أبو دلبوح يكتب: هذا ترح ديموقراطي .. الكذب أصل الحكاية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/15 الساعة 08:57
بقلم د. وليد خالد أبودلبوح لا اتعجب ان جعلنا يوم الانتخابات ... يوم التفاق الوطني! فاذا كانت طموحاتنا قائمة على الكذب واّمالنا معقودة على الرياء ونهضتنا تبنى على الخداع وجناننا تجمل بالمراوغة والتضليل واصلاحنا يقوم على النفاق ... فأي شيء ننتظره اليوم ولماذا هذا الكم من الصدمة فيما يحدث اليوم ... هذا ليس جلدا للذات كما يحلو للمتملقين بل جلدا لاسلنتكم التي عاثت في البلاد فسادا ودمارا ... هذا شيء مما جنيناه من "الكذب وأخواتها" يرعاكم الله؟! ان جلّ الاحباطات والاضطرابات التي انهالت علينا مؤخرا تعود الى عدة أسباب مختلفة وعوامل متشعبة لكن تجمعهم اّفة واحدة, وسبب رئيسوعقدة قديمة حديثة ... الا وهي ليست في ثقافة الكذب فحسب بل وفي تصديق الكذبة واستثمارها والايمان بها والعيش والتعايش معها الى حد الغلو والجنون قبل أن "ننصدم" بتبعاتها وانعكاسانها ودمارها. فالرياء كان ولا زال ملح تطورنا ونهضتنا وسياساتنا ومستودع هممنا الذي نعيش فيه ونتجمل به في معظم مناسباتنا وخطابنا وقراراتنا هو مكمن الفوضى والترهل الذي نعاني منه اليوم ولا ننبذه. نحيي الكذب ونذم اثاره ونعظم الرياء ونشجب افعاله ... مصيبتنا في أنفسنا وثقافتنا كبيرة وهذا في عينه جلدا للذات ... لا جلدا للرياء والكذب! فالاعلامي والخطاب الرسمي قبيل الانتخابات بدؤوا بدق طبول اذاننا ايذانا بالفرح "والنصر" قبل أن انهالوا علينا بالتهليل والتزمير ومعلقات في "الديموقراطية التي قطعناها" لا تحصى ولا تعد في مع موعد الانتخابات وهم يدركون تماما بأن الأغلبية العظمى من الشعب وحسب الأرقام لا تثق في الانتخابات ولا بالكثير من المترشحين ولا حتى بالعملية الانتخابية بأكملها. فأي دخل وأي تفاهة وأي زبف هذا؟! ورئيس الوزراء ووزير الداخلية المقال من جهة أخرى يعلمان مسبقا بأن هنالك احتفالات وأسلحة واطلاق عيارات نارية لا محالة وأن الحظر لا يجدي معهم لا من قريب أو من بعيد خاصة وأن تحذيرات حقيقية رادعة ومتتالية لم تكن بالمستوى المطلوب, وأن تدخل الجيش يصبح لزاما لاحتواء يوم جماهيري كبير يستعصي على قوات الأمن وحدها بادارته, فأي عجب مما يعجبون!! فالناس لم تتعجب من كم الأسلحة والطيش بها بل من عدم "المساواة" في كسر الحظر لفئة معينه على حساب أخرى. فأي معنى للاقالة او الاستقالة ونحن على موعد حتمي مع المشهد المتوقع ولماذا انتظرتا الفأس لتدق الرأس حتى نستفيق؟! وكذلك الحال مع مسؤولي الهيئة المستقلة للانتخابات, تعلم كما نعلم بأن الشفافية سلعة غير متوفرة بالاصل عندنا حيث لم نتربى عليها يوما ما وأن مجرد بناء "مبنى" للانتخابات لا يفي بالغرض طالما الثقافة السلبية تتوغل في بطن الأفراد, ناهيكم وان قصص الانتخابات السابقة مع الشفافية لا تزال غامضة ومحيرة وغير مقنعة, أضف الى ذلك تسريبات الرسائل الصوتية والمرئية مؤخرا التي تقضح كل ما تنظق به ليل نهار!! مجرد صور أخرى للخداع والتصليل ضاق صدرنا بها, فأي مخرج نلج اليه وثقافتهم جلهم واحدة؟! وأما عن جل القطاعات الشعبية فهي للأسف ليست بمنأى عن "أسيادهم", بغض النظر عن مختاف درحاتهم العلمية أو الاجتماعية, عنوانهم الجهل والغوغائية والمناكفة, يدغدغ عواطفهم كل ما هو اقليمي ومناطقي وضيق, لا يمنعهم من النيل من مقدرات وطنهم بطريقة مقصودة أو غير مقصودة, سوى الردع والحزم والترهيب. الخاتمة: مشكلتنا كانت ولا زالت اخلاقية بحث ربما شيء واحد يجمع "العرس الديموقراطي" والانتخابات البرلمانية ... الا وهي في اطلاق العيارات النارية .. وكلاهما يصبان في الترح الوطني لا العرس الوطني مهما تعددت اشكاله. الأفق الاخلاقي اليوم جدا مغيب عن كثيرمن سلوكياتنا. بينما تذهب الحكومات المتعاقبة نحو بناء مؤسسات من الحجر فارغة من داخلها انسان يرتفي الى المنطق الذي أسس عليه الحجر والبناء وذلك تماشيا مع الغرب ونهضته متناسين أن قدوتهم هناك قد بنت الانسان والعدالة قبل بناء حجر المؤسسات. الوطن اليوم ليس فقط أمامة شوطا طويل للمضي فدما فلربما علية حتى العودة الى الخلف واعادة نظرته في نشأة وتربية المواطن على قدم وساق مع تفعيل القوانين وتعطيل ساعتها المزاجية والانتقائية فيها قبل أي شيء اخر .. ربما نقضي على الكذب حينها … ربما ننجح!
  • قائمة
  • مال
  • رئيس
  • ثقافة
  • نعي
  • مناسبات
  • المترشحين
  • وزير
  • البرلمان
  • قوانين
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/15 الساعة 08:57