ما بين الماضي والحاضر

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/05 الساعة 20:33
كتب: عمار محمد ما يجري اليوم ليس صراعاً طبيعياً بين كتلتين أو أكثر، تغطيهما حدود واضحة، أو تطرح على الطاولة قضايا محددة قد تصلح أو لا تصلح للمساومة، هذا اليوم الذي يجب أن نجيب أنفسنا بإجابات صريحة وصادقة نحن نعلم أن بيننا طغاة يدركون ما يفعلون، ويعرفون أنهم على باطل، لكن صمت أهل الحق جعلهم يستمرون ويبدو أن هذا المهرجان الهزيل طال ويجب أن نقف في وجه كل طاغٍ، لان الوطن ينتظر سواعد وطنية تبنيه وتصعد به نحو العالي، فهناك الكثير من القضايا يجب أن نعترف بها كي يسهل حلها في غياب الشفافية ليس حلاً بل هو جريمة، فالشفافية ديّن أهل العلم والعمل لأنهم يخدمون الوطن، ومن هنا يجب أن نعلم كيف يُبنى الوطن لان الوطن لا يعمر بتضحية بل بتعاون والشفافية. أما رجال الدولة المعاصرون شديدو الاعتقاد بتأثير النُّظم، ضعيفو الإيمان بتأثير المبادئ والقيم، رغم أن النُّظم وليدة المبادئ لكن الفرق بينهما أن المبدأ هو شيء ثابت، فالمبادئ هي المحركات الباطنية للأمور، والمبادئ هي أساس النُّظم والحضارات، ومن أحرج الساعات في حياة الأمة الساعة التي تهبط فيها مبادئها، وعلى رجال الدولة أن يعملوا بروح الجماعة والعمل من أجل الوطن وبنائه. وإذا ما طرحنا العلل جانبًا وأوضحنا المعلولات وجدنا انحطاطًا بيِّنًا يهدد تهديدًا جِدِّيًّا هذه التهديدات سواء كانت في العقيدة، السياسة، المجتمع، العلم والتعليم، وغيرها ... فهذه الأمه تخسر كل يوم قوة المبادرة والإقدام والإرادة والقدرة على السير، ويكاد قضاء احتياجاتها المادية يصبح مَثَلَها الأعلى والوحيد، لكن لابد من تحويل مسار العمل وإيجاد خطط لا تنتمي إلى أيديولوجيات وأن يكون هناك مبدأ واضح وصريح للعمل وعودة روح المبادرة وإنشاء قاعدة شبابية تحمل قيماً فكرية خاصة لا تنتمي إلى تلك الترهات، ونحن إذا ما بحثنا في الأسباب التي أدت إلى انهيار الأمم السابقة، وهي التي حَفِظَ التاريخ لنا أخبرها كالفرس والرومان وغيرهم، وجدنا أن العامل الأساسي في سقوطها هو تغيُّر مزاجها النفسي تغيرًا نشأ عن انحطاط أخلاقها ومبادئها، لنعد إلى مجدنا نحن العرب نحن من صنعنا التاريخ نعم هذه الحقيقة التي نجهلها نحن كعرب فلو عدنا الى أقوال علماء اهل السياسة والفلسفة والتاريخ من الغرب لوجدنا اننا نحن كنا الملهمين لهم أمثلة على ذلك: 1) ريتشارد كوك" في كتابه مدينة السلام.. أن أوروبا لتدين بالكثير لإسبانيا العربية فقد كانت قرطبة سراجاً وهاجاً للعلم والمدنية في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية. ويقول رينيه جيبون.. 2) لم يدرك كثير من الغربيين قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الإسلامية ولا فقهوا حقيقة ما اخذوه من الحضارة العربية في القرون الماضية. ويقول العالم الصيني لى قوان فبين.. 3) الحضارة الإسلامية من أقوى حضارات الأرض وهي قادرة على اجتياز أي عقبات تواجهها لأنها حضارة إنسانية الطابع عالمية الأداء رفيعة القدر علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا وبعدما تعمّقتُ في الأدب العربي القديم والحديث ازْداد اقتناعي بأن الشرق يمتلك سحر الحضارة والأدب والثقافة وأنه صاحبُ الكلمة المفكِّرة والعقلية المنظمة. 4) وأختم بقول جورج سارتون فى كتابه حضارة العرب حيث يقول فيه.. لقد سبق للعرب أن قادوا العالم في مرحلتين طويلتين ظلت الأولى حوالي ألفي عام قبل اليونان وعاشت الثانية طوال أربعة قرون خلال العصور الوسطى وليس ثمة ما يمنع هذه الشعوب من أن تقود العالم مرة أخرى في المستقبل القريب أو البعيد. لا أقصد من ذلك تباهياً بالماضي أو أن أردد أقوالهم بل القصد من ذلك لفت أنظار المسلمين والعرب إلى حقيقة حضارتهم التي أذهلت العالم كله وكان لها فضل على أوروبا وتطورها في شتى مجالات الحياة وأهما الجانب الإنساني لأنهم كانوا يتعاملون في المبادئ وليس في أنظمة أيديولوجية صنعها غيرهم. لكن هل نعود كما قال سارتون أم سوف نبقى تابعون لنظام صنعه غيرنا؟
  • شبابية
  • عرب
  • عربية
  • ثقافة
  • إسلامي
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/05 الساعة 20:33