زكارنة يكتب: الانتخابات درس افرز العديد من العبر

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/13 الساعة 23:47
/>الكاتب: كمال زكارنة لنعتبر الانتخابات النيابية الاخيرة درسا لنا جميعا، يتوجب علينا في جميع المواقع والمؤسسات الاستفادة منه والتوقف عند العبر والرسائل التي افرزها، لانها تمثل الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري والوعي العام والخاص الذي نعيشه، وتحدد مدى الفهم العام والخاص للديمقراطية كمفهوم والحرية كذلك، والقدرة على التعامل معهما وكيفية استخدامهما واستثمارهما في سلوكنا اليومي والحياتي. في الوقت الذي كان من المفروض ان تمثل انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر، نموذجا مضيئا، لارقى انواع الحرية في الاختيار والنزاهة والشفافية والضبط والنظام والانتظام، بعد ان اتخذ جلالة الملك القرار الشجاع والجريء باجراء هذه الانتخابات في ظل انتشار وباء الكورونا، واتخاذ كافة اجراءات واحتياطات السلامة والوقاية العامة لتفادي الاصابة بهذا الوباء اثناء اجراء الانتخابات، وقد سار كل شيء على ما يرام، وارتسمت صورة نجاح باهرة وساطعة للعملية الانتخابية بفضل جهود الهيئة المستقلة للانتخاب ومؤسسات الدولة كافة العسكرية والمدينة، استمرت حتى ظهور النتائج الاولية للانتخابات، لكن وللاسف الشديد سرعان ما لوثت بعض السلوكيات والتصرفات التي لا تتوافق مع المناسبة، صورة النجاح التي تحققت. ما جرى لا يتوافق ولا يتسق مع الفوز في الانتخابات، اي ان الحصول على مقعد نيابي لا يستحق كل هذه الانفعالات، لانه امرا عاديا ومن الطبيعي ان يفوز مترشحون بعدد مقاعد مخصصة لاعضاء المجلس، وهذه نتيجة طبيعية لكل انتخابات، وربما يكون الذي جرى هذة المرة، الحالة الاولى التي تشهدها المملكة بهذا الحجم وهذا الزخم من الاحتفالات العنيفة والشرسة، رغم الوباء والتحذيرات والمناشدات والقوانين واوامر الدفاع والانتشار الامني المكثف، والاحتفال بهذه الطريقة لا يعبر ابدا عن الفرح بالفوز ولا عن الانتماء للعشيرة او المحافظة والمدينة والقرية والوطن. الاردن ارادها صورة حضارية تؤسس لما بعدها، يبنى عليها المستقبل والقادم، لكنها تسببت،بأول تعديل وزاري اضطراري لحكومة الدكتور بشر الخصاونة. مجلس النواب يمثل احد اركان وركائز الدولة الثلاثة، فهو السلطة التشريعية، أي الركن الثالث للدولة بعد السلطتين التنفيذية والقضائية، ويجب ان يكون قويا وفعالا لان قوته تعني قوة الدولة، وتماسك سلطاتها واركانها الثلاثة، فمن غير المنطق والمعقول ان تكون بداية مجلس النواب الجديد بهذا الشكل. ومن حق المواطن والمسؤول ان يتساءل، ماذ يخبيء هذا التجديد الكبير لمجلس النواب الجديد، هل يمثل حالة من الوعي الشعبي والمجتمعي الاردني الذي انحاز للتجديد والتغيير وضخ الدماء الجديدة في المجلس الجديد، ليشكل نقلة نوعية تختلف تماما عن مواصفات المجالس السابقة، ام تكون لا سمح الله خيبة امل يوم لا ينفع الندم. حماية الوطن والحفاظ على النظام العام والامن والاستقرار، تفوق اهميتها اية مؤسسة مهما كان حجمها وموقعها ودورها.
  • مال
  • نعي
  • الملك
  • كورونا
  • صورة
  • نتائج
  • قوانين
  • الاردن
  • تقبل
  • تعديل
  • مجلس النواب
  • الجديدة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/13 الساعة 23:47