القطاع الصحي جهود ضخمة ونتائج متواضعة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/24 الساعة 14:15
/>بقلم: كمال ركارنة
تبذل وزارة الصحة وملحقاتها ومرافقها ومؤسساتها واقسامها ومراكزها وكل ما يتبع لها ويتعاون معها، جهودا مضنية وجبارة في مواجهة وباء كورونا العالمي، لكن بكل اسف حتى الان، اذا ما نظرنا الى النتائج المرجوة والمتوخاه من تلك الجهود نجدها متواضعة، ويظهر ذلك جليا من اعداد الاصابات المرتفعة يوميا، والاهم من ذلك اعداد الوفيات التي تسجل ارتفاعات مرعبة بشكل يومي، وما يزيد الامور تعقيدا غياب الخطة الواضحة والناجحة للحلول المنطقية والمناسبة لوضع حد معقول لارتفاع مؤشرات الاعداد بالاصابات والوفيات على حد سواء.
واضح تماما ان القطاع الصحي الحكومي مرتبك وتائه، وغير قادر على السيطرة الفعلية على الجائحة، فهو يهرب الى الامام في التصدي للجائحة، وعندما ارتفعت الاعداد في الاصابات والوفيات بشكل كبير جدا خلال الاسابيع الاخيرة، اتجهت الوزارة الى انشاء المستشفيات الميدانية واستئجار المستشفيات الخاصة لزيادة اعداد الاسرة العادية وللعناية المركزة والحثيثة، لكنها لم تنتبه للكادر الطبي الذي يعتبر الاساس في العملية العلاجية وليس الابنية والاسرة فقط.
لم يعد خافيا على احد ان البرتوكول العلاجي المتبع في التعامل مع مصابي الكورونا وخاصة الحالات الصعبة غير مناسب وغير مجد ويظهر ذلك من اعداد الوفيات اليومية، وكذلك النقص الحاد جدا في اعداد اخصائيي العناية الحثيثة في المستشفيات الحكومية، وربما انهم غير موجودين نهائيا، مما يتسبب في رفع اعداد الوفيات بشكل كبير.
ما الذي يمنع وزارة الصحة من استقدام اطباء محليين ومن الخارج من ذوي الاختصاص بالعناية الحديثة لعلاج الحالات الصعبة لمرضى الكورونا وتدريب اطباء الصدرية والباطنية في القطاعين العام والخاص على استخدام اجهزة التنفس الاصطناعي وانهاء هذه المعضلة التي تعتبر السبب الرئيس للوفيات؟
ولماذا لا تعيد لجنة الاوبئة النظر بالبرتوكول العلاجي المستخدم حاليا واستبداله او تحديثه بآخر افضل منه، والاستفادة من تجارب الدول الاخرى التي حققت نجاحات كبيرة في الحد من نتائج الجائحة والسيدرة عليها.
الاوضاع الحالية للجائحة وكل ما يتعلق بها، تحتاج الى مراجعة شاملة، واعادة نظر ودراسة من جديد، ووضع خطط وحلول عملية وعلمية، تعتمد في الاساس الاهتمام بالكادر الطبي المعالج، من حيث الاختصاص والتدريب والخبرة والاعداد وبناء القدرات الطبية، والتركيز على العنصر البشري قبل التوسع في المباني والاسرة رغم ضرورتها.
الوضع لم يعد يحتمل زيادة في اعداد الموتى والاصابات، والاجراءات اللوجستية لا تغني ابدا عن العنصر البشري لانه هو الذي يقوم بالدور الاساسي والرئيسي في نهاية المطاف.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/24 الساعة 14:15