ملكاوي: أكتب وأنا أبكي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/14 الساعة 07:07
بقلم: حسان عمر ملكاوي - سلطنة عمان لن ننساك وسنبقى على نهجك وخطاك، كان هذا هو العنوان الذي أريد، ولكنني؛ لما بكيت اخترت البكاء عنوانا. دائما اكتب، ويكتب الكثيرون، سواء في ذكرى ميلادك أو يوم وداعك، ويصادف اليوم الذكرى الخامسة والثمانون لذكرى ميلاد الراحل الكبير . نعم كل له طريقة سواء أكان كتابة او صمتا او صورة او منشورا، ولكن باسمهم جميعا نطلب منك يوم اللقاء العظيم أن تسامحنا؛ لاننا لم نحسن التعبير، وليس فينا من وصل الى مرتبة يجيد من خلالها الوصف والتصوير، لا من حيث الغلا والعشق ولا من حيث المسيرة والانجازات. كلنا نتمنى لو انك معنا، ولسنا نحن من نفتقدك بل تفتقدك الامة والانسانية جمعاء. من لا يعرف الحسين لا يعرف معنى الحكمة والرجولة، ومن لا يعرف انجازاته لم يقرأ تاريخا، وليس له أعين ترى تلك النهضة ومسيرة البناء. سيدي الوالد للجميع الحسين الراحل الكبير والقائد الملهم والصوت الحنون والرؤوف مع ابنائه، وصوت الحق في كل الميادين، وصوت القوة والنصر والكرامة والفخار امام كل معتد اثيم. ما عهدنا وما لمسنا وما عشنا الا ما اسلفنا، سيدي المغفور له، باذنه تعالى، ان فشلنا في الكتابة فذلك لان قدرك اعظم، ومسيرتك اكبر من جميع حروفنا ، و مسيرتك وذكراك في اعماقنا حيا لا تموت ما دامت الحياة. نعم رحلت وبقيت لنا كل الذكريات وغادرت الدنيا وبقي الشاهد تلك الانجازات. غبت جسدا، وعاشت محبتك وذكراك وصورتك وصوتك وروحك في قلوبنا وعقولنا، ومن يسأل لماذا لا يدرك ما فعلت لاجلنا ولاجل امتك ولاجل ديننا ومقدساتنا واوطاننا ولاجل الانسانية. سيدي الحسين الراحل، والله ما زلت فينا حيا لا نجامل ولا نرائي، ولكن تلك حقيقة، واهاتنا على الرحيل لن تتوقف وافعالك هي من اوصلتنا الى ذاك الشعور. سيدي اذكر في رحلة مرضك الاولى وعند قدومك الى ارض الوطن وانا طالب مدرسة في ريعان الشباب، وكنا نسمع في العديد من الدول التي تتخذ اجراءات ، وتحفز وتنظم امور لتظهر مدى الحب لقائد بلادهم ، وكان الامن الذي به نعتز ونفخر و بكل رقي يا سيدي، يحاول منعنا ويقنعنا جاهدا فقط ان نفسح طريقا بسيطا للمرور، ونحن نتدافع جميعا لاظهار فرحتنا بتلك العودة ، وذاك اللقاء تعبيرا عن الحب والولاء دون زيف او رياء ورغم مرضك، ياسيدي وتعب وطول المشوار والسفر الا انك اثرت على نفسك كعادتك دوما وارتقيت من سيارتك من اجل لقائنا وتحيتنا. قسما بالله يا سيدي وانا الان اكتب انني بكيت وابكي وليس ذلك على مثلك بكثير . ياسيدي نحبك اكثر من العشق وندين بفضلك اكثر من التصور، ونعترف انك فوق مستوى الكلام،ونهديك التحية والدعاء والسلام،واحيانا نقرر السكوت بالختام لاننا نعترف بالعجز والتقصير. سيدي نحبك ونحب من ورث القيادة وحمل الراية وقاد المسيرة لنتشارك معا في تحمل الم رحيلك ويبحر المركب والسفينة بقيادة هاشمية اصيلة ما عرفت الا الانجاز والعطاء والرحمة والابوية مع الرعية. هذا هو الاردن الذي بنيت، وهذا هو شعبك الذي به تغنيت، وله عملت ولاجله سهرت وواجهت المصاعب لنرتاح ونهدا وبذلت كل الجهود من اجل صحتنا وثقافتنا وامننا وعلمنا. واحد عشرون عاما على رحيلك ولا زلنا نبكي اشتياقا ليس خوفا على الاردن ومستقبله لانه كما قال الراحل الشاعر عمر الفرا أرى عمان تزهو كل يوم
بثوب العز إشراقا ونصرا ونحسبها هلالا من بعيد
ونلقاها إذا ما جئنا بدرا فتنت في هواها منذ عهد
أسامحها وان لم تبد عذرا عجبت لشاعر لم يأت يوما
إلى عمان كيف يقول شعرا فيا عمان يا ملف السنونو
ويا وطن السلام وليس سرا إذا غاب الحسين فلا غياب
لمجد عانق الأردن دهرا فعبد الله معدنه ثمين
ويبقى الحر مثل أبيه حرا كذا بيت الاماجد من قريش
فنسرا يسلم الافاق نسرا رحمك الله ابا عبدالله واسكنك فسيح جناته والهمنا جميعا الصبر والسلوان، وحفظ الله الاردن ووطننا وشعبا وقيادة وانعم على مولانا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بموفور الصحة والعافية والعمر المديد. وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية
  • ملكا
  • عمان
  • صورة
  • لب
  • سلف
  • الرحيل
  • شباب
  • الرحمة
  • الاردن
  • تقبل
  • الأردن
  • الملك عبدالله
  • صحة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/14 الساعة 07:07