كورونا يتجدد في بؤرة سابقة.. والصحة العالمية تضعها أمام «الملاذ الأخير»
مدار الساعة -قال مدير المنطقة الأوروبية في منظمة الصحة العالمية بأوروبا، الخميس، إن المنطقة التي تضم 53 دولة سجلت مرة أخرى رقما قياسيا أسبوعيا جديدا في عدد الحالات المؤكدة حيث تم تأكيد أكثر من 1.5 مليون حالة الأسبوع الماضي وأكثر من 10 ملايين منذ بدء الوباء.
وخلال اجتماع مع وزراء الصحة الأوروبيين، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور هانز كلوج، إن "حالات المستشفيات ارتفعت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ الربيع" وأن الوفيات ارتفعت بأكثر من 30% في الأسبوع الماضي.
وقال كلوج "إن أوروبا تقع في مركز هذا الوباء مرة أخرى، لا بد لي من التعبير عن قلقنا الحقيقي جدا."
وقال إن أنظمة الاختبار لم تتمكن من مواكبة المستويات الواسعة الانتشار من انتقال العدوى، وأن "مستويات حالات الإصابة وصلت إلى مستويات جديدة"، حيث تجاوزت معظم الدول الأوروبية 5%.
وإلى جانب البلدان الأوروبية المعتادة، تضم منظمة الصحة العالمية روسيا وبعض بلدان آسيا الوسطى مثل طاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان في منطقتها الأوروبية.
وفي أعقاب موافقة فرنسا وألمانيا على فرض قيود جديدة على أمل عكس هذا الاتجاه، وصف كلوج عمليات الإغلاق الوطنية بأنها "خيار الملاذ الأخير"، مشيرا إلى الضرر الكبير الذي تلحقه التدابير بالاقتصادات والصحة العقلية للناس وانتشار العنف المنزلي.
وقال إن عمليات الإغلاق يجب أن تعطي البلدان الفرصة لتعزيز أنظمتها الصحية وبرامج تتبع الاتصال لتحديد التجمعات الجديدة والقضاء عليها بسرعة.
ولكن العديد من البلدان في مختلف أنحاء أوروبا مثل بريطانيا، فشلت في القيام بذلك. وعلى الرغم من إغلاق المملكة المتحدة جميع أنحاء البلاد في وقت سابق من هذا العام، لا يزال نظام تتبع الاتصال في البلاد غير قادر على تعقب نسبة كبيرة من اتصالات الأفراد المصابين.
كما حث كلوج السياسيين على أن يكونوا تحت قيادة البيانات العلمية في استجاباتهم للفاشية. ولم تعمل الحكومة البريطانية بنصيحة مستشاريها العلميين بتنفيذ إغلاق في جميع أنحاء البلاد في سبتمبر، وبدلا من ذلك اتبعت استراتيجية من القيود المحلية التي لم يكن لها حتى الآن تأثير يذكر على الحد من عودة الفيروس.
وقدر العلماء البريطانيون، الخميس، أن هناك حوالي 96 ألف إصابة جديدة يوميا وأن الوباء يتضاعف كل تسعة أيام.
وفي فرنسا، خفض المسؤولون فترة الحجر الصحي الإلزامي من 14 يوماً إلى سبعة أيام بعد أن توصلوا إلى أن معظم الناس لا يمتثلون على أي حال، على الرغم من عدم وجود أساس علمي للتغيير في التوجيه.
وقال كلوج إنه اذا قررت الدول فرض اغلاقات جديدة، فيجب إعفاء المدارس إلى حد كبير.
وأضاف"إننا واثقون أيضا من أن الأطفال والمراهقين لا يعتبرون المحرك الرئيسى لانتقال المرض".
وقال إن البيانات الصادرة عن معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن تقدر أن معدل الامتثال بنسبة 95٪ لارتداء الكمامة يمكن أن ينقذ حياة أكثر من 265,000 في جميع أنحاء أوروبا بحلول 1 فبراير.
وحذر من أن أكبر شاغل لدى البلدان في هذه المرحلة ينبغي أن يكون العاملون الصحيون فيها.
وقال"بينما كانت العوامل الحاسمة في مارس هي وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي ومعدات الحماية الشخصية، فإن القضية الوحيدة التى تثير القلق هى القوى العاملة الصحية"، محذرا من أن الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في المجال الطبي يحترقون".
تسبب كورونا بوفاة ما لا يقل عن 1,182,840 شخص في العالم منذ أن أبلغ عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر.