الرواشدة يكتب: الغرب والاسلامفوبيا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/01 الساعة 23:08
اثارت عملية اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسوم الكريم ردود فعل غاضبة في جميع الدول العربية والإسلامية وتصدى لها مسلمون ومسيحيون ومن مختلف التيارات الفكرية لانها تصب في خانة تعزيز الكراهية والكراهية المضادة وتعتبر وقودا في ايدي المتطرفين الذين خطفوا الاسلام ويتحدثون باسمه بدءا من تنظيم داعش والقاعدة الى كل المتطرفين في العالم الغربي والاسلامي. في مقابل ذلك لا يوجد مسلم مؤمن بالله ورسوله يقبل بأي حجة كانت قطع رؤوس الناس من اي ديانة كانت باسم الاسلام فالاسلام يقبل كل الديانات السماوية ومن اركانه الايمان برسل الله ولذا فان اي عمل يؤدي الى قتل مسلم او غير مسلم هو عمل مرفوض بتاتا. الرئيس الفرنسي ماكرون الذي دعا وحضّ على اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول بعد حادث قطع رأس المدرس الذي نشرها على طلابه اثار ردودا كبيرة في العالم العربي والاسلامي باعتباره فتح المجال واسعا للاساءة للرسول الكريم. وقد اعلنت شعوب العالم العربي والاسلامي مقاطعتها للبضائع والمنتجات الفرنسية في اقل ردة فعل ممكنة مما دعا مسؤولون فرنسيون الى التصريح بأنهم يحترمون الدين الاسلامي والرسول وان ما جرى ليس موجها للمسلمين. في مقابلته مع قناة الجزيرة الاوسع انتشارا في العالمين العربي والاسلامي دافع ماكرون عن اعماله قائلا انه لم يكن يقصد الاسلام والمسلمين ونبيهم وعندما تطرق الامر الى تجريم من ينكر الهولوكوست او المحرقة اليهودية قال ماكرون ان هناك قانون يجرّم انكار الهولوكوست بينما اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول هي مسألة تقع تحت باب السخرية!!! للأسف فإنه عندما يتم الهجوم على اليهود يتم محاكمة الفاعل بقانون محاربة اللاسامية وعندما يتعلق الامر بالسود يعتبر ذلك عنصرية وعندما يتعلق الامر بالمرأة يعتبر ذلك تمييزا جنسيا وعندما تنشر رسوم مسيئة للرسول والمسلمين يعتبر ذلك حرية رأي وسخرية لا تجرّمها القوانين . فعن اي حريات يتحدث الغرب القلق من ظاهرة صعود الاسلام في اوروبا او ما يطلق عليه عند مفكريهم بالاسلامفوبيا. السلام بريء من كل الاعمال الوحشية والارهابية التي يجري ارتكابها باسمه سواء ضد المسلمين او الناس من اي ديانة او عرقية كانوا ولعل اغلب الهجمات الارهابية من تنظيم داعش والقاعدة ومن لف لفها جرت ضد المسلمين . في المقابل لا يجوز ابدا السكوت على الاهانات المتعاضمة لدى اليمين الاوروبي او من قبل بعض السياسيين طمعا باصوات الناخبين في انتخابات قادمة والتي تستهدف السلام والمسلمين وعلى الشعوب العربية وقياداتها ان تتوحد -كما فعل قبلنا اليهود - في الغرب من اجل الضغط بكل اموالهم ونفطهم ومقدراتهم على الدول الغربية لاقرار القوانين التي تمنع الاساءة للنبي محمد عليه السلام او للمسلمين. حملة المقاطعة للبضائع الفرنسية جاءت في وقتها ولها مردودها ولكن لدينا قوى وادوات اكبر منها فلنفعّلها في نصرة الاسلام والمسلمين وفي مقدمتها الاموال الهائلة في الغرب . awsnasam@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/01 الساعة 23:08