خبراء يحذرون من كارثة «تدمّر عشرات آلاف المباني» في إسطنبول

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/06 الساعة 19:07

مدار الساعة - بعد الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة إزمير الساحلية في تركيا، في الأيام الماضية، يستشعر الأتراك الخطر المحدق بولاية إسطنبول، التي من المتوقع أن تكون في المرتبة التالية للهزات الأرضية، وفق ما تحدثت عنه مراكز مختصة ببحوث الزلازل وخبراء في علم الجيولوجيا.

ومع استشعار الشارع التركي للخطر، تخرج تحذيراتٌ ودراساتٌ إلى الواجهة، لتؤكد أن زلزال إسطنبول وفي حال وقوعه سيكون مدمرا، وقد ينتج عنه كارثة لم يسبق وأن شهدتها تركيا، منذ عقود، وذلك يتعلق بالبنية التحتية ومقاومة الأبنية الضعيفة أمام أي هزة أرضية، ولاسيما الموجودة في الأحياء الساحلية.

وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) قد أعلنت، منذ يومين انتهاء أعمال البحث والإنقاذ في مدينة إزمير، مشيرة إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 114 شخصا، بينما بلغ عدد المصابين ألفا و35 شخصا، عدا عن عشرات الأبنية المدمرة، ومئات الأشخاص الذين باتوا يقيمون ضمن مخيمات بدائية وسط المدينة، على أن يتم نقلهم إلى مساكن أخرى، في الأيام المقبلة، ووفق ما أعلن عنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

بلدية إسطنبول تحذر
وكالة التخطيط في بلدية إسطنبول الكبرى نشرت تقريرا، اليوم، عرضت فيه السيناريو الذي ستكون عليه ولاية إسطنبول، في حال حدوث الزلزال، والذي يتوقع أن تكون درجة قوته 7.5 درجات.

وأشارت الوكالة إلى أنه وفي حال وقوع الزلزال دون اتخاذ التدابير اللازمة، وكانت قوته 7.5 درجة، فإنه من المتوقع انهيار 48 ألف مبنى أو تعرضها لخسائر ضخمة، بينما ستكون الأضرار متوسطة وجسيمة في 194 ألف مبنى آخر.

وأوضحت وكالة التخطيط أن الزلزال المتوقع حدوثه سيسفر عن غلق 30% من الطرق، وسيعرض الاقتصاد لخسائر بقيمة 120 مليار ليرة تركية.

"وإذا حدث الزلزال المتوقع في الليل" تضيف الوكالة: "فقد يزداد عدد الضحايا بشكل كبير، حيث يبلغ عدد السكان الحاليين في منازل إسطنبول 15 مليون في الليل، و 6 ملايين خلال النهار".

ويقول الخبير الاقتصادي، إرتغرول أغلار في حديثٍ لصحيفة "حرييت" التركية: "وفقا للبيانات المتوفرة لدينا الآن تم بناء 376 ألف مبنى في إسطنبول بين 2000-2019".

ويضيف الخبير الذي يعمل أيضا في وكالة التخطيط ببلدية إسطنبول: "مشكلتنا تبدأ هنا في المباني التي بنيت قبل عام 2000، إذ تشكل خطرا أكبر علينا لأنها قديمة وشهدت أيضا 99 زلزالا".

وبين عامي 1980 و 2000 تم بناء 538 ألفا و 800 مبنى في إسطنبول، ويوضح الخبير التركي: "نقدر أن 48 ألف مبنى ستتضرر أو تدمر في زلزال بقوة 7.5 درجة، ونتوقع أنه لن يتم تدمير 48 ألف مبنى فقط أو أضرار جسيمة، بل سيتضرر 194 الف مبنى بشكل متوسط ​​وما فوق".

فحص المباني غير موجود
وتعد تركيا من المناطق المعرضة للزلازل في العالم، حيث تقع على خط صدع زلزالي عميق، وكانت قد شهدت خلال العقود الأربعة الأخيرة عددا كبيرا من الزلازل والهزات الأرضية، كان آخرها في مدينة إسطنبول، في 26 من سبتمبر 2019.

وبالعودة إلى الوراء كانت تركيا قد تعرضت لزلزال عنيف في ولاية "أرضروم" في عام 1983، وفي عام 1991 ضرب زلزال آخر ولاية إرزينجان، في حين ضرب زلزال كبير "كوجالي" و"دوزجي" شرق إسطنبول في عام 1999، و"أفيون قره حصار" و"سلطان داغي" كانتا قد شهدتا في عام 2002 زلازلا أيضا، وتبعه آخر في بنغول في عام 2003 وولاية وان عام 2011.

إسماعيل كايا، مواطن تركي يرى أنه يجب فحص المباني بشكل أفضل أثناء بنائها.

ويقول في حديث لصحيفة "حرييت": "يبلغ عمر المبنى الذي أعيش فيه 40 عاما، وأعتقد أن المباني التي تم تشييدها بعد عام 2000 محفوفة بالمخاطر أيضا، لأن عمليات التفتيش لا تتم بشكل صحيح".

وإلى جانبه يوضح "رجب غولجن"، الذي يعيش في حي بيليك دوزو أنه يعتقد أن المبنى الذي يعيش فيه ليس آمنا.

ويضيف: "بعد انهيار المبنى الذي دام عامين في زلزال إزمير، أعتقد أن بنايتنا أيضا في خطر"، مشيرا "أنا أعيش في بيليك دوزو في الطابق الـ12 (...) إنه مصدر إزعاج لأننا نجلس عاليا، ولم نختبر ما إذا كان المبنى آمنا أم لا.. بصراحة لا أحد يهتم".

وتأخذ الحكومة التركية بحسبانها المخاطر المتعلقة بالزلازل، ما دفعها عقب زلزال 1999 إلى إحداث "هيئة الكوارث والطوارئ" (آفاد)، كما عملت على إصدار قوانين خاصة بالبناء.

وإلى اليوم ترفض سلطات الإنشاءات وهيئات الحكم المحلي في تركيا، وفي جميع الولايات التركية، منح تراخيص البناء لأي منشأة دون استيفاء معايير خاصة متعلقة بمقاومة البناء للزلازل، والمسماة بـ "ورقة الداسك".

وفي حديثٍ سابق مع خبير الزلازل خالد الشوبكي توقّع "حدوث زلزال في شمال غرب تركيا في إسطنبول وبحر إيجة ومرمرة، وقد يتعداها إلى اليونان (...) هذا الزلزال قد يقع في أي لحظة".

وأضاف: "زلزال أزمير يقع في نفس خط الشمال الأناضولي (بحر إيجه ومرمرة)، وهي المنطقة المهددة بالزلازل بشكل كبير"، موضحا "نتيجة الدفع للصفيحة الأناضولية فإنها تتعرض للدخول تحت الصفيحة الأوروبية، بسرعة 16 سنتمتر سنويا، وهي سرعة غير قليلة، ما يدفعنا للتخيل بأن الزلزال المقبل سيكون مدمرا".

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/06 الساعة 19:07