إلى صدام بمداد القلب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 20:28
مدار الساعة - ها هو القدر يا صديقي، الذي خطَّ مدادُ قلمك يوماً بوصفه "وفي أيامنا قدرٌ مخيفٌ كما لو قال للأيام إخسي" يختطفك من بيننا، بربيع عمرك وزهرة شبابك وشعلة عطاءك، يعجزنا عن النطق وعن التعبير ولا يترك لنا إلا دموع حرقتها كنار تكوي القلب. يا صديق، أوجعتنا برحيلك حد طعنات الرماح في قلبٍ لا يحتمل، وأوجَعَتنا فاجعةٌ لا تقوى أمامها جروحٌ بعدك لن تلتئم، وتركت دروباً مَن لها بعدكَ وغير خطاك فيها تنتظم. فيا صدام، أحلّفك باسمك ورسم البدوي وصوتك النقي وروحك الطاهرة التي عرفها فيك كل من عرفك، ألا تغيب فلم نعتد على غيابك، نراك في الفدين، ونصدفك بمدينة العسكر وتلمنا معك عمان، التي كما يصفها الصديق الدكتور هاني أخو رشيدة بـ"حمّاية أرواح". لم يبقى في القلب قوى لتحزن، ولا في العين دمع لتبكي، ولا في القلم مداد ليرثي، فكيف نحزن وأنت سيد الفرح، وكيف نحزن وابتسامتك كانت هويتك، وكيف تغيب وأنت الحاضر الوافي. يا صدام .. يا ابن حيان ويا نجمة شبابها، ستبقى فينا حياً، وستبقى تلك الروح التي لم يحملها سواك، بين العمل والأمل تجمعها سوياً في حضورك وغيابك وكلامك. لن ننساك، أعدك وأعاهدك وأتعهد لك، سأبقى وفياً لمحبتي لك، ولذلك الميثاق الذي جمعنا وإن لم نكتب، فهو محفور على صخور الزمن. إلى جنات الخلد فلم يبقى للكتابة حبر، ولم يعد لها معنى يا رفيق.
  • مدار الساعة
  • شباب
  • عمان
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 20:28