صبري ربيحات يكتب: جودت المحيسن.. عساك دايم
مدار الساعة - كتب: د. صبري ربيحات
في عام ١٩٥٦ انتخب الاردنيون مجلسهم النيابي المؤلف من اربعين نائبا يمثلون الضفتين.... بالرغم من المنافسة التي احتدمت بين المرشحين فقد حظي كل نائب باكثر من ٥٠٪ من اصوات المنطقة التي يمثلها.... لقد كان مجلس نواب ذاك العام الاكثر تاثيرا في تاريخ البلاد واول المجالس الذي كانت الاحزاب فيه ظاهرة تعي دورها ورسالتها...
لا اظن ان الناس ندموا انهم انتخبوا هذا او ذاك فكلهم كفاءات سياسية وحزبية وفكرية وقانونية وقيادات عشائرية وزعامات وطنية مقدرة....
في ذلك العام اختارت الطفيلة الشاب جودت المحيسن الذي كان من اصغر اعضاء المجلس سنا. نائب الطفيلة في تلك الايام كان منشغلا بالهم القومي والوطني فقد تلقى تعليمه الجامعي في دمشق وحصل على ليسانس القانون وعمل لفترة في الدولة الاردنية قبل ان يترشح للانتخابات.
وهو في العقد العاشر من عمره المديد لم يفقد العم والشيخ والعالم بتاريخ البلاد ومسيرتها اهتمامته بالسباسة ولا ما يجري في العالم فلا يزال متشغلا بهموم الوطن يقرأ الجريدة ويتابع الاخبار ويعرف ما يدور على الساحتين المحلية والدولية يستقبل المحبين ويشارك في النشاطات والمناسبات كلما سمحت ظروفه بذلك.
في المرات القليلة التي رافقته فيها تعلمت الكثير عن الطفيلة وعن رجالاتها وادركت سر العلامة المسجلة التي تميز الجيل العظيم من رجالاتها الاوائل....
من بين الاربعين نائبا الذين انتخبوا قبل ٦٤ عاما لايزال العم جودت المحيسن يستذكر رفاقه الذين رحلوا تباعا وبقي يحمل في قلبه وعقله الامال والتصورات التي تمني ويتمني ان يحققها الانسان الاردني ..
في كل عام وعند كل مفصل من مفاصل التغيير يتطلع العم ابو اكرم الى اليوم الذي يري فيه معيار المصلحة الوطنية يتقدم على كل اعتبار ويتمني ان يخف التزاحم.. وترتفع العتبة التي يري الناس انهم قادرون على اجتيازها
لدخول الخدمة العامة من تحت القبة...
تحية للشيخ والحكيم الذي بقي قابضا على الحلم رغم حلكة الايام وامنياتي الصادقة لهذه الايقونة البرلمانية بالصحة والسعادة.