المومياوات تعود إلى مصر.. متى يعود السياح؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/04 الساعة 11:56

مدار الساعة - تحولت منطقة سقارة، جنوب القاهرة، إلى وسيلة في مكافحة مصر لتراجع السياحة بعد تفشي وباء كورونا المستجد.

وكان 2020 عاما استثنائيا فيما يتعلق بالاكتشافات الأثرية في الموقع المصري المصنف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو حيث عثرت اكتشافات منفصلة على عشرات التوابيت ومجموعة من القطع الأثرية بما في ذلك مسلة وتمثال فريد مرصع بالجواهر للإله نفرتوم.

هذا بعد إعادة فتح هرم زوسر المدرج الذي يبلغ من العمر 4700 عام في مارس الماضي بعد ترميم استمر 14 عاما بتكلفة 6.6 مليون دولار.

وفي أوائل أكتوبر الماضي، تم الكشف عن 59 تابوتا عمر كل منها حوالي 2500 عام. وتحتفظ هذه التوابيت بشكلها الأصلي بصورة مذهلة بألوانها الأصلية والكتابة الهيروغليفية، وكان الكشف عنها فرصة للوصول إلى جمهور ثمين: "السياح"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

 

إلى جانب الصحافة، حرصت وزارة السياحة والآثار المصرية آنذاك على دعوة العشرات من السفراء الأجانب ليتبادلوا الصور والتفاصيل عن الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونقله إلى بلادهم.

وعن ذلك قال وزير الآثار السابق، زاهي حواس، في تصريحات للشبكة الأمريكية: "دخل الاكتشاف قلوب الجميع حول العالم. اعتقد أن السفراء بعثوا برسالة إلى بلادهم حول كنوز مصر لأننا نحتاج إلى عودة السياح".

من جانبه أوضح كيفين جراهام، مدير تحرير مصر بشركة البحوث والاستشاراتOxford Business Group (OBG)، أن السياحة في مصر شهدت نموا خلال السنوات الأخيرة، وكان من المتوقع مع بداية عام 2020 أن يستمر هذا النمو.

 

واستطرد: "لكن تفشى الوباء وتم تعليق الرحلات الدولية في مارس فضلا عن إغلاق المواقع الأثرية والمتاحف. ولم لم تستأنف الرحلات التجارية حتى يوليو".

ووفقا لتقديرات OBG ساهمت السياحة بما يزيد عن 9% من الناتج المحلي الإجمالي المصري في عام 2019، وبينما استمرت السياحة الداخلية في العام الحالي إلى حد ما، تراجعت السياحة الدولية.

 

ومع استمرار تفشي الوباء، بدأ قطاع السياحة المصري تجميع صفوفه؛ وفي يوليو، أعيد افتتاح عدد قليل من مناطق الجذب بما في ذلك أهرامات الجيزة إلى جانب الفنادق الحاصلة على شهادات سلامة حكومية تشير إلى أنها تلبي إرشادات منظمة الصحة العالمية.

وفي سبتمبر، أعيد افتتاح المزيد من المواقع الأثرية وأعلنت الحكومة المصرية مزيد من الإجراءات لدعم قطاع السياحة بما في ذلك تمديد الإعفاءات من رسوم التأشيرة للنقاط السياحية الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وجنوب سيناء حتى أبريل 2021، وتأجيل سداد فواتير الخدمات العامة والديون للشركات المرتبطة بالسياحة.

 

وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنفقات السياحة في مصر في السنة المالية الحالية من 17.8 مليار دولار إلى 2.7 مليار دولار. وتوقع الصندوق في أغسطس الماضي عودة السياحة إلى مستويات ما قبل الأزمة في مصر بحلول النصف الثاني من عام 2022.

وتبذل وزارة السياحة والآثار المصرية جهود آثرية هائلة خلال السنوات القليلة الماضية للترويج إلى الكنوز الآثرية المصرية وتسليط الضوء عليها، ومن المتوقع بحسب الخبراء ازدهار السياحة إلى المواقع الأثرية بحلول الربع الثالث من عام 2021.

وبعد سنوات من العمل المضني، ستتوج هذه الجهود بافتتاح المتحف المصري الكبير، متحف القاهرة الجديد المقام على ما يقرب من نصف مليون متر مربع وتم بناؤه بتكلفة تزيد عن مليار دولار، في عام 2021.

 

يصف حواس المتحف بإنه المشروع الثقافي الأكثر أهمية في العالم، لكن إذا استمر الوباء لا يوجد ضمانات بإن السياح سيتواجدون في افتتاحه بالأرقام التي يعتمد عليها الكثير في القطاع وخارجه. معربا عن تفاؤله بإن عام 2021 سيكون أفضل من 2020 وأن مصر أكثر أمنا من دول أخرى. مختتما بـ" نحتاج إلى عودة السياح".

يطلب من زوار مصر حاليا تقديم شهادة اختبار PCR سلبية عند الوصول، شريطة أن لا يكون قد مر عليها أكثر من 72 ساعة قبل مغادرة رحلاتهم، كما يسمح للقادمين في بعض المطارات على السواحل بإجراء اختبار PCR بقيمة 30 دولارا ثم الحجر الصحي حتى يحصلوا على النتائج.

 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/04 الساعة 11:56