الأردن يشارك العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
مدار الساعة - يشارك الأردن، العالمين العربي والإسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يصادف في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، إذ يستذكر المسلمون في هذه المناسبة الجليلة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العطرة، ففيه بزغ نور الإسلام العظيم، وأُخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور الحق والطريق المستقيم.
وتأتي ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام، على وقع تداعيات وظروف ومقاومة وباء كورونا من جهة، ورفض وتصد بشتى وسائل التعبير الحضارية والعقلانية والسلمية لكل ما من شأنه الإساءة لرسول الله الكريم من جهة أخرى، ما يضاعف من احتياج العالم الإسلامي لاستلهام الصبر على الشدائد من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بها والثبات عليها، واليقين بوعد الله الحق في نصرة الحق.
علماء دين أكدوا لـ(بترا) أن نهج الدين الإسلامي الحنيف في الرد على أي إساءة لرسول لله، تستلهم من وحي تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يأتي الرد بالقدوة الحسنة والحوار والعقلانية والاقناع بأن مضامين حرية التعبير لم تكن يوماً لتعبر عن إساءة للدين، بل إنها الفضاء الأرحب لتقاطع المودة والتراحم والتلاقي والتعاون بين الحضارات المختلفة، لما فيه النفع والخير للانسانية، بعيداً عن التعصب والتطرف والتموضع خلف خطاب الكراهية الذي لا ينتج إلا الكراهية والبغضاء.
وأضافوا أن سيرة الرسول العطرة هي النهج الذي يجب أن يقتدى به، خاصة في ظل الأزمات، ومنها أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وهي طوق النجاة من الابتلاء وهي أسس وأعمدة الصبر والاتكال على رب العالمين والدعاء بزوال هذه الغمة عن المسلمين والعالم أجمع.
سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، قال لـ(بترا): "ندعو كل من يحاول الإساءة للدين الإسلامي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بتذكر سيرة الرسول القائمة على التسامح والجدال الحسن والإقناع المنطقي، كما ندعو كل المسلمين إلى الصبر وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، ما يعكس حقيقة الدين الإسلامي الذي يترفع عن الإيذاء والنيل من الآخرين لأي سبب كان، بل ويحترم كل أصحاب الرسالات السماوية".
وأضاف أن المسلمين يحتفلون في مشارق الأرض ومغاربها بميلاد سيد الخلق وحبيب الحق النبي العربي الأمين، ويتسابقون على مظاهر هذا الاحتفال ليظهروه بأجمل صوره المعبرة عن عظمة الرسول الكريم وعن حبهم إليه، واتباعهم لدعوته، مبيناً أن حب الله ورسوله من أعلى مراتب الإيمان.
وأشار إلى "حاجتنا الكبيرة وفي هذه الأوقات العصيبة من أجل تعزيز الاقتداء بسيرة الرسول العظيمة وأهمية التحلي بمكارم الأخلاق، "وإنك لعلى خلق عظيم"، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صاحب أدب رفيع وخلق فاضل كريم، وعلم وحلم وشدة حياء، فضلاً عن كثرة العبادة والسخاء والصبر والشكر والتواضع والزهد والرحمة والشفقة وحسن المعاشرة، وكثير من الخصال والأخلاق الرفيعة، مستشهداً بما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم : "كان خلقه القرآن".
ولفت الخصاونة إلى أنه وفي بعثة الرسول الكريم أشرقت الأرض بنور الله سبحانه وتعالى، وصدحت الرسالة الربانية في الأرض خيراً وعدلاً وتسامحاً ورحمة، وأخرجت الناس من الظلمات إلى النور والهداية، ومن الجهل إلى العلم والحق.
وفي تذكير حول مقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم للإساءة بالحسنة، قال سماحة المفتي إن المشركين من قريش اضطهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، غير أن الرسول الكريم وصحبه صبروا على ذلك، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم: "أتصبرون عند البلاء؟ قالوا: نعم، قال: أتشكرون عند الرخاء؟ قالوا: نعم، قال: أتثبتون عند اللقاء والحرب؟ قالوا: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: مؤمنون ورب الكعبة".
وتابع سماحته: "هذه صورة تبيّن القليل من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قبل الهجرة إلى المدينة، وتعكس الأخلاق الفاضلة التي هي بمثابة مدرسة حياتية تقوم على الحق والواجب والإيمان".
وكانت دائرة الافتاء العام استنكرت قبل أيام الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة "أنها لا تقبل الإساءة لأنبياء الله جميعاً، وأن الله عز وجل أرسل أنبياءه صفوة خلقه وأحبهم إليه وأكرمهم عنده؛ هداية للبشرية ورحمة للناس أجمعين؛ وإن المسلمين لا يفرقون بين أحد من المرسلين، وإن الذين أساءوا إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يعرفوه حق المعرفة وما ذلك إلا بسبب جهلهم به وعدم اطلاعهم على سيرته العطرة التي تدعو الى التسامح والتآخي والتعارف والتآلف".
وقالت الدائرة: "إن المسيئين لو اطلعوا على سيرة النبي محمد المباركة وعرفوا حياته وصفاته الكريمة لوجدوا فيها أنموذجاً للقدوة الحسنة، والأخلاق العالية، والصفات الحميدة، والقيادة الفذة، ما يجعلهم يقفون إجلالاً واحتراماً لهذا النبي العظيم"، مؤكدة أن "استمرار نشر الصحيفة الفرنسية من الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دليل على توافر القصد لتأجيج الكراهية والفتنة في العالم أجمع، فينبغي البعد عن العنف والإرهاب والسب والشتم الذي لا يؤدي إلا إلى الكراهية والحقد بين الشعوب ما يوجب الوقوف ضده بكل حزم وإصرار".
بترا