هل تتغير مواقف أميركا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/01 الساعة 08:37
بقلم حمادة فراعنة
الحلقة الثالثة
لا يتوفر أدنى وهم لدى أي فلسطيني أو عربي أو مسلم في الولايات المتحدة، من أن السياسة الأميركية نحو فلسطين ونحو المستعمرة الإسرائيلية ستتغير، أو يطرأ عليها انقلاب في ظل معطيات الواقع السياسي والثقافي
والعقائدي السائد لدى المجتمع الأميركي، وانعكاساته على سلوك وسياسات واشنطن. ولكننا حينما ندرك أن المصالح الأميركية لها الأولوية على ما عداها من عوامل مؤثرة في صنع القرار الأميركي، وأن المصالح الأميركية وابرزها في العالم العربي هي: النفط والغاز المنتج من قبل الشركات الأميركية على الأغلب،
والعالم العربي سوق لتصريف البضائع الأميركية والعسكرية منها خاصة، ومنبع تصدير الثروات النقدية المستثمرة في البنوك والشركات الاميركية، ومنطقتنا استراتيجية تقع بين أوروبا وأسيا وافريقيا، وفي قلبها المستعمرة
الإسرائيلية ولهذه الاسباب والعوامل تهتم الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم العربي. النظام العربي على أغلبه فاقد القدرة على اتخاذ سياسات مستقلة تحمي مصالحه الوطنية والقومية، ولذلك لا أمل مرتجى في المدى المنظور لتغيير السياسة الأميركية بفعل التغيير في الموقف العربي وكيفية تعامله مع واشنطن.
ولكن في داخل الولايات المتحدة الأمريكية تتسارع التغييرات الاجتماعية والاصطفافات الطبقية والقومية والدينية أسرع مما يتوقعه العديد من المراقبين باتجاهين:
ً
أولا: من قبل الحزب الديمقراطي الذي تتبلور انحيازاته نحو الطبقات الوسطى والدنيا، ونحو التعددية والقومية والدينية، في مواجهة الحزب الجمهوري الذي تزداد سياساته الطبقية انح ً يازا لمصالح الشرائح العليا الأكثر ثراء، ولدى
المتعصبين العنصريين البيض من ذوي الأصول الأوروبية، وكذلك نحو المسيحيين الإنجيليين، ً وردا على ذلك تم الانحيازّ من قبل الأغلبية الفلسطينية والعربية والإسلامية والإفريقية لمرشحي الحزب الديمقراطي بايدن وهاريس لسببين جوهريين: 1 -انحياز الحزب الديمقراطي لصالح الشرائح الدنيا وللتعددية ً ورفضا للتعصب القومي والديني، واستجابة برنامج الحزب للمصالح الحياتية والاجتماعية لهذه الشرائح المتعددة كالتأمين الصحي والاجتماعي وغيره من المصالح. 2 -لتفهم مواقف الحزب ومؤسساته والسماح للفلسطينيين والعرب والمسلمين للتعبير عن مواقفهم نحو قضاياهم القومية ومصالح بلادهم الأصلية. ثانيا: لقد كان ترامب وإدارته ً فاقعا ً متطرفا نحو عناوين التعصب والعنصرية في مواجهة التعددية القومية والدينية ونحو تبني سياسات المستعمرة الإسرائيلية ضد فلسطين، ورغم توفر التماثل في مواقف الحزبين الجمهوري
والديمقراطي نحو الحفاظ على تفوق المستعمرة وحمايتها، إلا أن العديد من الإجراءات الاستفزازية المتطرفة التي أقدم عليها ترامب سيتم التراجع عنها من قبل إدارة بايدن المقبلة. ويتوفر لدى الحزب الديمقراطي تيار تقدمي إيجابي يتعزز دوره وتأثيره يقوده السيناتور بيرني ساندرز والعديد من النواب والشيوخ، ولديهم علاقات تنمو بإطراد مع ممثلي الجاليات الفلسطينية والعربية والإفريقية والمسلمة وهذا يُبشر بالخير والتقدم، خاصة بعد تأثير هذه الجاليات على نجاح بايدن وهزيمة ترامب. الدستور
لا يتوفر أدنى وهم لدى أي فلسطيني أو عربي أو مسلم في الولايات المتحدة، من أن السياسة الأميركية نحو فلسطين ونحو المستعمرة الإسرائيلية ستتغير، أو يطرأ عليها انقلاب في ظل معطيات الواقع السياسي والثقافي
والعقائدي السائد لدى المجتمع الأميركي، وانعكاساته على سلوك وسياسات واشنطن. ولكننا حينما ندرك أن المصالح الأميركية لها الأولوية على ما عداها من عوامل مؤثرة في صنع القرار الأميركي، وأن المصالح الأميركية وابرزها في العالم العربي هي: النفط والغاز المنتج من قبل الشركات الأميركية على الأغلب،
والعالم العربي سوق لتصريف البضائع الأميركية والعسكرية منها خاصة، ومنبع تصدير الثروات النقدية المستثمرة في البنوك والشركات الاميركية، ومنطقتنا استراتيجية تقع بين أوروبا وأسيا وافريقيا، وفي قلبها المستعمرة
الإسرائيلية ولهذه الاسباب والعوامل تهتم الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم العربي. النظام العربي على أغلبه فاقد القدرة على اتخاذ سياسات مستقلة تحمي مصالحه الوطنية والقومية، ولذلك لا أمل مرتجى في المدى المنظور لتغيير السياسة الأميركية بفعل التغيير في الموقف العربي وكيفية تعامله مع واشنطن.
ولكن في داخل الولايات المتحدة الأمريكية تتسارع التغييرات الاجتماعية والاصطفافات الطبقية والقومية والدينية أسرع مما يتوقعه العديد من المراقبين باتجاهين:
ً
أولا: من قبل الحزب الديمقراطي الذي تتبلور انحيازاته نحو الطبقات الوسطى والدنيا، ونحو التعددية والقومية والدينية، في مواجهة الحزب الجمهوري الذي تزداد سياساته الطبقية انح ً يازا لمصالح الشرائح العليا الأكثر ثراء، ولدى
المتعصبين العنصريين البيض من ذوي الأصول الأوروبية، وكذلك نحو المسيحيين الإنجيليين، ً وردا على ذلك تم الانحيازّ من قبل الأغلبية الفلسطينية والعربية والإسلامية والإفريقية لمرشحي الحزب الديمقراطي بايدن وهاريس لسببين جوهريين: 1 -انحياز الحزب الديمقراطي لصالح الشرائح الدنيا وللتعددية ً ورفضا للتعصب القومي والديني، واستجابة برنامج الحزب للمصالح الحياتية والاجتماعية لهذه الشرائح المتعددة كالتأمين الصحي والاجتماعي وغيره من المصالح. 2 -لتفهم مواقف الحزب ومؤسساته والسماح للفلسطينيين والعرب والمسلمين للتعبير عن مواقفهم نحو قضاياهم القومية ومصالح بلادهم الأصلية. ثانيا: لقد كان ترامب وإدارته ً فاقعا ً متطرفا نحو عناوين التعصب والعنصرية في مواجهة التعددية القومية والدينية ونحو تبني سياسات المستعمرة الإسرائيلية ضد فلسطين، ورغم توفر التماثل في مواقف الحزبين الجمهوري
والديمقراطي نحو الحفاظ على تفوق المستعمرة وحمايتها، إلا أن العديد من الإجراءات الاستفزازية المتطرفة التي أقدم عليها ترامب سيتم التراجع عنها من قبل إدارة بايدن المقبلة. ويتوفر لدى الحزب الديمقراطي تيار تقدمي إيجابي يتعزز دوره وتأثيره يقوده السيناتور بيرني ساندرز والعديد من النواب والشيوخ، ولديهم علاقات تنمو بإطراد مع ممثلي الجاليات الفلسطينية والعربية والإفريقية والمسلمة وهذا يُبشر بالخير والتقدم، خاصة بعد تأثير هذه الجاليات على نجاح بايدن وهزيمة ترامب. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/01 الساعة 08:37