شحادة أبو بقر يكتب: الفائز ترمب أم بايدن وكيف هي أميركا في اليوم التالي؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/01 الساعة 22:55
مدار الساعة - كتب: شحاده أبو بقر لأول مرة في التاريخ العالمي الحديث، تحبس النخب السياسية والإقتصادية والإعلامية وغيرها وحول العالم كله، أنفاسها، انتظارا لنتيجة الإنتخابات الرئاسية الأميركية الوشيكة، ويبدو الأمر كما لو كان مصيرياً لمستقبل دول وشعوب وقضايا مهمة على امتداد الكوكب! ليس سراً أن المحرك لهذه الحالة الفريدة المستجدة، هو إدارة الرئيس ترمب وطريقته الشخصية في التعامل مع دول العالم وقياداتها وقضاياها، حتى لقد غدا إهتمام العالم بالإنتخابات الأميركية هذه المرة، يفوق حتى إهتمام جمهور الناخبين الأميركيين أنفسهم من خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذا الواقع المستجد تاريخيا، يؤشر إلى أن الإنتخابات الأميركية هذه المرة، ستكون مختلفة تماما عن سابقاتها، من حيث القبول الهاديء أو الصاخب للنتيجة من جانب أنصار المترشح الخاسر، الأمر الذي يعني وفقا لمراقبين محللين أن النتيجة وأيا كانت، قد تعقبها إحتجاجات واسعة في العديد من الولايات الأميركية وعلى نحو قد ينطوي ربما على قدر ما من فوضى، والله أعلم. إبان الإنتخابات السابقة وبينما كانت النخب السياسية والإعلامية حول العالم وفي عالمنا العربي تحديدا، على قناعة تامة بفوز هيلاري كلينتون، كان لي رأي آخر مختلف، وهو رأي وصفه بعض الأصدقاء بالمنافي لسياق الأمر الواقع، ولذلك لم أنم ليلة الإنتخابات حتى ظهرت النتيجة بفوز ترمب وفق ما توقعت. اليوم لو إقترعت شعوب العالم لإختيار رئيس أميركا الجديد نيابة عن شعب الولايات المتحدة الكريم، لحقق المترشح الديمقراطي بايدن فوزا ساحقا على منافسه ترمب، وحتى لو صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا الأمر، لفاز بايدن أيضا. هذا واقع تدركة جمهرة نخب الناخبين الأميركيين جيدا، فأميركا اليوم ليس لها من محبين حول العالم بإستثناء إسرائيل ، وحتى حلفاءها المفترضين في هذا العالم، يتعاملون معها على طريقة مكره أخوك لا بطل ، والسبب وكما أسلفت هو طريقة وأسلوب ترمب في التعامل مع قادة ودول العالم، وإصراره على فرض سياساته خلافا لمصالح وحقوق تلك الدول وشعوبها. وفي باب التوقعات، سأفترض أن جون بايدن سيفوز هذه المرة برئاسة أميركا، وهنا يبقى السؤال، هل سيقبل ترمب بالنتيجة كما هي، أم هل سيشهد العالم نوعا من فوضى الإحتجاجات مثلا ؟. هذا سؤال سيجيب عنه يومان قادمان، وبالطبع ولأننا بشر سلميون، لا نتمنى الفوضى لأي بلد كان على هذا الكوكب، لكنني لا أنكر تمنياتي بفوز جون بايدن، وكأي أي عربي، لي أسبابي ومبرراتي. الله من وراء قصدي.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/01 الساعة 22:55