هل ينتهي وباء كورونا من العالم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/23 الساعة 00:31
الأخبار القادمة من اوروبا وأميركا بشأن التوصل إلى لقاح فعّال بنسبة عالية لوباء فيروس كورونا هي أخبار مفرحة للعالم حيث من المتوقع قريباً الإعلان عن البدء بتوزيع لقاحي شركة فايزر وشركة موديرنا بعد تسجيلهما رسمياً لدى الهيئات والسلطات الطبية والدوائية في أوروبا وأميركا. ومع التوصل إلى هذين اللقاحين فإن أسواق البورصات في الغرب سجلت ارتفاعاً ملحوظا نظراً لأن ذلك يعني الانتهاء قريباً من وباء كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها وعودة القطاعات الاقتصادية وحركة الطيران والسياحة والتجارة بين العالم والانتهاء إلى الأبد من الإغلاقات والحظر الشامل الذي لجأت اليه كل الدولة في بداية انتشار الوباء عالمياً وعادت إليه كثير من الدول مؤخراً بعد تفشي موجة جديدة من الإصابات في دول العالم. ولكن السؤال المهم هل حقيقة سينتهي وباء كورونا خلال الأشهر القادمة أم نحن بانتظار سنوات قادمة لتعود الحياة الى طبيعتها؟ الحقيقة أن توزيع اللقاح سيحتاج إلى أشهر طويلة قبل أن يصل إلى دولنا في العالم الثالث نظراً لمحدودية الإنتاج مقابل حاجة العالم إلى مليارات الجرعات التي لن تتوفر قبل سنة أو سنتين من الآن وحتى وصولها إلى اغلبية مواطني دول العالم. في حالتنا الأردنية فإن وزارة الصحة حجزت دفعة من مطعوم شركة فايزر وبما نسبة 15 إلى 20 بالمئة من سكان الأردن أي أقل من مليوني مواطن سينالهم الحظ بالحصول على اللقاح والغريب أن وزارة الصحة حجزت هذا المطعوم الذي يحتاج إلى درجة حرارة 70 تحت الصفر وما يتبعه من اجراءات نقل معقدة بينما لقاح شركة موديرنا لا يحتاج إلى ذلك وقادر على البقاء بفاعلية لمدة ستة أشهر في درجة حرارة ثلاجة المنزل وإلى 12 يومياً في درجة حرارة الغرفة العادية!!. وعلى افتراض حصول مليوني أردني على اللقاح وخاصة الكوادر الطبية المتقدمة وكبار السن والمرضى وغيرهم من شرائح فإن ذلك لا يعني أننا أمام مرحلة انتهاء الوباء في الأردن إذ نحتاج إلى سنة أو سنتين قادمتين حتى يحصل الجميع على اللقاح وهذا يعني أننا لن نستطيع العودة إلى الحياة الطبيعية في غضون سنة أو سنتين. وهذا يعني أن علينا أن نعتاد إلى فترة طويلة على استخدام الكمامة والتباعد الجسدي والاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن العادات السيئة التي تنشر الفيروس بما فيها الاجتماعات والأفراح ودور العزاء والأكل من صحن واحد وغيرها من عادات يجب أن تنتهي إلى الأبد. وإلى أن يتم تطعيم كل الأردنيين باللقاح المتوقع أن يعطي مناعة لسنوات فإننا أمام أوضاع سيئة ستؤدي إلى تراجع الاقتصاد والحياة الاجتماعية والصحية لأننا سنبقى نراوح بين الحظر الجزئي وتمديد ساعات الحظر الليلي واحتمال إغلاق بعض القطاعات والمناطق المنتشر فيها الوباء. الأخبار عن اللقاحين مفرحة لكن دون إفراط لأن المعركة مع الوباء طويلة جداً وما زلنا في منتصف الطريق!! الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/23 الساعة 00:31