العالم يتنفس الصعداء بعد هزيمة ترامب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 12:44
/>الكاتب: كمال زكارنة
يبدو ان النجاح الساحق الذي حققه الرئيس الامريكي المنتخب جوزيف بايدن في الثالث من الشهر الحالي،لا يمثل فقط الحزب الديمقراطي الامريكي وانصاره ومن انتخب بايدن من الشعب الامريكي،بل يمثل شعوب دول كثيرة ايضا التي تنفست الصعداء بكنس ترامب،الذي وضع العالم بأسره خلال السنوات الاربع الماضية على كف عفريت، حيث اصطدم مع معظم دول العالم سياسيا واقتصاديا وتجاريا،فهو لا علاقة له بالسياسة والدبلوماسية، ويتعامل مع الدول الاخرى على قاعدة افعل ما تؤمر والا، ولم يقتصر الدمار والخراب الذي احدثه بسلوكه وتصرفاته الرعناء، على العلاقات الامريكية الخارجية، بل طالت الاوضاع الداخلية حيث انهار الاقتصاد الامريكي وتحطمت المنظومة الصحية وفشل في مواجهة الكورونا، وانقسم الشعب الامريكي وتهدد النسيج الوطني والوحدة الوطنية الامريكية، وطغت العنصرية ضد السود الاميركيين من اصول افريقية والمسلمين وطفت على السطح وغير ذلك من افعال كارثية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
تخلص العالم وتخلصت اميريكا من ذلك الشيطان المغرور، الذي يعتقد انه اكبر من العالم وتعامل مع دول العالم على انها حجارة صغيرة على رقعة شطرنج، يستطيع تحريكها كيفما يشاء ومتى يشاء، وكان وجوده في البيت الابيض يشكل تهديدا مباشرا للامن والسلم والاستقرار العالم، فقد كان بغيضا مكروها مذموما، ليس له اصدقاء الا زمرته الصهيونية والمتصهينة.
حاول ترامب تحطيم منظومة العلاقات الدولية، من خلال تقويض الاسس والمرتكزات والمباديء والقيم التي ترتكز عليها وتستند اليها تلك العلاقات، فقد انسحب من مؤسسات ومنظمات عديدة ومراكز واتفاقيات دولية، وحاصر بعضها ماليا، وعطل الاخرى، وجرّد العديد منها من الصلاحيات والعمل، ونسف القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، وحاول ان يجعل من العالم غابة تحتكم الى شريعة الغاب ومنطق القوة، وتجاهل حقوق الانسان والشرائع والاعراف والنظم الخاصة بذلك، لقد عمل ترامب على تدمير العالم وقلب كل شيء وتحطيم ما انجزه المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية والى اليوم.
هذا الحطام من التركة الثقيلة التي تركها ترامب ووقعت في حضن بايدن، لا شك انها تحتاج الى جهود كبيرة ووقت طويل، حتى تتمكن الادارة الامريكية الجديدة من اعادة الامور الى نصابها داخليا وخارجيا.
فلسطينيا، لم يستطع ترامب رغم كل قوته وجبروته وحصاره وتهديداته اخضاع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لاملاءاته وشروطه وصفقته التصفوية صفقة القرن، ويعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوحيد في هذا العالم الذي رفض شروط ترامب ووقف في وجهه وتحداه وتصدى له.
اما عربيا، فقد استخدم ترامب لغة واسلوب التهديد والترهيب والتخويف، وجرى ما جرى، لكن لا بد وان يتغير الخطاب السياسي والاعلامي العربي ازاء اسرائيل خلال الفترة القادمة.
كنس ترامب من البيت الابيض يعني انقاذ العالم والبشرية من جنون رئيس ارعن لا يفهم الا لغة القوة وفرض شروطه وارادته ورغباته بالقوة.
بايدن سوف يجد جميع الطرق الداخلية والخارجية سالكة امامه لاعادة ترتيب وصياغة دور اميريكا في العالم وعلاقاتها مع دول العالم الاخرى.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/09 الساعة 12:44