الأردن وترمب: كش (رئيس)

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/08 الساعة 00:36
الفائز الوحيد من نجاح المرشح الديمقراطي للانتخابات الأميركية جو بايدن هو الأردن ممثلاً بالملك عبدالله الثاني الذي قاوم طويلاً العديد من محاولات فريق ترمب للتنازل عن الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية وضم غور الأردن الغربي والانفتاح على حكومة نتنياهو، وعدم الخضوع للمحاصصة في المقدسات هناك، فضلاً عن الأشقاء بالسلطة الفلسطينية الذين لم يركعوا بشكل كامل، وهذا النصر ليس للديمقراطية الأميركية فحسب، بل هو انتصار للسياسة الأردنية التي غرست قدميها بعمق الأرض رغم الانهيار العربي أمام جبروت وصلف ترمب وبعثته الكونيالية، ممثلاً بصهره جارد كوشنر «المندوب السامي الأميركي في الشرق الأوسط». فوز بايدن سيكون جحيماً على العديد من الأطراف الدولية، خصوصاً شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو وحلفه، وهذا لا يعني تخلي بايدن عن الكيان الإسرئيلي بالطبع، ولكن على الأقل سيعطي الأردن والسلطة الفلسطينية مساحة أوسع من التمدد خارج القفص الذي كان يخطط له ترمب وفريقه، وشهدنا لعبة شطرنج سياسية قاسية أدارتها القيادة بحرفية أدت إلى تحسين شروط التفاوض مع الجانب الأميركي، كسب فيها الأردن وقتاً كافياً ليتنفس الصعداء، قبل أن تنتهي المباراة بكش «ملك يهوه» الصهيونية الإنجيلية. هذا بالطبع يحتم علينا فعلياً اختيار أفضل لمسؤولين يمتلكون القدرة على فهم قواعد السياسة الخارجية، وتشكيل كتل نيابية على سوية عالية من العلم والفهم السياسي والتحرك بحرية لدعم سياسات الأردن ومصالحه الخارجية، حتى لو خلقنا يمين متشدد داخل المجلس أو يمين وسط، فأي فريق لكرة القدم يحتم عليه الانتقال إلى جهة الملعب الآخر حتى لو كان خاسراً بعشرة أهداف. أما إذا بقينا معتمدين على حالة الفراغ للوجود السياسي التي واكبت مراحل سابقة سنخسر أكثر وأكثر، وكما ذكرت سابقا، في حال سقط ترمب سيكون الأردن محجاً سياسيا واقتصادياً مدعوماً بصمود الجبهة الداخلية والقيادة العليا التي لم تنكسر أمام الضغوط السابقة للتفريط بالمقدسات والثوابت التاريخية المتعلقة بالحق الفلسطيني والوجود الأردني كدولة مستقلة القرار رغم حاجتها للمساعدات وظروفها المعقدة إقليمياً. هذا بالطبع لا يعني أن الأردن لم يكن حليفاً للولايات المتحدة، فالدولة شيء وشخص الرئيس وسياسته شيء آخر، فالدولة العميقة في أميركا تعيش في مجرة بعيدة عن الكوكب الذي يعيش فيه الرئيس، ولهذا فإن تعقيدات العلاقات الدولية تظهر أننا على الأقل نستطيع التعاون والتفاهم مع القطب العالمي الأوحد حتى في أصعب الظروف ورغم وجود قضايا تؤثر علينا وليس لنا حيلة فيها. وتاريخياً مرّ الأردن بالعديد من المواجهات مع الإدارة الأميركية في بداية السبعينات والتسعينات من القرن الماضي، ففي عاغم 1974 رفضت واشنطن تزويد الأردن بصواريخ أرض جو ودبابات، فعاد الملك حسين من هناك إلى لندن وطلب من زيد الرفاعي السفر إلى موسكو للتباحث بشأن شراء الصواريخ والأسلحة من الإتحاد السوفيييتي، وفي أقل من شهرين استقال الرئيس ريتشارد نيكسون إثر فضيحة «ووترغيت»، الذي فجرها صحفي نيوورك تايمز «بوب وودورد» وزميل آخر، ليتسلم نائب الرئيس جيرالد فورد، وتعود العلاقة من جديد، أما اليوم فإن الحظ السياسي ينحاز للأردن فهل نستمر بالتخطيط عالي المستوى، لنكون بوابة العرب على الغرب مجدداً.. الرأي Royal430@hotmail.com
  • الأردن
  • الملك عبدالله
  • عرب
  • رئيس
  • يعني
  • عالية
  • اقتصاد
  • الملك
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/08 الساعة 00:36