حرب حساء البورش تندلع بين أوكرانيا وروسيا.. ما القصة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/02 الساعة 15:33
مدار الساعة - بات الطاهي الشهير في أوكرانيا يفغين كلوبوتنكو في مواجهة مع روسيا بسبب حساء البورش.
جاء ذلك مع مجاهرته بأن هذا الطبق الشعبي المؤلّف من الشمندر والملفوف هو جزء من التراث الثقافي في كييف.
ويقول الشاب البالغ من العمر 33 عاما والمتخرّج من مدرسة الطبخ الفرنسية "لو كوردون بلو" في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: "لا أستسيغ عبارة حرب البورش، لكن هذا هو واقع الحال فعلا".
وحمل هذا الطاهي الذائع الصيت على منصّات التواصل الاجتماعي الحساء داخل قدر إلى اجتماع في وزارة الثقافة الأوكرانية في أكتوبر/تشرين الأول، لإقناعها باقتراح إدراج هذا الطبق في قائمة التراث العالمي غير المادي لمنظمة اليونسكو التي تضمّ فنّ الطهي الفرنسي والبيتزا كما تصنع في نابولي.
ولم تقاوم الوزارة هذا العرض، معلنة عن تحضير ملّف لليونسكو التي ستغلق باب الترشيح في مارس/آذار 2021.
وقد شكّلت هذه المبادرة صفعة لروسيا التي تدهورت علاقاتها بكييف إلى أدنى المستويات منذ 7 سنوات.
وكتب سفير روسيا في الولايات المتحدة في تغريدة "البورش طبق وطني في عدّة بلدان، منها روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا وبولندا ورومانيا ومولدوفا وليتوانيا".
وبعد فترة قصيرة، وصفت الحكومة الروسية البورش بـ "أحد أشهر الأطباق الروسية وأكثرها استطابة" على حسابها الرسمي في "تويتر".
وحسب الرواية الأوكرانية، تمّ التطرّق إلى أكلة تحمل هذا الاسم للمرّة الأولى سنة 1548 في مذكّرات مسافر أوروبي اشترى حصّة منها في سوق في كييف وقد وصلت هذه الشوربة إلى روسيا في فترة لاحقة مع وصول الأوكرانيين إليها.
بقيت أوكرانيا التي كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية ومن الاتحاد السوفياتي والتي يتقن عدد كبير من سكّانها الروسية، إلى حدّ بعيد ضمن دائرة النفوذ السياسي والثقافي لجارتها القويّة، حتّى بعد انهيار الاتحاد سنة 1991.
البحث عن هويّة
غير أن الأحوال تبدّلت جرّاء عملية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من جانب روسيا سنة 2014 والحرب الدائرة في شرق البلد مع الانفصاليين المؤيّدين لموسكو برعاية الكرملين، ما أجّج المشاعر القومية ومساعي بلورة هويّة وطنية في البلد. وبعد قرون من السيطرة الروسية، "باتت هويّتنا منقوصة ولم يعد لنا شيء خاص بنا، فقد أخذوا منّا كلّ شيء"، على حدّ قول كلوبوتنكو. وأضاف: "عندما بدأتُ بدراسة فنّ الطهي الأوكراني، أدركت أن لا وجود لأطباق أوكرانية، فكلّ المأكولات سوفياتية. الاتحاد السوفياتي ابتلع أوكرانيا... ونحن لا ندري من نكون أو ما أصبحنا عليه". لا تستسيغ أولينا شتشيربان، وهي عالم إثنيات ومؤرّخة أوكرانية في الأربعين من العمر بدورها وصف البورش بـ "الطبق الروسي" وربطه بالثقافة الروسية في الخارج. وهي تقول "لغتنا وثقافتنا ومأكولاتنا مختلفة". وتلفت المؤرّخة التي نظمّت طوال 7 سنوات مهرجانا مخصصا لهذا الحساء وفتحت مؤخّرا متحفا صغيرا حول البورش في وسط البلد إلى أنه خلافا للفرنسيين أو الإيطاليين، إن الأوكرانيين "غير ملمّين بتاريخهم ولايفتخرون كثيرا" بأطباقهم المحلية. وبالنسبة إلى كلوبوتنكو، فإن حبّ البورش هو من العوامل النادرة التي تجمع الأوكرانيين المنقسمين بشأن مسائل عدّة، من التاريخ إلى الجيوسياسية.
غير أن الأحوال تبدّلت جرّاء عملية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من جانب روسيا سنة 2014 والحرب الدائرة في شرق البلد مع الانفصاليين المؤيّدين لموسكو برعاية الكرملين، ما أجّج المشاعر القومية ومساعي بلورة هويّة وطنية في البلد. وبعد قرون من السيطرة الروسية، "باتت هويّتنا منقوصة ولم يعد لنا شيء خاص بنا، فقد أخذوا منّا كلّ شيء"، على حدّ قول كلوبوتنكو. وأضاف: "عندما بدأتُ بدراسة فنّ الطهي الأوكراني، أدركت أن لا وجود لأطباق أوكرانية، فكلّ المأكولات سوفياتية. الاتحاد السوفياتي ابتلع أوكرانيا... ونحن لا ندري من نكون أو ما أصبحنا عليه". لا تستسيغ أولينا شتشيربان، وهي عالم إثنيات ومؤرّخة أوكرانية في الأربعين من العمر بدورها وصف البورش بـ "الطبق الروسي" وربطه بالثقافة الروسية في الخارج. وهي تقول "لغتنا وثقافتنا ومأكولاتنا مختلفة". وتلفت المؤرّخة التي نظمّت طوال 7 سنوات مهرجانا مخصصا لهذا الحساء وفتحت مؤخّرا متحفا صغيرا حول البورش في وسط البلد إلى أنه خلافا للفرنسيين أو الإيطاليين، إن الأوكرانيين "غير ملمّين بتاريخهم ولايفتخرون كثيرا" بأطباقهم المحلية. وبالنسبة إلى كلوبوتنكو، فإن حبّ البورش هو من العوامل النادرة التي تجمع الأوكرانيين المنقسمين بشأن مسائل عدّة، من التاريخ إلى الجيوسياسية.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/02 الساعة 15:33