انتصر لقلبه فانتصر رئيسا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 01:19

 

محلياتلا تعارض بين الدولة المدنية والإسـلام بمفاهيمــه السمحــة
اقتصادافتـتــاح معــرض الصنـاعـــات والمنتجات الأردنية في مدينة الخليل
محلياتهميسات: تعديل المادة 19 من الخدمة المدنية لوضع حد أدنى لرواتب الفئة العليا
محلياتوفـــاة و7 إصـابــــات بمشاجـرة في الصـريــح
محلياتالملكة رانيا: الأزمــة الحقيقيــة فـي المنـطـقـــــــة أنّ مستقبل جيــل كامل من الأطفال عـلى المـحــــــــك
محلياتالحكومـة تسدد رديّات ضريبـة الدخـل والمبيعات ومستحقات الاستملاكات للمواطنين
محلياتالملك يسلّم علم القائد الأعلى لكتيبة جعفر بن أبي طالب الآلية/ 39
عربي ودوليالبرغوثي من زنزانته يدعو إلى إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة وعصيان مدني شامل
عربي ودوليبدء إجلاء مسلحين معارضين من حي برزة
عربي ودوليالأسرى الفلسطينيون يواصلون إضرابهم عن الطعام
اقتصادملحـس: أنهينا متطلبـات 2017 المالية ضمن اتفاق «النقد الدولي»
محلياتالرزاز: "التربية والتعليم" قضية وطنية وليست حكرا على الوزارة
كاريكاتيراتلاف 33 طنا من الارز غير صالحة للاستهلاك البشري في عين الباشا
محلياتالرزاز: بدء انشاء أربع مدارس نموذجية في الزرقاء قريبا

عمان 19° [صافي] 01:18
[عمر كلاب]
انتصر لقلبه فانتصر رئيسا
عمر كلاب
الثلاثاء 9 أيار / مايو 2017.
عدد المقالات: 1461
wr12@addustour.com
FacebookTwitter

أول انتصار للرئيس الفرنسي ماكرون كان انتصاره لقلبه , فالرجل كان أمينا مع ذاته , طبعا لم يمطره الفرنسيون بوابل من الاوصاف والتعليقات , كما فعل اقارب لي وأظن معظم اقاربكم فعلوها , حين قاموا بالغناء لمقطع يقول “ ابيض يا حلو صلاتك ما تجوز , شب ومتشبب وماخذلك عجوز “ , وصار محطّ غمز ولمز الاقارب والجيران , مع غمزات اضافية عن حجم الثروة التي تنتظره , فالحب في بلادنا مربوط بالقرار العقلي ومحصور بغيداء في عمر الشباب , وكثيرا ما كان الحب تعبير عن هواجس للاجابة عن اسئلة المحيط الاجتماعي وليس اذعانا لعواطف .

نحتاج في هذه اللحظات العصيبة ان ننتصر لقلوبنا بغسلها من كل دنس في موسم ارتفاع منسوب الورع والتقوى في شهر شعبان وايامه البيض واستعدادا لقدوم شهر الخير والغفران , فرغم كل الاحاديث الشريفة والمواعظ المحكمة اللفظ عن بياض القلوب , فإن معظم قلوبنا تتشح بالسواد قبل ان تنقلب الى سوداء قاتمة مع اول خلاف , فمساحة الرحمة في اضيق الحدود ومساحة التراحم بحجم حروف الكتابة على موقع تويتر -140 – حرف او اقل كثيرا , وصلة الرحم مجرد رسالة بليدة على هاتف عقيم المشاعر .

لست مشغولا بالحالة السياسية ومواقف فرنسا القادمة من القضايا العربية وقضية فلسطين المركزية , فقد تراجعت هذه القضايا على التراتبية الفلسطينية والعربية وبات من العار ان نراجع مواقف فرنسا وغيرها او قياس نتيجة اي انتخابات على مقياسها , فالانشغال منحصر في حالة التوافق العاطفي والعقلي للانسان – اي انسان – وانعكاس هذا التوافق على مسيرة الحياة نجاحا او فشلا , فالنجاح له عوامل واضحة واقصد النجاح البريء من شراء الذمم وتوظيف المفاتيح الانتخابية او محاسيبهم , فهذا النجاح يحتاج الى بيئة حاضنة للنجاح وليست مسكونة بهواجس القربى والجغرافيا .

مريع حجم احتفاليتنا بفوز الشاب الذي لم يبلغ الاربعين في فرنسا , ومريع اكثر التعاطي الايجابي مع حالة زواجه من معلمته التي تكبره بربع قرن تقريبا , فنفس الصفحة التي احتفلت بفوز ماكرون هي نفسها التي كانت تنادي بانتخاب ابن العشيرة البار او ابن البلدة الفهيم او رجل البرّ والاحسان , الذي يلتقط صوره مع الفقراء وهو يوزع المبالغ النقدية او طرود الذل , نعم هو نفسه او هي نفسها مَن احتفل بفوز ماكرون ونشر صوره مع زوجته , وهو الذي يستعد منذ اليوم لحسبة سريعة لعوائد انتخابات المجالس البلدية والمركزية , وهو او هي الذين يركضون نحو ابن العشيرة وابن العم والخال وما تيسر من ذوي القربى .

شروط النصر في الحب هو نفس شروط الانتصار في المعركة وهي نفس شروط الانتصار في التنمية والديمقراطية , التوافق بين العواطف والعقل والصدق مع الذات واحترام حق الآخر في الاختيار وحريته في الارتباط والاعتقاد , شروط تتحدث عنها كل الاديان ويكررها كل رجالات الدين في المواعظ والكرزات , لكن النصر لم يأتِ , مما يؤكد ان الاقوال لا تُطابق الافعال وان صدقنا مجرد مكياج نستخدمه لغايات تحسين الصورة واخفاء الجوهر .

لا يحتاج النصر الى اشتراطات كثيرة ولا الى حسابات معقدة , يحتاج فقط ان تكون الصورة التي نراها عندما نقف على المرآة هي صورتنا الحقيقية , نحتاج الى ثقافة المحبة وثقافة قبول الآخر وثقافة احترام المخالف بدل شيطنته , النصر شروطه سهلة لمن اراده وليس لمن يتغنى به في المواسم والموالد , والنصر يحتاج الى روائح جميلة وليس الى حملة مباخر .
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 01:19