المرأة لم تخرج من الكوتا في انتخابات المجلس التاسع عشر

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/24 الساعة 13:47
/>بقلم :د. آمال جبور
رغم الحراك النسوي الملحوظ خلال العقود الاخيرة في العالم والأردن تحديدا، لتعزيز الدور السياسي للمرأة في المخيل الجمعي لدى مجتمعاتنا ، الا أن هذه الجهود لم تلق ثمارها بما افرزته صناديق الاقتراع في انتخابات ٢٠٢٠، وبقيت المرأة داخل دائرة الكوتا ولم تجاوزها محتفظة بمكانتها المحدودة دون أن تتخطاه. لم تواز افرازات هذه الصناديق الجهد الذي بذلته جميع مؤسسات المجتمع المدنية والمنظمات الدولية التي رصدت جزءاً كبيراً من ميزانيتها لتشكيل وعي فكري وتنويري لدى العامة بأهمية ان تكون المرأة شريكاً في الحياة السياسية، فتصدرت الثقافة الفكرية الموروثة المشهد لتؤكد ان المرأة ستبقى داخل قوالب الكوتا كغيره من قوالب وصناديق تقييد تقدمها ومنافستها مع شريكها الرجل.
الاصوات التي تنادي إلى تمثيل المرأة الأردنية تمثيلا سياسيا معادلا لثقلها في المجتمع، وبمنزلتها في عناوين كبيرة بأنها نصف المجتمع، هوت فقط في دائرة واحدة مؤطرة بنسيج فكري يكرس دورها المتواضع شكليا في مجلس النواب التاسع عشر الذي خلا من سيدة منافسة على مقعد نيابي، رغم ان خمس سيدات استطعن الحصول على مقاعد تنافس في مجلس النواب الثامن عشر السابق الذي جرى انتخابه عام 2016
على الرغم من كافة الدراسات التي أجريت بشأن المشاركة السياسية للمرأة، والندوات والمؤتمرات التي عقدت لتداول هذه القضية، فما تم إحرازه على أرض الواقع من تقدم يعد محدوداً للغاية
فالموروث الثقافي والديني متجذر في اذهان العامة، والتحولات التي نراها ونلمسها من خلال الإعلام وعناوينه الكبيرة ما هي إلا تحولات سطحية لم تصل لعمق وثنايا الذهنية الموروثة والتي حكمتننا ولا زالت تحكم خياراتنا ... سيدتي. كنا نأمل بمشاركة أوسع للنساء في المجلس النيابي التاسع عشر، ونعتذر منك على عدم قدرتنا في اقناع العامة بأننا قادرات على تشكيل فكرة حقيقية وواقعيةومؤثرة حول أهمية وجود دور سياسي للمرأة وتأكيد تقدمها فيما نهلته من وعي ثقافي وسياسي ولمباشرة حصولنا على مقاعدنا السياسية بما يوازي حجم الجهد المبذول في المحافل المحلية والدولية التي اخذت من وقتنا وجهدنا لتكون المرأة عنوان التغيير الحقيقي للأجيال القادمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/24 الساعة 13:47