أيهما أفضل ضد كورونا.. أكسفورد أم فايزر؟.. إليك أهم مميزات اللقاحين والسعر المتوقع
مدار الساعة - يترقب العالم موعد طرح لقاحات ضد كورونا "كوفيد 19" على الأمل عودة الحياة إلى طبيعتها ووقف معدل ضحايا الفيروس الذي تسبب في وفاة 1,313,471 شخصاً في العالم وإصابة أكثر من 54.01 مليون منذ الإبلاغ عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر، بحسب تعدادين لوكالة فرانس برس ورويترز استناداً إلى مصادر رسميّة اليوم.
واستعرض موقع الجزيرة نت اليوم آخر مستجدات الجهود العالمية للتوصل إلى لقاح لكورونا، بالمقارنة بين لقاحين واعدين الأول تعمل عليه جامعة أكسفورد في بريطانيا وشركة الأدوية "أسترازينيكا"، والثاني لشركة "فايزر" الأمريكية وشريكتها "بيونتك" الألمانية.
** موعد إعلان نتائج المرحلة الثالثة لاختبارات لقاح أكسفورد
وقال الفريق الذي يعمل على تطوير لقاح أكسفورد لـ"الجزيرة نت" إن نتائج اختبار اللقاح في المرحلة الثالثة، وسيتم إعلانها خلال الشهر المقبل على أقل تقدير، لكن حتى الآن ليس هناك تاريخ محدد لهذا الإعلان، ومع ذلك فالسقف المتوقع لإعلان النتائج هو قبل نهاية الشهر المقبل.
وأوضح أن سبب هذا التأخير بإعلان نتائج المرحلة الثالثة يكمن في سبيين: الأول هو اعتماد فريق البحث على رقعة جغرافية أوسع في عملية الاختبارات، والثاني هو التوقف المؤقت التي شهدته مراحل الاختبار قبل شهرين بسبب ظهور أعراض غير مفهومة على بعض المتطوعين قبل أن يتم استئناف عمليات الاختبار التي شملت 60 ألف شخص في مناطق مختلفة من العالم.
** أوجه الاختلاف بين لقاح "أكسفورد" و"فايزر"
استعرض الدكتور بلال زعتر خبير اللقاحات والأوبئة في شركة كامبردج للاستشارات الدوائية -في حديثه مع الجزيرة نت- وجه الاختلاف في تقنية تصنيع اللقاحين:
* لقاح "أكسفورد" اعتمد صيغة الناقل "vector" التي تقوم على الإتيان بفيروس آمن واللعب في تركيبته ليصبح شبيهاً بتركيبة فيروس كورونا لكن ليست له أعراض كورونا، وقد تم اختيار فيروس يدعى "أدينو فيروس" (Adenoviruses) الذي يصيب القردة بالزكام، وتم التلاعب بتركيبته ليصبح شبيهاً بكورونا ويتم حقن الشخص به، حتى ينتج الجسم أجساماً مضادة.
* لقاح "فايزر" يعتمد على تقنية الحمض الوراثي التي تجعل خلايا الجسم تتحول إلى بروتينات لها نتوءات مشابهة لتلك الموجودة في فيروس كورونا، ومن ثم يقوم الجسم بإفراز المضادات، ولأول مرة يتم اعتماد هذه التقنية، حيث تم التفكير فيها كلقاح لأمراض السرطان، لكن من سلبياته أن المادة المعتمدة فيها وتدعى الحمض النووي الريبوزي المرسال messenger RNA (mRNA) غير مستقرة كيميائيا وتحتاج إلى درجة تبريد عالية تبلغ 70 تحت الصفر.
** فاعلية لقاح أكسفورد
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت من جامعة أكسفورد، فإن اللقاح أظهر خلال المرحلتين الأولى والثانية استجابة مناعية قوية، حيث تبدأ الخلايا في إظهار رد فعل مناعي بعد 14 يوما فقط من التلقيح، كما ينتج الجسم أجساما مضادة في غضون 28 يوماً.
وعلى الرغم من أن أي شخص سيحتاج إلى جرعتين من اللقاح، فإن لقاح أكسفورد لا يحتاج مدة زمنية بين اللقاحين الأول والثاني، عكس لقاح "فايزر" الذي تقول الشركة إنه قد يحتاج إلى أكثر من أسبوعين بين الجرعة الأولى والثانية.
** تخزين لقاح أكسفورد
وفقاً للدكتور بلال زعتر خبير الأدوية، فإن لقاح أكسفورد لن يحتاج إلى إمكانيات لوجستية كبيرة من أجل نقله وتخزينه، حيث يمكن تخزينه في درجة حرارة ما بين 2 و8 درجات مئوية، ومن ثم لن يتطلب معدات تبريد ضخمة.
كم هي تكلفة لقاح أكسفورد؟
حسب معطيات حصلت عليها الجزيرة نت، فإن السعر المتوقع للقاح أكسفورد لن يتجاوز 3 جنيهات إسترلينية (نحو 4 دولارات)، مقابل سعر لقاح "فايزر" الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 21 جنيهاً إسترلينياً (نحو 28 دولاراً)، وسبب هذا الاختلاف في الثمن هو التقنية المعتمدة في لقاح فايزر، والتكنولوجيات المعتمدة وهي تكنولوجيات غير مسبوقة.
ويتوقع الدكتور بلال زعتر أن لقاح أكسفورد سيكون الأفضل بالنسبة لدول العالم الثالث من حيث كلفته وسهولة نقله وتخزينه.
** تلقيح الأطفال
وفقاً للمصادر الحكومية البريطانية، لم يتم الحسم لحد الآن في الفئات التي سيتم تلقيحها، ذلك أن كل تركيز المؤسسات الطبية البريطانية هو توفير اللقاح لدور الرعاية وكبار السن فوق الـ80، في حين لم تضع أي مخطط للفئات الأقل من 50 سنة.
لكن دراسة لجامعة أكسفورد أكدت أن خطر إصابة الأطفال بالفيروس تعدّ ضئيلة جداً، ووفقاً للجامعة بلغ عدد الإصابات في صفوف الأطفال أقل من 16 سنة نسبة 1% فقط، وحتى من تم تشخيص إصابته منهم فهم لم يعانوا أي أعراض بنسبة 96%، وهو ما يفسر أن الأطفال يوضعون في خانة الفئات الأقل تعرضا للفيروس، أو المعاناة من أعراضه.
** أيهما أفضل.. لقاح "فايزر" أم لقاح "أكسفورد"؟
يقول خبير اللقاحات بلال زعتر إن كلا اللقاحين يظهر فاعلية قوية، لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن مدة المناعة التي سيوفرها لقاح "فايزر"، هل يتعلق الأمر بأشهر أم سنة؟ مضيفاً أن لقاح أكسفورد من ناحية المناعة يعد أقوى، وحتى عدد الدول التي جرى فيها الاختبار هو أكبر بالنسبة للقاح أكسفورد مقارنة بلقاح فايزر.
ويضيف: الاستجابة المناعية في الدول الأفريقية والشرق الأوسط للقاح أكسفورد كانت مبشّرة جداً، وهو ما يعني أن هذا اللقاح سيكون الخيار الأفضل لهذه الدول، أولاً بسبب ثمنه المنخفض، وثانياً لعدم حاجته إلى إمكانيات كبيرة في التخزين، وثالثاً لأن شركة أسترازينيكا تقوم بتصنيع 400 مليون جرعة داخل بريطانيا، كما قامت بالتعاقد مع شركة هندية هي الأكبر في إنتاج اللقاحات في العالم، وتعكف حالياً على إنتاج مليار جرعة في انتظار حصول لقاح أكسفورد على التراخيص الضرورية.
** لقاح فايزر
وفي وقت سابق اليوم قال البروفسور أوغور شاهين المدير العام لشركة بيونتيك الألمانية التي تطورت مع فايزر لقاحاً ضد كورونا، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه "من الضروري جداً" حصول نسبة عالية من التلقيح قبل خريف 2021.
وأوضح، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أنه "إذا استمر كل شيء على ما يرام، فسنبدأ بتسليم اللقاح في نهاية هذا العام"، مضيفاً: "هدفنا هو تسليم أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاح حتى أبريل السنة المقبلة، ما سيتيح لنا البدء بإحداث تأثير" ضد الفيروس.
وتابع "التأثير الأكبر سيكون حتى الصيف. الصيف سيساعدنا في أي حال لأن معدل الإصابة سينخفض". وقال "ما هو ضروري جداً هو أن يكون لدينا معدل تلقيح كبير قبل خريف/شتاء العام المقبل"، متابعاً: "أنا واثق بأن هذا سيحدث" لأنه تم الطلب من العديد من مصنعي اللقاحات زيادة الإنتاج مضيفا "يمكن أن يكون لدينا شتاء عادي السنة المقبلة".
وبحسب شركتي فايزر وبيونتيك فان اللقاح "فعال بنسبة 90% " ضد كوفيد-19 بحسب التجربة الواسعة النطاق للمرحلة الثالثة التي لا تزال جارية، وهي المحطة الاخيرة قبل طلب الموافقة. وهناك كثير من اللقاحات الأخرى في هذه المرحلة من الأبحاث، ما يشي باحتمال العودة الى الوضع الطبيعي.