القرعان يكتب: مشكلتنا بالوعي؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/16 الساعة 14:59
نرجع مرة اخرى للمربع الاول ، ليتإكد بين لحظة واخرى بان الركيزة الاساسية في معالجة كل الازمات هو (الوعي )، اي معرفة الفرد لحجم وقيمة ما يجري حوله وادراك مدى الخطورة المترتبة على ذلك التصرف غير المسؤل . ويستند الوعي على ثقافة المواطن ومستوى التعليم والتنبوء كاهداف اساسية للعلم ؛ اذا فالمواطن شريك اساس ورئيس في مواجهة الازمات للتقليل من اثارها وتجاوز ما يترتب عليها من تداعيات ،كما ان المواطن شريك رئيس في انجاح اية مشروع او برامج او افشالها، وغير ذلك ستبقي الجهود الكبيرة التي تبذل على كل الاصعدة باهتةومبعثرة ولا قيمة لها ولن تؤتي اكلها. وهنا يجب العودة الي مراجعة السياسات التعليمية والتثقيفية لزيادة الوعي واستثمار المدارس والجامعات والاندية والمراكز الثقافية والشبابية والجمعيات المساندة لانجاح هذا المشروع الوطني بامتياز . وهنا المعني وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والثقافة والشباب والشؤون السياسية وهي تمثل حلقة لسلسلة متكاملة من الدوائر الصانعة للثقافة. وكل ما يجري حولنا من عدم التزام المواطن بالقوانين واختراقه بالتجاوزات والتقليل من شأن المرض (الكورونا) ناجم عن عدم الوعي ، مثل عدم الالتزام بالاجراءات الوقائية للسلامة العامة والصحية او اطلاق الاعيرة النارية في المناسبات او عدم الاكتراث بالاحداث بالشان الداخلي وحتي بالمكتسبات الوطنية والانجازات ، بات ذلك كله دليل قاطع ان لدينا مشكلة في الوعي ؟ فالوعي يترجم ايضا بحس المسؤولية : مسؤولية الفرد تجاه نفسه ، واسرته ، ومجتمعه ، واستشعار المخاطر اضافة الى المبادرة باطلاق المبارات التطوعية والمجتمعية. لذا ينبغي ان يدرج هذا الموضوع باولوية قصوى على اجندة الحكومات، بزيادة جرعات الوعي عبر وسائل التعليم وبوابات المعرفة واطلاق العنان للسير بهذا المشروع المهم ، وان تاخذ المؤسسة الاعلامية هذا الموضوع بكل فنونها الصحفية واشكالها الحوارية المتلفزة والتركيز عليها بشيء من الاهتمام والمبالغة ، كما ان هذا الامر لا يستثني المثقفين والنخب السياسية والاكاديمية من مسؤولياتها بنشر الوعي بين الافراد، والمبادرة بذلك عبر قنواتهم الاتصالية المتعددة والواجهات والاختلافات المسخرة لها لخدمة هذا الغرض ؛ فاذا ما قدر لنا رسم سياسية واضحة ومحددة باطر وتواريخ وقنوات معينة لانجاح هذا المشروع وانتخاب لجنة وطنية يوكل لها الوقوف على هذا الجانب ، لرسم معالم هذه الخارطة وصياغتها بدراسات ومنهجية للوصول الى نتائج مفرحة وناجعة ؛ وبالتي ان الدولة بالتاكيد ستجني الكثير من النوافع لما يوفر عليها من مجهودات ونفقات هي بغنى عنها . والسلاح الحاد الذي تواجه به الدولة هذه الازمات يتمثل بالوعي ، اي توعية المجتمعات بادوراها ومخاطر التصرفات وبعض السلوكيات الخاطئة وعندها يحقق النجاح حتما لما نصبو اليه من مراحل متقدمة في ركب الدولة الحضارية والشعوب الراقية التي ننشد حياتها بكل حين، متعاظمين بها كنموذج في الممارسة والسلوك والالتزام بالقوانين الناظمة للحياة. وختام الوعي اولا واخرا.
  • لحظة
  • ثقافة
  • رئيس
  • شبابية
  • شباب
  • قوانين
  • كورونا
  • مناسبات
  • نتائج
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/16 الساعة 14:59