العموش يكتب: أردن اليوم ليس أردن الأمس
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/14 الساعة 22:05
مدار الساعة - كتب: د.سامي علي العموش
بالرغم من الهرج والأحاديث المتطايرة من هنا وهناك والجو الذي في مثل هذا الوقت يساعد على كل ما يقال لأن هناك بيئة جاذبة لذوي المصالح خصوصاً من لم يحالفهم الحظ فأصبح لهم الصدر الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي وأقول بأن الأردن قوي أكثر مما يعتقد البعض ولولا ذلك لما أقدم على إجراء الانتخابات النيابية في ظل هذه الظروف المتشابكة ومارس استحقاقاً دستورياً كان يصعب على البعض تصور أن تقدم عليه القيادة بإجراء الانتخابات، كونهم لا يعرفون الأردن وقيادته الحكيمة الملهمة الواثقة من شعبها، نعم قد يقول قائل بأن هناك بعض التصرفات وهي تمثل القلة القليلة وبالتأكيد لا تمثل الأردنيين ولا ثقافتهم وإنما هي في إطارها المحدود والتي يمكن معالجتها بإحقاق الحق وممارسة القانون وتشديد القبضة الأمنية وكل ذلك حدث ما بعد العملية الانتخابية وظهور النتائج ولم يكن لها أي تأثير عليها، وعندما تظهر الدولة أنيابها فإن كثيراً ممن يستهدفون الأردن داخلياً وخارجياً لا يملكون إلا الحديث عبر صفحاتهم وهذا ليس بغريب على الأردنيين وقيادتهم فهم يعلمون بأن هناك من لا يريد الخير لهذه البلد وقيادته ولكن لنخبرهم بأن الأردن أقوى في كل الاتجاهات.
هناك معطيات دولية وإقليمية ومحلية تغيرت والكل يعرف بأن هناك تغير في النهج الدولي الجديد وما يترتب عليه من معطيات يتأثر بها الإقليم أي المحيط الإقليمي وهذه وتلك لها تأثير على الوضع الداخلي في إعادة ترتيب الأوراق بطريقة مختلفة في التكتيك والاستراتيجية لما يخدم المرحلة وطبيعتها والدور السياسي على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي المرتبط بالأردن، فالضغوطات الدولية والإقليمية التي كانت تمارس على الأردن خارجياً سوف نلاحظ بأنها لن تختفي ولكن ستكون أقل حدة تباعاً للمعطيات الجديدة.
أما ما يقال عن الانتخابات فمهما عملت الأردن وهما كانت شفافة سيقال بأن هناك تجاوزات وتلاعب وهذا شيء اعتدنا عليه في كل المراحل لكن أقول بأن هذا المخاض سوف يهدأ رويداً رويدا لتعود الحياة وتمارس كل سلطة من السلطات دورها المناط بها لإحداث تقدم في المجالات المختلفة ونحن في ظل الجائحة فإن الأعداد التي نطالعها يومياً سوف تصل إلى نقطة معينة ثم تعاود النزول تبعاً للإجراءات التي اعتقد جازماً بأن الحكومة مصرة عليها حفاظاً على أمن الوطن والمواطن وصحة الأردنيين فوق كل اعتبار، وإن ما جرى من أحداث تمر بها كل دول العالم ولنشاهد الانتخابات الامريكية وما تلاها من تواجد للمواطنين في الشوارع وبطرق مختلفة مقدرين بأن هناك فروق كبيرة بين ما يحدث هنا وما يحدث هناك ولكن هي طبيعة الانتخابات هي معركة شرسة تتشكل كفريق كرة القدم تجد له مناصرين عديدين ومن يلاحظ بأن كثيرين من الفائزين بالنيابة طلبوا من المؤيدين لهم بعدم اطلاق الألعاب النارية و عدم التجمعات، إلا أننا نعلم كما تعلمون ما يحدث في الملاعب فالفريق يلعب ولكن المشجعين بانفعالاتهم يصعب السيطرة عليهم وخصوصاً عند اعلان النتائج معبرين عن فرحتهم لفوزهم ولكنها مرحلة مؤقتة سريعاً ما تنتهي ويعود كل فريق منهم إلى ممارسة حياته اليومية.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/14 الساعة 22:05