«كورونا» يقلب الموازين ويكسر تقاليد قطف الزيتون

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/30 الساعة 17:35

مدار الساعة - رغد بركات - فرض فايروس كورونا قيود جديدة على المزارعين والمواطنين لقطف الزيتون تسببت بخسائر كبيرة لهم ولم يعد للموسم بهجته كما كان في السابق جو يسوده الخوف من الإختلاط والإصابة بالڤايروس وتذمر المزارعين من ايام الحظر والخسائر التي تسبب بها .

مزارعون مستاؤون

قال المزارع خالد الشرادقة أن قطف ثمار الزيتون لهذا العام اقتصر فقط بمساعدة أهل بيته دون استئجار عاملين لمساعدته لضمان منع الإختلاط وبسب الظروف الراهنة التي تتطلب منع التجماعات الكبيرة تفاديا لانتشار فايروس كورونا وهذا بدوره يتطلب جهد اكبر ووقت اكثر لتفادي تلف الزيتون وسقوط كميات كبيرة منه

وأضاف المزارع ابو محمد أن حظر يوم الجمعة سبب خسائر كبيرة للمزارعين وأجبرهم على أخذ إجازة من أعمالهم ليتمكنوا من قطاف الزيتون وتقليل الخسائر التي تلحق بهم

وبين المزارع علي الخوالدة أن هذا الظرف استثنائي سبب الضرر للكثير من المزارعين وذلك بسبب قلة ايدي العمال الوافدة الذين عادوا إلى بلادهم بسب جائحة كورونا وعبر عن حزنه لعدم مشاركة كبار السن معهم في قطف الزيتون والذين يضيفون البهجة والفرح حمايةً لهم من فايروس كورونا

آلية عصر الزيتون

بين نائب نقيب نقابة المعاصر تيسير النجداوي أن آلية عصر الزيتون لهذا العام تختلف عن الأعوام السابقة بسب ڤايروس كورونا حيث يلزم المزارع بشروط السلامة العامة ويتواصل مع المعصرة قبل يوم ويضع الزيتون وبعد ما يتم عصره يتم التواصل مع المزارع للرجوع للمعصرة واخذ الزيت فلا يسمح لهم الإنتظار في المعاصر كما هو في الأعوام السابقة لتقليل الإختلاط بينهم

وأشار النجداوي أنه سيكون انتاج زيت الزيتون هذا العام متوسط ، حيث سيكون الانتاج مابين 22-27 ألف طن وهو اقل من معدل العام الماضي الذي بلغ ما يقارب 30الف طن مشيرا إلى ان الظروف الجوية أثرت سلبا على انتاج الزيت المحلي وأيضا بسبب ظاهرة تبادل الحمل (المعاومة) أي أن شجرة الزيتون في سنة الحمل الغزير وهي السنة الماضية توجه كل طاقاتها نحو تكوين الثمار، فلا تتكون أفرع خضرية جديدة لحمل محصول العام الحالي ".

ولفت إلى أن عدد المعاصر العاملة في المملكة، 132 معصرة تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا في عصر الزيتون بعدد خطوط انتاج 281 خطاً وبطاقة إنتاجية 436.3 طن /الساعة.

وأكد أنه لم يتم ضبط أي حالة مخالفة لغش زيت الزيتون لغاية الشهر الحالي وأن مؤسسة الغذاء والدواء تجري زيارات تفتيشية دورية للتأكد من الزيت الذي يتم عصره .

نسبة الإنتاج

قال مدير مديرية الزيتون في وزارة الزراعة المهندس اسامة قطان أن التقديرات الميدانية للإنتاج لهذا الموسم يبلغ بحوالي ١٨٠الف طن من الثمار ينقسم إلى ١٤٠الف طن زيت زيتون و ٤٠الف طن لغايات الكبيس والتخليل مؤكدا أن هذا العام أقل انتاج من العام الماضي حيث بلغت النسبة المئوية للعام الماضي ٣٠ألف طن ومن المتوقع أن يكون الإنتاج لهذا العام ٢٤الف طن

وبين القطان أن المساحات المزروعة بالزيتون داخل الأردن تبلغ 1,200,000 دونم بعدد اشجار20,000,000 شجرة موزعة على كافة انحاء المملكة .

وأكد القطان أن قطاع الزيتون يخدم شريحة واسعة من المواطنين في الأردن وخاصة في الأرياف والقرى وتشكل مصدر دخل أساسي ل 80000 ألف أسرة لافتا إلى أن اسعار تنكة الزيت لن يحدث عليها اي ارتفاع ومن المتوقع ان تنخفض وتصل ما بين ٧٥- ٨٠ دينار فقط بسبب تكدس مئات الأطنان من زيت الزيتون في مخازن المعاصر والمزارعين من العام الماضي

مطالب بحماية المنتج الوطني

قال رئيس حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات أن وزارة الزراعة يجب أن تتبنى استراتيجية وطنية يكون هدفها حماية الكميات المنتجة من زيت الزيتون الاردني كونه سلعة حيوية مهمة تعيل الاف الاسر الاردنية ويساعدها في تلبية متطلبات حياتهم اليومية في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية الصعبة التي نمر بها وخاصة الطبقتين الوسطى والفقيرة.

واضاف الدكتور عبيدات أن غياب أو ايجاد السياسات التي من شأنها حماية المنتج الاردني عملت وتعمل كل عام على ابقاء الجزء الاكبر من انتاج الزيت الاردني في بيوت منتجيها واذا تم بيع جزءا منها يتم بيعه بأسعار قليلة جدا وبالتالي تعرض المزارعين لخسائر فادحة هم في غنى عنها نتيجة لعدم حماية المنتجات الوطنية من التنافس غير الشريف.

وطالب الدكتور عبيدات الجهات الحكومية ذات العلاقة بضرور الزام منتجي الزيت والمعاصر على وضع ماركة معينة يكون مكتوب عليها اسم المعصرة ومنطقة انتاجه ليتم حماية المنتجات .

ذلك أن بعض من المنتجات له صفات ومزايا تميزه عن المنتجات الأخرى مثل الطعم واللون، فعلى سبيل المثال يكتب على عبوة الزيت أن هذا الزيت عجلوني أو زيت كفاري أو زيت صحراوي وهكذا وذلك لحماية حق هذه المنتجات من جهة وترك حرية الاختيار للمستهلك لشراء ما يفضله من بين هذه المنتجات.

ودعا الدكتور محمد عبيدات الجهات الرسيمة اعادة النظر أو الغاء أيام الحظر الشامل التي تفرضه على المواطنين في هذه الايام كونه موسم قطاف الزيتون لاتاحة الفرصة للمزارعين من قطاف ثمار هذه الشجرة المباركة.

كما دعا المواطنين الى ضرورة التقيد بشروط السلامة العامة الخاصة بجائحة فايروس كورونا اثناء قطاف ثمار الزيتون وذلك حماية لهم من الاصابة أو نقل العدوى لهذا الفايروس الخطير.

أهمية موسم الزيتون

قال المواطن موسى محمد أن المواطنون ينتظرون موسم الزيتون بلهفة لأنه لا يكاد يخلو طبق من الغذاء دون وجود زيت الزيتون ومونة أساسية في كل بيت لفوائده الكثيرة التي لا تعد ولا تصحى

وأضاف المواطن ليث العلي أن موسم الزيتون ليس كباقي المواسم وإنما يشكل أبهى صور التكافل الإجتماعي والإنتماء الحقيقي للأرض ينتظره ابناء الوطن والمزارعين باعتبار الزيت والزيتون هو مصدر رزق ومنتج أساسي يحتاجه كل أسرة
وأكدت المواطنة هند العمري أن موسم زيت الزيتون بالإضافة لقميته الغذائية العالية أيضا هو فرصة ذهبية للكثير من القاطاعات وبخاصة صناعة المنتجات الطبيعية التي تستخدم في التجميل وغيرها وصناعة الصابون وأيضا لقيمته العلاجية التي يتميز بها فهو مصدر رزق ومصدر غني بالفائدة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/30 الساعة 17:35