محمد القرعان يكتب: خيرا فعلت الحكومة

د محمد كامل القرعان اضافت جائحة كورونا الى جانب الظروف السياسية التي تحيط بالمملكة ضغوط اقتصادية ، بدأت من أزمة اللاجئين، إلى ما يسمى بصفقة القرن التي تضغط بقوة على الأردن سياسيا واقتصاديا ، وهو ما انعكس على الوضع الاقتصادي بشكل عام. جائحة كورونا القت هي بظلالها على الاقتصاد الوطني وانعكست على معدلات النمو كحال العالم ، وهي ما زادت من المديونية، فإغلاق الحدود بشكل كامل، والعزل الوبائي وما رافقه من تكاليف باهظة، وأيضا محاولات محاربة ومحاصرة الوباء من قبل الدولة باكملها زادت من تفافم حجم الازمة وضررها. ولجوء الحكومة لقرار حظر شامل بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية بساعة أخذت لصالح السيطرة على الوباء وحفاظا على صحة. المواطن ،بالاضافة الى اتاحة المجال الى تقييم الوضع العام من جديد وذلك استعدادا لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي العالمي وبشكل مدروس. ومع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في المملكة وزيادة عدد الوفيات ، ارتعت أصوات تطالب الحكومة بفرض حظر تجول شامل وايضا بتقليص ساعات التجوال والحركة للمواطنين واغلاق المحال ابوابها لاشعار اخر. يفترض ان تتوخى الحكومة الحيطة والحذر من خلال اتخاذ توازنات يفترص حسابها جراء فرض حظر شامل ومشدد للحفاط على صحة واقتصاد المواطن ، ووصل الأمر إلى تغريم المخالفين وملاحقات اَمنية لغير المتقيدين، لضمان التعطيل الكامل للبلاد والعزل التام بين الناس، وهذا ربما يكون مجديا في الحد من انتشار الفيروس، لكنه ذو تكلفة باهظة جدا على البلاد ، وهو ما يطرح السؤال الأهم: هل مكافحة كورونا تستحق أن ندفع كل هذه التكلفة؟كما أن فيروس كورونا على الرغم من أنه خطر، وقد يؤدي إلى الوفاة إلا أن الجوع والفقر والركود الاقتصادي كلها مصائب خطرة ، وقد تؤدي إلى الوفاة أيضا وعلى بلادنا أن تعمل ما بوسعها لتتجنبها.