فيديوهات النار من أخرجها؟ ومن المسؤول عنها؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/12 الساعة 13:40
لا يعرف شيئاً عن ثقافة الأردنيين من قال أن الصور التي تم تداولها لمطلقي العيارات النارية والتجمعات شكلت له صدمة.
وساذج كل من وجه اللوم للأجهزة الأمنية، والتي وضعت لنفسها هدفا في حماية العملية الأنتخابية من أي اعتداء على مراكز الاقتراع أو الفرز أو الناخبين، وهو ما حدث بنجاح لم يسبق له مثيل.
في دول العالم ينصبّ عمل الأجهزة الأمنية على مكافحة الجريمة وإلقاء القبض على المجرمين، ولم يكن دور الأجهزة في أي مكان أو زمان تغيير ثقافة شعب أو أمة، فتلك مسألة تترك لمعنيين في المؤسسات التربوية ودوائر الثقافة والإعلام وتبدأ من الأسرة.
في الأمس لم يتعامل الأمن العام مع 130 نائبا ناجحا ومئات المرشحين الخاسرين والغاضبين فحسب، بل تعامل مع مناصريهم، أي مع مئات القرى والتجمعات التي خرج من فيها للتعبير عن ثقافة العصبية وحب السلاح الذي حملناه في موروثنا الشعبي جيلا بعد جيل حتى لعبت أغنية بسيطة عن الرشاش بأدمغتنا.
ولأزيديكم ونفسي بيتاً من الشعر، هذه التجمعات التي تداولناها كان فيها معلم، وطبيب، ومهندس، ومدرس جامعي، وبالتأكيد من بينهم من هو محاضر في نبذ العنف، ومنهم من هو رجل دين وغيرهم، وبعد انصراف كلٌ إلى بيته، أقبلنا جميعاً على "الفيسبوك" و"التكتوك" لتداول الفيديوهات، ثم بدأنا نقدها وشتمها وشتم من ظهر فيها.
والمضحك المبكي أن البعض انتهى إلى لوم الأجهزة الأمنية التي عملت في كل مكان بروح عالية واحترام، وهم ما زالوا يعملون بينما أنا الآن أكتب وأنتم تقرأون.
ولأنني ما زلت كذلك فسأكتب للأمن العام: أعذرونا فأنتم الناجحون حين رسب المرشحون ومناصروهم، ولا أملك من القول لكم إلا: "الأمن العام لينا وحقك علينا"
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/12 الساعة 13:40