المعاني يكتب: على طاولة دولة الرئيس.. الكوادر الصحية في زمن كورونا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/31 الساعة 23:48
كتب: الدكتور عبدالرحمن المعاني تعتبر الكوادر الصحية من جميع الفئات الوظيفية العاملة في مكافحة وعلاج فيروس كورونا المستجد, خط الدفاع الأول عن الأمن الصحي والأمن المجتمعي وبالتالي المحافظة على حياتهم وصحتهم وأمنهم الوظيفي تعتبر مسألة واولوية وطنية. وهنا نطالب بضرورة وضع بروتوكول خاص ومكثف يتضمن الوقاية والعلاج لجميع الكوادر الصحية العاملة في المستشفيات التي تقوم بمعالجة مرضى كورونا. إن الكوادر الصحية خط الدفاع الأول في مواجهة كورونا , وصمام الأمان لحماية المملكة من الوباء. وقد سجلت مئات الإصابات لكوادر عاملة في مستشفيات الوزارة المختلفة واليوم فجعنا باستشهاد بعض الزملاء الأطباء كما في الأيام الماضية والعدد في تزايد مستمر ويوجد الآن ١٣ طبيباً في العناية المركزة والله يستر إن هذه الكوادر الصحية هي المعالجة لكورونا, لا تحظى بحماية كافية أو خاصة بدليل الإصابات التي انتشرت مؤخرا بين الأطباء والممرضين, وبالتالي يجب توفير وسائل الوقاية الشخصية لهم بشكل متواصل واعطاؤهم العلاج الوقائي التمهيدي مثل الفيتامينات والاسبرين وغيرهما, وان يتم التعامل معهم بطريقة مختلفة عن المواطنين الاخرين كونهم يعالجون المصابين بالفيروس وعلى تماس مباشر معهم. امكانية اصابة فئة الكوادر الطبية هي الأكبر, مع الإشارة الى وجود نقص حاد في وزارة الصحة من أطباء المجتمع (صحة عامة), اذ يوجد فقط 52 طبيباً, متسائلاً عن عدم الاستعانة وشراء خدمات الأطباء المتقاعدين ليشرفوا على فرق الاستقصاء الوبائي ويتحروا عن المخالطين والحالات مجهولة المصدر, لافتاً إلى أن محافظات الجنوب كالعقبة و الكرك ومعان تخلو من أطباء المجتمع, ولا يوجد إلا طبيب صحة عامة واحد موجود في الطفيلة فقط. ويبلغ عدد الأطباء المسجلين في نقابة الأطباء 24 الف طبيب, يعمل 16 ألفاً منهم داخل المملكة, وتشكل الاختصاصات التي تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة كورونا وهي العناية المركزة والأمراض الصدرية والتنفسية والتخدير والإنعاش وطب المجتمع, كما يشكل خط الدفاع الثاني أخصائي الأنف والأذن والحنجرة واخصائي الأطفال وممرضي وفنيي التنفس. وعن الآثار المترتبة على تزايد إصابات كورونا لدى الطواقم الطبية, فإن ذلك سيؤثر سلباً على المنظومة الصحية فقد لا نجد كوادر مؤهلة ومدربة لمعالجة كورونا نتيجة النقص, ما يؤدي الى تهاوي المنظومة الصحية, كما أن الفيروس سيدخل جسم العاملين في الكوادر الطبية بشكل اكبر لذلك وجب وضع بروتوكول غذائي خاص بهم بتقوية مناعتهم الشخصية. كما ستتأثر ديمومة صيانة الأجهزة والمعدات الطبية مبينا أن سعة استيعاب المستشفيات حالياً على المحك كون الاصابات بالفيروس تزداد خصوصا النشطة منها, ولذلك لا تستطيع استقبال الحالات البسيطة والمتوسطة انما الحالات الحرجة فقط. هنا يبرز سؤال مهم عن مدى الاهتمام بتعقيم واغلاق المستشفيات التي يكون فيها اصابات كورونا من الكوادر العاملة فيها, وهل يشملها ذلك مثل بقية المؤسسات والوزارات التي تظهر فيها حالات, وهل يتم أخذ عينات لمخالطيهم وعمل استقصاء وبائي لبقية الكادر؟ إن النظام الصحي في مرحله الانهيار اذا لم تتخذ الحكومة إجراءات فورية وسريعه يجب ألا تضيع الوقت مثل ما اضاعت الوقت السابق وكان دورها فقط ذكر أعداد الاصابات والوفيات وأعداد الفحوصات هذا اذا ما علمنا ان نسبة أشغال اسره العنايه الحثيثه المخصصه لمرضى فيروس كورونا المستجد بلغت ٥٠٪؛ وان اكثر من ١٠٠ مريض كورونا في المستشفيات حالتهم حرجة. وهناك ٣٥٠ سرير عناية حثيثة؛ ٤٠٠ جهاز تنفس صناعي شاغر لمرضى كورونا؛ مبينا ان ١٤٠ إلى ١٨٠ كورونا تدخل يوميا للمستشفيات مع العلم انه في الأيام الاخيرة فقدنا ٨ اطباء نتيجة فيروس كورونا والوضع يتطور الى الاسوأ؛ والمطلوب من الجهات الحكومية ان تغير طريقتها في التعامل مع فيروس كورونا وتعد العدة من كوادر مدربة واجهزة تنفس اصطناعي واسرّة عنايه حثيثه وكذلك تغير الخطة العلاجية؛ ووضع خطة وقائية لمرضى الحجر المنزلي والبالغ عددهم حاليا مئات الآلاف من حالات مكتشفة وحالات غير مكتشفة.. نسأل الله السلامه والصحة والعافيه لجميع المواطنين ويحمي بلدنا من كل وباء وشر. * خبير وباحث في الادارة الصحية والوبائيات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/31 الساعة 23:48