غوتيريش: الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين تبعد حل الدولتين
مدار الساعة - يشكّل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فرصة للتذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حلول تنهي معاناة أبنائها، الذين لم يحصلوا على حقوقهم غير القابلة للتصرف؛ في تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة والعودة، بحسب ما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1975.
وتأتي هذه المناسبة في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام، بمبادرة من الأمم المتحدة، إحياءً لذكرى ذات اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181) لعام 1947، ذكرى بداية فصول المأساة الأليمة للشعب الفلسطيني، والتي ما تزال قائمة حتى هذا اليوم.
ومنذ تأسيس المملكة، لم تغب القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأردن الأولى وأولويتها الرئيسية عن فكر الهاشميين، بل كانت وما زالت حاضرة في جهودهم وأولوياتهم، وطافوا بها في مختلف المحافل الدولية، ووضعوها على جدول الاهتمام العالمي، وهي جهود ترافقت مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة.
السعي لتحقيق السلام العادل والشامل..
وبهذه المناسبة، أكد الملك عبدالله الثاني في رسالة وجّهها إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، شيخ نيانغ، على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية الاستمرار بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، والمرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وقال في الرسالة، إن من واجبنا جميعاً دعم جميع الجهود التي من شأنها كسر الجمود في العملية السلمية، والدفع باتجاه مفاوضات مباشرة وجادة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ووقف الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب، التي تقوّض فرص السلام وتأجج الصراع، كالاستيطان ومحاولات ضم أية أراض فلسطينية، وفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف.
وشدد الملك، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس "أن القدس الشريف ومقدساتها كانت وستبقى محور اهتمامنا ورعايتنا، وستبقى الوصاية واجباً ومسؤولية تاريخية نعتز بحملها منذ أكثر من مئة عام".
جهود إعلامية نوعيّة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية..
ونظمت الإذاعة الأردنية، اليوم الأحد، يوماً إعلامياً مفتوحاً لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود الأشقاء الفلسطينيين، وذلك عبر ربط بثّها مع الإذاعة الفلسطينية "صوت فلسطين" وإذاعة "صوت العرب" المصرية، إلى جانب تقديم مواد ورسائل إعلامية مشتركة تتناول مختلف جوانب القضية الفلسطينية وتداعياتها على الساحتين المحلية والإقليمية، في صورة تجسّد التضامن العربي عبر هذه التغطية المشتركة.
وقامت الإذاعة الأردنية بتخصيص بث مفتوح مع الإذاعة الفلسطينية بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. واستضافت خلال بثها الذي يأتي بالتعاون مع اتحاد اذاعات الدول العربية، عدداً من المختصين والخبراء بالشأن الفلسطيني، إلى جانب بث العديد من البرامج والتقارير المتعلقة بالقضية الفلسطينية وصمود القدس الشريف.
وتناولت الإذاعة الأردنية عبر بثها المشترك مع الإذاعات العربية العديد من المحاور، أهمها؛ دور الدبلوماسية الأردنية والفلسطينية في إحباط المخططات الإسرائيلية وتوسيع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني، والعلاقات الأردنية الفلسطينية ودور الأردن في دعم صمود الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والأنروا واللاجئين، إلى جانب موضوعات تتعلق بشرعنة الاستيطان وقضية ضم الأراضي وشرذمة المجتمع الفلسطيني من خلال الجدار والحواجز، والمحاولات الإسرائيلية لطمس الوعي الفلسطيني وتهميش الهوية الثقافية الفلسطينية، فضلاً عن القوانين الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودور الإعلام في إبرازها.
آفاق التوصل إلى حل قابل للتطبيق تغدو أبعد منالاً ..
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجّهها بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، "إنه من المؤلم أن قضية فلسطين ما زالت دون حل حتى وقتنا هذا الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها"، مضيفاً أن "آفاق التوصل إلى حل قابل للتطبيق يقوم على وجود دولتين تغدو أبعد منالاً، وما تزال مجموعة من العوامل تسبب بؤساً كبيراً منها؛ توسيع المستوطنات غير القانونية، والتصاعد الكبير في هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، والعنف، واستمرار نشاط المقاتلين".
وأعرب خلال الرسالة عن التزامه "بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد حل للنزاع وإنهاء الاحتلال وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية في سبيل تحقيق الرؤية القائمة على وجود دولتين (إسرائيل وفلسطين المستقلة الديمقراطية المتواصلة جغرافيا وذات السيادة) تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود آمنة ومعترف بها، على أساس حدود ما قبل عام 1967، وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين".
كما عبّر غوتيريش عن قلقه إزاء الحالة المالية التي تواجهها أونروا، قائلاً "الوكالة تقوم بدور أساسي بوصفها الجهة الرئيسية التي تقدم المساعدة المباشرة التي كثيرا ما تكون منقذة للحياة إلى العديد من اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 5.7 ملايين لاجئ"، داعياً الدول الأعضاء إلى المساهمة في تمكين الأونروا من تلبية الاحتياجات الإنسانية والإنمائية الحرجة للاجئين الفلسطينيين، ولاسيما خلال جائحة كورونا.