راشد المعايطة يكتب: بين أخطاء الأحزاب والانتخابات البرلمانية
الكاتب: راشد علي المعايطة
أيها المواطن الكريم، هل لديك قائمة لاختيار من يمثلك فى مجلس النواب؟.. قبل أن تجيب على هذا السؤال.. فكر ولو لوهلة ما أهمية هذا المجلس؟ وما هو المطلوب ممن ينوب عنك بداخله؟ وما هى مواصفات الشخص الذى يستطيع أن يحقق لك عيشة كريمة وحياة أفضل؟
للأسف الأحزاب فى الاردن تنشغل عنك حاليًا وتنسى أن أحد أهم الأدوار المنوطة بها هى توعية الناخبين بكيفية اختيار من يمثلهم، وتتناسى دائمًا توعية الشباب القادرة على صنع المستحيل..
تتصارع الأحزاب حول التحالفات الانتخابية تارة ويأتى من بعدها المرشحون ليتصارعوا حول الحزب صاحب التمويل الأكبر والقادر على الإنفاق عليه فى حملته الدعائية تارة أخرى ولا أحد يدرك ما هى مطالب الأردنين ليعيشوا حياة كريمة، لا أحد يكلف نفسه فينزل إلى المواطنين ويستمع لرؤياهم حول تنمية قراهم ومدنهم، لا أحد يرهق نفسه بقراءة عدد من التشريعات الحالية ليعلم ما تحتاجه الاردن من تعديلات وما تحتاجه من قوانين جديدة، لا أحد يعلم ما هو الطريق الصحيح ليصبح من خلاله عضوًا بمجلس النواب بشكله ومفهومه وأهميته.
أيها المواطن الكريم، لا تنتخب من ينزل إليك بدائرتك الانتخابية ويعطيك "أموال أو أو سكر أو زيت".. لا تنتخب من يوفر لك وظيفة فى شركة من الشركات.. لا تنتخب من يعدك بقطعة أرض من الدولة إذا ما فاز فى الانتخابات.. لا تنتخب من هو من أقاربك أو أصدقائك لتجامله.. لا تنتخب مرشحًا لتيار بعينه طالما لا يؤمن بمبادئه أو تتماشى أفكاره مع سياساته.
أيها المواطن الكريم، انتخب من لديه القدرة على أن يمثلك فى مجلس النواب.. انتخب من لديه فكرًا وطنيًا يريد أن ينمى به بلدك.. انتخب القادر على تشريع قوانين تضمن لك عيشة أفضل.. انتخب من لديه القدرة على مراقبة الحكومة التى تعين لخدمتك أنت ولإدارة ممتلكات بلدك.. انتخب من ترى فيه قدوة ومثلا ونموذجًا عادلاً يستحق أن تنصبه حارسًا عليك وعلى أسرتك.. انتخب من ترى فيه الصدق وحب الوطن والإيثار.. انتخب من ترى فيه الأمانة وحبه الشديد لخدمة الاْردن وإلاردنيين.
أيها المواطن الكريم، اعلم أن المرشحين من الصنف الأول يضحكون عليك ويغتصبون أملاكك ثم يرمون لك "لقمة" لتعيش عبدًا بها.. واعلم أن المرشحين من الصنف الثانى هم يدك التى تضرب بها لتأخذ بها الحق الذى لطالما سلب منك لعقود طويلة.. اعلم أنك أنت من تفرط فى حقك.. وأنك أنت أيضًا من تنتزعه بالقوة.. اعلم أن اختيارك هذه المرة إما أن ينقذ وطنًا شاخ بسبب كثرة المفسدين فيه والطامعين به أو يذهب به إلى ظلمات لا يعود بها النور مرة أخرى.
أيها المواطن الكريم، أنت وحدك من يقرر مصير هذا الوطن.. أنت وحدك من يضمن عيشة كريمة لأولادك وأحفادك.. أنت وحدك صاحب هذا الوطن وصاحب الحق فيه.. واعلم أنك كنت السبب الرئيسى فى انهياره طوال العقود الماضية .. واعلم أيضًا أنك الوحيد القادر على إحياء هذا الوطن من جديد.. وأنك القادر على البطش بالفاسدين والدفع بالصالحين.
أيها المواطن الكريم، انت الجانى وأنت المجنى عليك.. وبيدك لا بيدى عمرو، تستطيع أن تغير هذا الوطن ليرى مكانته التى يستحقها بين الشعوب.. لا تفرط هذه المرة فى حقك ولا فى حق أسرتك.. واذهب لتنتخب من يمثلك فى مجلس النواب بصدق وحيادية دون أى تأثير أو ضغوط او بمصالح مالية.