العبادي يكتب: نشامى الأمن العام ... لمثلكم ترفع القبعات
بقلم العميد الركن المتقاعد الدكتور المهندس هشام العبادي
تزينت مديرية الأمن العام يوم الثلاثاء الماضي، بحلة جميلة زاهية وهي تتباهى باستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة يرافقه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وقد عززت هذه الزيارة الملكية السامية الدور والمكانة والأهمية الرفيعة لجهاز الأمن العام بحلته الجديدة، وتركت آثاراً عميقة في نفوس ضباط وضباط صف وأفراد هذا الجهاز المتميز.
يعتير الدور الكبير والمميز الذي يقوم به جهاز الأمن العام عاملاً مهماً في تعزيز الأمن الوطني الأردني ودعم مسيرة التنمية الشاملة خاصة في ظل الظروف والمتغيرات في البيئة الاستراتيجية، وقد انطلقت استراتيجية الأمن العام من وعي وادراك عميقين لمفهوم الامن الوطني الشمولي بابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية من اجل الحفاظ على الارواح والممتلكات وصون المقدرات الوطنية بتشاركية وتكاملية مع الاجهزة الأمنية الأخرى.
وقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقديره للجهود التي يبذلها منتسبو مديرية الأمن العام في تأدية الواجب، خصوصاً خلال أزمة "كورونا"، وشدد جلالته، خلال زيارته إلى مديرية الأمن العام، ولقائه مع مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة ومساعديه، بحضور سمو الأمير راشد بن الحسن، على دعمه الكامل لجميع مرتبات مديرية الأمن العام، وقال: " أحيي كل رفاق السلاح من الضباط وضباط الصف والأفراد في الأجهزة الأمنية".
كما أكد جلالة الملك أهمية دمج الأجهزة الأمنية في رفع كفاءة التنسيق والتكاملية بين مختلف المرتبات، والمساهمة في الاستخدام الأمثل للقوى البشرية وتخفيض النفقات، وجدد جلالته التأكيد على ضرورة التزام الجميع بإجراءات السلامة العامة ووضع الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، لمواجهة وباء كورونا.
هناك أربعة رسائل أراد جلالة الملك ايصالها للمعنيين:
الرسالة الملكية الأولى: الرضا التام من قبل جلالة الملك بانجازات جهاز الأمن العام وهذا يتطلب استمرارية الجهود التي يبذلها منتسبو مديرية الأمن العام وبكل مهنية واحترافية وتميز.
الرسالة الملكية الثانية: ضرورة دعم هذا الجهاز الذي يبذل جهوداً جبارة لمصلحة أمن الوطن والمواطن من الحكومة ومن كافة المؤسسات والشركات واصحاب رؤوس الأموال.
الرسالة الملكية الثالثة: على مؤسسات الدولة أن تستفيد قدر الإمكان من عملية الدمج التي ساهمت بتعزيز التنسيق والتكاملية والتناغم والانسجام والمرونة في التعامل ما بين الأجهزة الأمنية وسرعة الاستجابة واتخاذ القرارات السريعة بالوقت المناسب.
الرسالة الملكية الرابعة: ضرورة التقيد والالتزام التام من قبل الجميع بإجراءات السلامة العامة ووضع الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، لمواجهة وباء كورونا.
لقد جاءت الزيارة الملكية السامية بعد النجاح المميز للأمن العام في مواجهة جائحة كورونا، وتوفير البيئة الآمنة اثناء الانتخابات البرلمانية، والتعامل الحازم مع مخالفات صدرت من مناصري ومؤيدي مرشحين فازوا في الانتخابات وفي مختلف محافظات المملكة، ومواجهة الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الجرمية الخطيرة، وفارضي الإتاوات، وتعزيز سيادة القانون، بالاضافة الى الواجبات اليومية العديدة التي تقوم بها وحدات الأمن العام بكل حرفية وتميز، وبروح أردنية وطنية عزيزة نقية تعبر عن مدى الالتزام بحماية الناس وارواحهم وممتلكاتهم وحقوقهم ترجمة لتوجيهات جلالة الملك قولاً وعملاً على ارض الواقع.
هذه المسيرة المميزة لهذه المؤسسة الأمنية لم تكن لتكتمل لولا القيادة الاستراتيجية والاستشرافية لعطوفة مدير الأمن العام حسين باشا الحواتمه، وبوجود مساعدين ذوي خيرة وكفاءة عالية، وقادة ميدانيين متميزين للشرطة والدرك والدفاع المدني، ومدراء على درجة عالية من المهارة المهنية، وضباط وضباط صف وأفراد على درجة عالية من الانضباط والالتزام والحرفية في تنفيذ الواجبات.
بوركت جهود نشامى ونشميات الأمن العام، لكم ترفع القبعات احتراماً وتقديراً، فقد اثبتم حضوركم المميز في كل الظروف والمناسبات التي تمر بها مملكتنا الحبيبة، فانتم أهلاً للمسؤولية وعلى قدر كبير من الاحترافية والذكاء والوطنية والانتماء للوطن ولقائد الوطن، وانتم دائماً عند حسن ظن القائد بكم اوفياء للعهد والقسم الذي اقسمتموه منذ بداية خدمتكم وانتسابكم لهذا الجهاز العريق.
ويكفيكم فخراً ان يخاطبهم القائد الاعلى للقوات المسحلة جلالة الملك عبدالله الثاني بلقب رفاق السلاح واخواني والنشامى والنشميات، هذا الخطاب الذي يحبه ويحترمه ويقدره كل اردني مدني وعسكري من القائد الاب والملهم .
تحية فخر واعتزاز لعطوفة مدير الأمن العام اللواء الركن حسين باشا الحواتمة، تحية فخر واعتزاز لمساعدي مدير الامن العام ولقائد قوات الدرك ولمدير مديرية الدفاع المدني ولمدراء مديريات الأمن العام ولكافة الضباط وضباط صف والأفراد.
نرفع القبعات لهذه المؤسسة الأمنية التي تزخر بالمخلصين والشرفاء والصادقين والأوفياء، والذين يواصلون الليل بالنهار لحماية الأرواح والممتلكات وتأمين راحة المواطن والمقيم.
يحق للأردنيين أن يفخروا بنشامى الأمن العام المخلصين الذين اجتهدوا لخدمة وطنهم، وان يكونوا عوناً وسنداً لهؤلاء النشامى الذين نذروا انفسهم بالبذل والعطاء والتضحيات في سبيل الدفاع عن تراب هذه الأرض الطيبة الطاهرة وخدمة للمواطن الأردني.
حفظ الله قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وكافة كوادر الدولة المدنية من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإستقرار في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.