لماذا رفض الباشا الرقاد كتابة مذكراته
مدار الساعة - "الوطن أهم من أن أبوح بألمه".. هكذا كان يرد مدير المخابرات الأسبق محمد الرقاد على كل من يلح عليه بكتابة مذكراته.
الباشا الرقاد لم يكن يريد أن يشير إلى أي جرح من جروح الوطن فهو مسكون بحب وطنه وكان يريد أن يودع الوطن الذي سكنه، وكان لا يريد أن يكون ما يكتبه ويدونه مثيراً للغلط بعد رحيله، فهو كان يقلق على الوطن في حياته وبعد رحيله.
ولم يحتفظ الباشا الرقاد بوثيقة واحدة من وقت خدمته خلال المرحلة الحرجة واندلاع ثورات الربيع العربي، ولم يقم بتجنيد أي ضابط خلال فترة خدمته لأن الجهاز كان متخماً، فلم يكن يعنيه أن يشكره احد او ان يكون له زمرة او ان يميّز حقبة خدمته بما يرتبط به شخصياً.
تاريخ الباشا الرقاد المهني كضابط عمليات محترف احبط العديد من المؤامرات و الفتن لم يكن يعنيه أن يعلم به احد لانه على يقين أن الله يعلم ما قدّم، واختار أن يعيش بهدوء فلم تعنيه السلطة يوما، و لم يحمل عليه احد من المعارضة و أبقى على حبال الود مع جميع الاتجاهات ولم يُعتقل في عهده اي شخص لأمر سياسي رغم لهيب احداث الربيع.
وكان نمط حياة الباشا الرقاد منوطاً بأن الله يراه فأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و تلك أسمى درجات الايمان بالله..
كان لديه الكثير ليقوله لكنه اختار عدم البوح اخلاصا منه لعمله و حفاظا على قدسية رسالته و حفاظا على صورة الوطن لتبقى كما هي في عيون ابناءه.