتونية والعمليات الجيولوجية؛ أو التي صنعها البشر في الأزمان الماضية. ويمتلئ الوطن العربي بالعديد من تلك التراكيب الجيولوجية والصخرية، والتي نستعرض في تقريرنا عددًا من أغربها.
1- هيكل الريشات.. عين صحراء موريتانيا
يعد تكوين الريشات إحدى السمات الجيولوجية المميزة لصحراء موريتانيا، ويبلغ طول قطره حوالي 40 كيلومترًا، ويشتهر باسم «عين الصحراء»، ويصعب اكتشافه بالسير على سطح الأرض، ويحتاج إلى النظر إليه من طائرة لاستكشافه.
اكتُشف هيكل الريشات لأول مرة في عام 1965، عندما طُلب من رواد فضاء رحلة «جيميني 4» التقاط صور لتضاريس الأرض، خاصة المعالم الدائرية الكبيرة، والتي من الممكن أن تكون فوهات صدمية ناتجة من تصادم النيازك بالأرض.
اعتقد الباحثون فيما مضى أن هذا الهيكل، نتاج سقوط نيزك على المنطقة، فيما اعتقد العلماء أنه فوهة بركان خامد، لكنهم لم يجدوا صخورًا ذائبة كافية تدعم هذا الاعتقاد. بعد ذلك، نشأت نظرية جديدة تشرح كيفية تكون هيكل الريشات، وتؤكد أنه بقايا متآكلة من قبة كبيرة من طبقات القشرة الأرضية.
فقد وضع باحثان جيولوجيان كنديان نظرية تفسر نشأة عين الصحراء؛ إذ يعتقدان أنها قد تكونت خلال الفترة التي شهدت تفكك قارة «بانجيا» العظمى. أدى تفكك القارة العظمى إلى انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبية، واندفاع الصخور المنصهرة من باطن الأرض إلى سطحها.
تكونت على إثر هذا قبة من طبقات صخرية تشبه الفقاعة، وتحيط بها تصدعات وفوالق. كما أدى صعود الصخور المنصهرة إلى إذابة الحجر الجيري لتكون صخور البريشيا. ما لبثت هذه الفقاعة الصخرية أن انفجرت، واستمرت باقي أجزائها في التآكل. ولأن الحلقات مصنوعة من أنواع مختلفة من الصخور، فقد تآكلت بسرعات مختلفة.
2- بوابات المملكة.. أبنية حجرية غامضة في السعودية!
باستخدام صور الأقمار الصناعية، اكتشف علماء الآثار وجود 400 مبنى حجري غامض في أعماق المملكة العربية السعودية، حول المنطقة البركانية الخامدة في حارة خيبر، وأطلقوا عليها اسم «بوابات»، وذلك نظرًا إلى تشابهها مع بوابات الحقول القديمة.
لم يتمكن العلماء من معرفة التاريخ الدقيق لبناء هذه البوابات الصخرية، ولا الغرض منها، ولكن اقترح أحد العلماء أنها تعود إلى ما قبل 7 آلاف عام. كما توصلوا إلى أنها بُنيت في فترة نشاط البركان، فقد تسببت الحمم البازلتية المتدفقة في تغطية بعض قمم هذه الجدران.
بُنيت الجدران من الحجارة، وتتراوح أطوالها ما بين 13 و518 مترًا، وصُمم بعضها على شكل مستطيل، بينما باقي البوابات اتخذت شكلًا طوليًّا. وتوجد الجدران في حقول الحمم البركانية شحيحة المياه والغطاء النباتي. كما عثر العلماء على بعض الأشكال الحجرية الأخرى أعلى البوابات، مثل العجلات والطائرات الورقية التي استخدمت في اصطياد الحيوانات!
3- خط شبيب.. لغز الأردن «الطويل» الغامض!
يمتد جدار شبيب بطول 150 كيلومترًا تقريبًا في الأردن ليشكل لغزًا كبيرًا لعلماء الآثار حول تاريخ بنائه، والغرض منه، وهوية من بناه. وكان السير أليك كيركبرايد، الدبلوماسي البريطاني في الأردن، أول من أبلغ عن وجود الجدار الحجري في عام 1948 أثناء سفره بالطائرة في الأردن.
ولأن الجدار في حالة خراب، فقد قدَّر الباحثون أن أقصى ارتفاع له في حالته الأصلية كان مترًا فقط، وربما لم يتجاوز نصف المتر. وعثر العلماء على طول خط شبيب على بقايا حوالي 100 برج تتراوح أقطارها ما بين مترين وأربعة أمتار، وحسب التوقعات، فقد بنيت الأبراج بعد بناء الجدار.
وضع العلماء عدة اقتراحات لاستخدام هذه الأبراج، فقد تكون ملاذًا آمنًا لقضاء الليل، أو أنها كانت منصات للمراقبة، أو مكانًا لاختباء الصيادين لمراقبة الحيوانات.
واستنادًا إلى بعض أواني الفخار التي وُجِدت داخل الأبراج وعلى طول الجدار، وضع العلماء تقديرًا زمنيًّا لعمر الجدار ما بين الفترة النبطية (312 قبل الميلاد- 106م) والعصر الأموي (661- 750م).
وفي عام 2019، أُجريت دراسة تقديرية باستخدام التأريخ الإشعاعي لصخر الكوارتز الموجود في صخرتين من الجدار لتحديد عمره، وانتهت النتائج إلى أن عمر الجدار يعود إلى حوالي 400 عام قبل الميلاد.
4- العجلات الحجرية الغامضة تنتشر في شرق الوطن العربي
عند التحليق بالطائرة فوق المنطقة الممتدة بين سوريا والمملكة العربية السعودية، خاصة في حقول الحمم البركانية الموجودة في المنطقة القريبة من واحة الأزرق في الأردن، يمكنك رؤية مئات الهياكل الحجرية التي تشبه العجلات. ويتراوح عرض العجلات ما بين 25 إلى 70 مترًا، ويعتقد العلماء أنها كانت تستخدم بصفتها مقابر أو أماكن للعبادة، أو أنها مرتبطة بالأحداث الفلكية؛ إذ تتماشى مع شروق الشمس في فصل الشتاء.
هذه العجلات هي النسخة الشرق أوسطية من «خطوط نازكا»؛ وهي رسوم جيولوجية ممتدة عبر صحراء البيرو. أغلب العجلات الحجرية توجد بها خطوط تخرج من المركز إلى محيط الدائرة، ولكن هناك أيضًا العديد من التصاميم المختلفة التي تضم توزيعات مختلفة للنقاط داخل الدائرة.
ورغم أن تحديد عمر العجلات أمر صعب، فإن العلماء رجحوا أنها من الممكن أن تعود إلى ما قبل ألفي عام. وقد لاحظ الباحثون أن العجلات غالبًا ما توجد فوق تشكيلات حجرية أخرى كانت تستخدم مصائد للحيوانات تسمى الطائرات الورقية، ويعود تاريخها إلى 9 آلاف عام، ولكن ليس العكس أبدًا، لذا فإن العجلات أحدث من الطائرات الورقية.
5- هيكل بحيرة طبرية.. موقع للدفن أم معبد للاحتفالات؟
في عام 2003، أثناء إجراء مسح لبحيرة طبرية بين سوريا وفلسطين المحتلة، اكتشف العلماء وجود صخرة ضخمة في القاع. الصخرة مخروطية الشكل قطرها 70 مترًا، وارتفاعها 10 أمتار، وتزن ما يقدر بحوالي 60 ألف طن.
الهيكل الضخم مكون من صخور بازلتية، ويعتقد أحد الجيوفيزيائيين أن الصخرة شُيِّدت أسفل الماء بوصفها حضَّانة للأسماك، في حين يرجح علماء الآثار أنها بُنيت على أرض جافة ثم غمرتها المياه في وقت لاحق. وذهبت بعض الآراء إلى أنها موقع للدفن الجماعي، أو هيكل احتفالي.
استندت محاولات تحديد العمر الدقيق للهيكل إلى ترسبات الرمال التي تراوحت ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار فوق قاع القاعدة. ولأن الرمل يتراكم بمعدل يتراوح من واحد إلى أربعة ملليمترات كل عام، فقد كان التقدير العمري للهيكل بين ألفين و12 ألف سنة. واستنادًا إلى بعض الظواهر الجيولوجية الأخرى القريبة من موقع صخرة طبرية، فإن الاحتمال الأكبر الذي رجحه الباحثون أن عمر الصخرة يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/03 الساعة 10:09