تاريخ المنطقة يخبر الرئيس ترامب أن «الصفقة الناجحة» هي العادلة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/04 الساعة 00:41
والاخبار تتوارد بان الرئيس الاميركي دونالد ترمب سيتوجه لزيارة المنطقة (ام الازمات ) بما فيها من صراعات ومظالم ومآس تبدأ بالمظملة التاريخية للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت اطول واقسى احتلال عرفته البشرية ، والمذبحة التي يندى لها جبين الانسانية في سوريا، والحرائق المشتعلة في كل مكان وبروز الارهاب بابشع صوره وجرائمه ، فان تاريخ المنطقة وقضاياها خير من يخبر الرئيس الاميركي الاستثنائي الذي لا يمكن التنبؤ به بانها منطقة ايضا استثنائية ولا يمكن التنبؤ بها وبما ستنتجه من ويلات وصراعات ونزيف دم ودمار لغياب الحلول العادلة التي شكلت علامة صارخة على فشل الدبلوماسية العالمية خلال الحقب الماضية.

الجولة المرتقبة للرئيس الاميركي دونالد ترمب الى المنطقة والمرجح ان تشمل دولا عربية واسرائيل، ستشكل اختبارا مهما وضوءا كاشفا لنوايا وخطوط الرؤية الاميركية الجديدة حيال ثلاثة ملفات جوهرية تشعل المنطقة وهي السلام والازمة السورية ومكافحة الارهاب، وأن كانت هذه الاستراتيجية باذرعها ومقارباتها التي مر وقت كاف للرئيس ترمب وادارته لبحثها وبلورتها ستتجاوز الإخفاق طويل الأمد الذي رافق كل الجهود السابقة والتي انخرطت فيها الإدارات الأميركية السابقة ولم تنجح في تحقيق العدل كأساس للحل وبالتالي غياب إرساء السلام والاستقرار للمنطقة وشعوبها.

قادة دول المنطقة المعنية مباشرة بالملفات ذات الاولوية وضعوا الرئيس ترمب وادارته في وقت وقبل مرور المئة يوم الاولى لولايته بتصوراتهم حول السلام والازمة السورية والارهاب وغيرها من القضايا والملفات ، وبهذا فان الرئيس الاميركي قبل ان يتوجه الى المنطقة ودولها سواء بزيارة اوباطلاق استراتيجيته الشاملة يكون قد التقى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي ولي عهد المملكة العربية السعودية وزيرالدفاع الامير محمد بن سلمان وهي دول تمثل الرؤية العربية المشتركة ازاء الملفات الرئيسية، وحملت تصورات بمنتهى الوضوح حيال الحلول المنشودة بما يضمن عدالتها وشموليتها وديمومتها مع الترحيب بالدور الاميركي الفاعل والمطلوب في المنطقة وقضاياها.

ايضا فان الرئيس الاميركي وهو يستعد لمزيد من الاشتباك في قضايا المنطقة كان ايضا قد التقى في شباط الماضي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بما حمله من مواقف وتصورات ، هي على النقيض تماما ، فيما يخص الصراع العربي الاسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية ، لاي نوايا يمكن ان توحي انه يمكن ان يمثل شريكا للسلام ، بل هو يقطع اي صلة بالسلام انما مرر اجندته هو ادامة الاحتلال والاستيطان والتوسع به ، وانكار حقوق الشعب الفلسطيني كافة.

سيكتشف الرئيس ترمب عاجلا ام اجلا ، التحدي الذي يمثله نتنياهو وما يمثله من سلطة اليمين الاسرائيلي الحاكم في اسرائيل ، في الوقت الذي كان الرئيس الاميركي قد الزم نفسه باعلى سقوف واكثر استثنائية مما التزم به سابقوه في البيت الابيض وتوعد اكثر مما وعد باحداث الاختراق الكبير في ملفات الشرق الاوسط التي فشل فيه كل من سبقه ،فقد قال وشدد ان لدية صفقة كبرى للصراع العربي الاسرائيلي ، وانه سيدمر داعش الارهابي باسرع وقت واكبر قوة ورسالة ام القنابل كانت احدى وسائله للاقناع بهذه الوجهة ، كما انه اعاد وضع الخطوط الاميركية الحمراء في سوريا وانه لن يقبل ان تكون اليد الاميركية مغلولة في الازمة السورية ، كما لفت بكل اتجاه بان ارث الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما في المنطقة والعالم رحل مع رحليه من البيت الابيض.

هذه الحالة التي عبر عنها الرئيس الاميركي ترمب ، بانتظار ما ستترجم اليه من استراتيجيات وخطط خلال المرحلة المقبلة ، والدول العربية معنية تماما ، باعادة اطلاق مقاربات اميركية فاعلة حيال قضايا المنطقة تكون فيها القضايا العربية مصانة، خصوصا ان كل الازمات هي في عمق الارض العربية ، والذي يعاني منها بالدرجة الاولى هي الدول العربية وشعوبها وامنها واستقرارها ، الى جانب استشراء الارهاب، والتدخلات الاقليمية الصارخة في الشؤون العربية.

وفي المئة يوم الاولى لوجوده في البيت الابيض فقد اطلع الرئيس الاميركي اطلاعا مكثفا بان الشرق الاوسط المليء بالتحديات والصراعات والاحباط والظلم، فان هذا الواقع المأساوي هو بالضبط ما يمكن ان يعينه على التيقن ان تاريخ المنطقة الحافل بالفشل في احقاق العدل كان البوابة الاوسع لاخفاق كافة الخطط والجهود التي بذلت في السابق واعانته على التيقن ايضا بان نجاح اي صفقة يتمثل بعدالتها ؟!

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/04 الساعة 00:41