الانتخابات الامريكية: قرن آخر من الهيمنة أم تنفيس للسيطرة على العالم.. بني ارشيد يقرأها بعين ثالثة.. فماذا عن العرب والصين؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/06 الساعة 18:46
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون الدولية - هل سيعيش العالم قرناً آخر من الهيمنة الأمريكية؟ نسخ الانتخابات الأمريكية الأخيرة تجيب بلا. لكن من يدري؟ بالنسبة الى العرب ليس هذا وحده المهم. هناك مراكز هيمنة أخرى عليهم أيضا النظر لها طلبا للاستقلال. الاستقلال الحقيقي. بالنسبة الى زكي بني إرشيد القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، فإن هذه الانتخابات وبصرف النظر عمن يفوز بها، ستضع حدا لسيطرة أميركا على العالم منذ خمسة وسبعين عاماً. يقول: "لقد كشفت عن تشوهات المجتمع والدولة الأميركية". على هامش هذه الدائرة من النقاش قد يتحدث البعض عن ثنائية "- أمريكا – الصين" في قيادة العالم. الحق ان ما تعانيه الجمهورية الصينية من شيخوخة لن تؤهلها الى حمل نفسها للجلوس على مقعد قطب العالم. لكن هذا كلام حمّال كلام. فماذا عن أمريكا بغض النظر عن كل شيء؟ يقول بني ارشيد لـ مدار الساعة إن الولايات المتحدة الامريكية تعاني من مخاض جديد وتعاني انقساماً واستقطاباً غير مسبوق، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، حتى لو فشلت توقعات توماس فريدمان بقيام حرب أهلية، فإنه من الصعب استمرار الولايات في صيغة الاتحاد فهل ستبقى متحدة ام انها ستذهب نحو الانقسام. هذا الحديث لا يدعو لقلق الأمريكيين فهم مطمئنون بأن تراثهم السياسي قادر على إعادة انتاج نفسه من جديد في كل مرة. القوة العسكرية معهم والمال في محافظهم. ثم أن القوة التقليدية في العالم الغربي مرتاحة لفكرة الرأس الأمريكي. صحيح ان هناك مظاهرات واصطدامات وأعمال عنف، وامتلاك السلاح بكثرة، ونقمة على الواقع لدرجة حرق العلم الأميركي – والقول لبني ارشيد، وصحيح كما قال أيضا ان التعددية والاثنية أصبحت عبئاً، ولم تعد مصدر اغناء وثراء للمجتمع الأميركي، لكن مجددا ما يريد الأمريكيون قوله في هذا الجانب انهم قادرون على رتق ما انفتق فلم يتسع بعد. الحق أن نموذج النظام الديمقراطي الغربي كله وعلى الرأس منه أمريكا فيه من الصداع الكثير. هي ديمقراطية الأقلية السياسية وليست الشعب نفسه. نحن هنا على سبيل المثال نتحدث عن حزبين لا ثالث لهما، في الساحة الامريكية، فأين الديمقراطية في ذلك؟ هذا النموذج مسحوب على كل الدول الغربية. لا احد يستطيع في أوروبا الانسلاخ عنه. وهذه ليست الديمقراطية التي يدرسها الطلبة في الجامعات. عدا عن أن قدرة الذراع الديمقراطية تنبع من المال. من معه يستطيع ان يكون ديمقراطيا وإلا فعليه ان يصطف في صفوف الناخبين مضطرا لاختيار ما يفرضه عليه الحزبان من خيارات. يقول بني ارشيد: "النظام الديمقراطي مليء بالثغرات والفجوات والانتهازية وفساد البيرقراط والطبقات السياسية، وهو ما تعاني منه أميركا الآن أكثر من أي وقت مضى". ما يقوله بني ارشيد صحيح، لكن منذ متى لم يكن هذا النظام غير ذلك؟ هذا لا يعني اننا امام انهيار. هنا يطرح بني ارشيد هذا السؤال: هل يستطيع النظام أن يطور نفسه ويتلافى أخطاء؟ لمرحلة ما بعد الديمقراطية؟ ، لإنتاج نسخة محسنة من الديمقراطية (الربيع الإنساني). حسنا. ما يهمنا ليس الشارع الأمريكي. بعضنا يقول فلتذهب كل أمريكا الى الجحيم. ماذا عنا؟ في استعراضه للحالة العربية يقول بني ارشيد: حالنا العربي على وجه الخصوص المأسوف على واقعه ومستقبله لن يكون بديلاً عن أي انهيار أو تصدع في النظام العالمي الحالي أو القادم الجديد". هذا معلوم. فمن سيملأ الفراغ تلك القوى الصاعدة؟ يقول بني ارشيد: لا ندري أشرٌ اريد بمن في الأرض؟ ام أراد لهم ربهم رشدا؟. ثم يعترف، "الحلم الذي هرمنا بانتظاره وقضى بعضنا نحبه في سبيل تحقيقه ومنا من ينتظر ويواصل المسير، هذا الحلم لا تصنعه الإرادة الدولية ولا التدافع العالمي، ولن ينجزه فوز الديمقراطي ولا خسارة الجمهوري، المنتج محلي وبما كسبت أيدينا..وعندما نقرر ونريد فإن وعد الله لن يتخلف. ما هو مؤكد ان العالم على عتبات نظام عالمي جديد. وليس شرطا ان يكون افضل مما كان. ربما أسوأ وربما مثيل لسوئه، وربما افضل. لكن ما هو مؤكد اننا عبرنا النفق. أما أين نحن من المستقبل القادم؟ وهل سنحجز مقعداً؟ ام فاتنا القطار؟ فكل هذه الأسئلة التي طرحها بني ارشيد لم يجب عليها. وهو يمتلك الحق في عدم الإجابة عليها. فمن يعرف الغيب، حتى وهو يحمل في جعبته كل الدراسات السياسية الاستشرافية. لا أحد.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/06 الساعة 18:46