حجازي يكتب: الاقتصاد المعرفي ودوره في تمكين الشباب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/19 الساعة 18:27
مدار الساعة - كتب: طارق حجازي
الاقتصاد المعرفي هو استخدام التقنيات الحديثة وتوظيفها بهدف تحسين نوعية الحياة بكافة أشكالها، ومن خلال ظهور العولمة والانفتاح العالمي نمت وترعرعت فكرة الاقتصاد المعرفي الهامة والضرورية في العالم أجمع وأصبح للاقتصاد المعرفي دور كبير في اقتصاديات العالم حتى إنه قد اصبح رقما مهم في المعادلة الاقتصادية العالمية.
رغم ما وصل له الأردن من مرحلة متقدمة ووجود عدد كبير من قصص نجاح الشباب الذين حققوا ابداعات عالمية في مجال الاقتصاد المعرفي، إلا أنه ومن الممكن توجيه عدد من مؤسسات الدولة مثل صندوق التنمية والتشغيل والتدريب المهني على تشجيع الشباب إلى التوجه من الاقتصاد المعرفي بدلاً من الاقتصاد التقليدي، والعمل على فتح آفاق جديدة لاقتصاد جديد لا يعتمد على الموارد الطبيعية، وذلك في محاولة للتغلب على مخاطر وعيوب الاقتصاد التقليدي، لما يتمتع به الاقتصاد المعرفي من الاعتماد على المعرفة بشكل عام والابداع بشكل خاص، الذي لا يحتاج إلى رأس مال كبير ولا مساحات شاسعة لاستخدامها في التخزين أو وسائل نقل متطورة.
إن ما تقوم به حالياً مؤسسات المجتمع المحلي ومراكز الدراسات في المملكة له دور مشكور في ظل جائحة كورنا واستغلال البنية التحتية الإلكترونية التي يتمتع بها الأردن، من خلال الاستمرار بعقد جلسات الدورات التثقيفية والتدريبية لخلق كوادر قادرة على العمل في هذا المجال لتحقيق أكبر درجة ممكنة من الاستفادة المنشودة في هذا المجال الحيوي والهام. خاصة وبدأنا نلاحظ توجه العديد من الشباب إلى العمل الحر المبدع سوءً في الاستشارات أو التصميم أو المشاريع المؤقته، ومشاركة العديد منهم في منصات عربية ودولية للاستفادة من خبراتهم وابداعاتهم.
لقد أدرك العالم بأن مصيره مرهون بإبداع أفراد مجتمعاتها، وأن مدى التحدي هو الاستجابة لمشكلات التغيير ومتطلباته، فتطوير النظام التعليمي هو الحل، فهو المشكلة إذا بقي النظام دون تغيير أو كان من غير استراتيجية ومنظومة الاقتصاد المعرفي، وهو الحل إذا حصل التغيير المناسب وتوافرت الرؤية المتوافقة مع الواقع، وذلك بعد أن بلغت صناعة "رأس المال البشـري" قمة الهرم في عصر الاقتصاد المعرفي بصفتها أهم صناعات عصر المعلومات على الإطلاق، لذا فإن عملية بناء رأس المال البشري في منظومة الاقتصاد المعرفي يجب أن تبدأ من مرحلة رياض الأطفال التي يتم خلالها تأسيس مهارات التفكير الناقد وأساليب البحث العلمي، وغيرها من مهارات التواصل والعمل الجماعي التي تؤسس حب الإبداع والابتكار، وهو الأمر الذي نضمن من خلاله تخريج أجيال جديدة من الكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على صناعة الاقتصاد المعرفي ذاته.
أما آن الأوان لتأطير الاقتصاد المعرفي في المملكة ضمن خطة استراتجية تعمل وفق اتجاهين الاول البدء في إعادة منظومة التعليم والثاني صقل مهارات الشباب حديثي التخرج، وتسخير كافة مرافق القطاعين العام والخاص للعمل على تنفيذ خطة تبدأ من اليوم لما له أثر على الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير عند اخذ اثر المعرفة في تسعير السلع والخدمات وبراءات الاختراع. إضافة إلى أثر على الميزان التجاري للدولة فيما يتعلق بتجارة المعرفة المتمثلة بالصادرات المعرفية والمستوردات المعرفية حسب نوع التكنولوجيا. وسيعمل تطوير الاقتصاد المعرفي على احداث النمو الاقتصادي المنشود والتنمية المتسدامة للمجتمع وخلق فرص عمل في الاقتصاد، والتي ستساعد الحكومة في هذه المرحلة بشكل كبير.
*خبير اقتصادي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/19 الساعة 18:27