أبو بقر يكتب: يقيمون علاقات مع الدول وينسون خالق الدول!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 19:36
مدار الساعة - بقلم : شحاده أبو بقر بداية لست واعظاً ولا متطرفاً ولا أنتمي لأي تنظيم ديني ولا أدعي العلم بما لا أعلم. أنا مجرد إنسان بسيط يعتقد بأن قلبه خال من كل ما قد يسيء لأي من خلق الله، وأكثر من ذلك، فأنا ولكثرة ما أتفكر في عظمة هذا الكون، أرى عجائب قدرة الله خالق هذا الكون تبارك وتعالى، في تكوين سائر مخلوقاته، البشر والحجر والشجر والحيوان والجماد والأرض والشمس والقمر والكواكب والنجوم والأنهار والبحار وكل ما أدرك وأرى وأسمع. وعليه، فالبشر وعموماً، يقفون عاجزين دون إدراك السر الأعظم، وهو أن أمرهم كله من خير أو شر منذ يولدون وإلى أن يموتون وما بعد ذلك , هو بيد الله وحده جل جلاله، وكيف لا وهو خالق كل شيء وليس كمثله شيء وهو وحده القادر على كل شيء!، وكيف لا وهو من لا تعدل الدنيا كلها أمام عظمته سبحانه جناح بعوضة، ولو كانت لما سقى منها كافرا شربة ماء! وبعد : ففي غمرة إنشغال البشر أفرادا ودولا وحكومات ومجتمعات بالدنيا وحدها وبمغانمها التي هي من خلق الله جل وعلا، ينصرف جل إهتمامهم إن لم يكن كله , إلى إقامة علاقات وتنظيمها دنيويا بين بعضهم بعضا , وينسون أو هم يتناسون إقامة العلاقة الأعظم والأهم والأجدى مع خالق الدول مسير أمرها وأمر الكون كله. لدينا نحن العرب نعمة الأديان والرسل ورسالاتهم, وهي أعظم نعم الله على من خلق, ولدينا نعمة الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وللناس كافة , لكننا ولسوء حظنا تركنا لبعض منا ولأعدائها معا مهمة تشويهها وجعلها رغما عن واقعها نقمة علينا وعلى غيرنا، عندما إبتعدنا عن مكنونها وتعاليمها وعظم ما جاءت به من تنظيم رباني محكم لنمط حياتنا وسلوكنا وتفكيرنا كي نكون في مقدمة البشرية وقادة لساكني الكوكب نحو حياة فضلى بوصلتها القدوة الحسنة. عربيا وأردنيا على الأقل, لو وسعنا النظرة وأعملنا الفكر والتفكير وإرتقينا بسلوكنا ونظمنا علاقتنا مع الله تبارك وتعالى وآمنا حق الإيمان بأن كل شيء في هذا الوجود هو من عند الله وأن أمرنا كله بيده وحده , ولو توكلنا عليه وحده حق التوكل وعملنا ما إستطعنا بما يرضيه , ولو تيقنا أن الله موجود معنا في نومنا وقومنا وحيثما حللنا ومهما عملنا, وطلبنا بقلوب صافية العون منه وحده سبحانه فلن يردنا خائبين أبدا , ولن نكون بحاجة لأي كان على هذا الكوكب, ولأصبحنا قوة سر قوتها إرادة خالقنا الأعظم من كل من يتوهم أنه عظيم ذو قوة وسلطان. دعونا نجرب لشهور عدة أن نتوب وأن لا نفعل إلا ما يرضي الله وأن نستعين بعجائب قدرته , ودعونا نجرب أن نرى الله جل جلاله في أجسادنا ونفوسنا ومن حولنا وفي كل ما نرى وما نسمع وما نفعل وما نقول يرانا ويراقبنا ويحاسبنا ولا نرى قوة سواه في هذه الدنيا الغرور. صدقوني سنسعد بفقرنا ونهنأ بتعبنا ولن يتجرأ ظالم علينا وسنكون بإذنه تعالى أيقونة الدنيا بأسرها. أعرف أن الماديين والطارئين في فكرهم وتفكيرهم سيسخرون مما أقول، وأنا أدعو لهم بالهداية قبل موتهم , وأسأل الله تعالى لشعبنا ولبلدنا الخير والهداية إلى الدرب القويم وأن يغنينا الكريم بفضله عمن سواه , وأن يصوب مسارنا لنكون المثل الأعلى لكل إنسان على هذا الكوكب. الحكيم العاقل الحصيف هو من يبني العلاقة الأعظم مع الخالق الأعظم قبل بنائها مع أي كان من خلقه مهما توهم أنه ذو قدرة مادية عسكرية إقتصادية تقنية، فكل ذلك بيد الله وحده، وكم من أمم سادت ثم بادت، وكم من طغاة سادوا ثم بادوا بقدرة من لا شيء مثله ولا قوة بمقدورها تحدي قوته وسلطانه جل في علاه. هو وحده من وراء قصدي، والحمد لله رب العالمين.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/29 الساعة 19:36