فارس الحباشنة يكتب: يكرهون سيدنا محمد لأنه عربي!
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 01:16
ما تبع حادثة قتل المعلم الفرنسي الذي حاول الاساءة للنبي محمد على يد شاب شيشاني، ردة فعل ماكرون كانت في معاقبة كل المسلمين والاسلام وباثارة نيران خطاب الحقد والتمييز.
موقف ماكرون ليس غريبا، ولعلها نزعة العرق الاوروبي، وتوريط العقل الغربي في عقدة التفوق والمركزية، وسلوك ماكرون ليس ببعيد عن ترامب وجونسون، وقادة اليمين الجديد في اوروبا والغرب.
الذاكرة بين العرب وفرنسا محملة بصور قاسية من الاستعمار. اوساط الحكم وحراس هياكل ايدويوجيا الجمهورية في فرنسا يتحدثون عن الحرية والعدالة والمساواة، قيم الجمهورية الفرنسية. وادراج الصور المسيئة للرسول العربي في اطار حرية التعبير والراي والعقيدة. وفي السردية الفرنسية يقدمون قيم الجمهورية مرتبة حد القداسة.
وما لا يحمله الفرنسيون سؤالهم عن ذاكرة الاستعمار القاسي والبشع في الجزائر وسورية ولبنان وافريقيا، ودعم اقامة دولة الكيان الصهيوني ، والحروب المتكررة على دول العربية من حرب لبنان 82 والتدخل الامريكي والفرنسي والاسرائيلي بعد الغزوالاسرائيلي، وحرب الخليج الثانية والاخيرة، وتدمير العراق وسورية وليبيا .
قبل شهور دفع ماكرون للبرلمان الفرنسي اقرار قانون يساوي بين العداء للصهيونية واللاسامية. فوبيا، وتهديد الاسلام في فرنسا قد يلجا ماكرون الى توظفيها في صراعات اجتماعية وسياسية داخلية، والترويج لفرضية التهديد الاسلامي، ويستغل الصراعات الجيوسياسية المشتعلة في المنطقة من الحرب الاذرية والارمينة وحرب النفوذ والثروات مع تركيا في البحر المتوسط وليبيا.
ويصنعون من اردوغان صورة الخليفة والسلطان العثماني الخطير القادم لاحتلال اوروبا. خطاب كراهية الاسلام انتجه الغرب الاستعماري في القرن التاسع عشر. وظهر خطاب لفلاسفة ومستشرقين معادٍ للاسلام والعرب. وفولتير في مسرحيته « المحمديون « هاجم الرسول محمد، واتهمه بانه مزواج وغرائزي وشهواني.
ماكرون يستعيد اليوم انتاج خطاب الكراهية الدينية لاستغلاله مع بقية القوى الغربية المتطرفة والشعبوية الجديدة التي تجتاح فرنسا واوروبا ضد الاخر، الاسلام والعرب والشعوب الاخرى مسلمين وغير مسلمين.
مشاعر الفرنسيين المرهفة ليست بصادمة ازاء اقدام شاب شيشاني فاقد البوصلة في عالم الفتاوي الافتراضية على قطع راس المعلم الفرنسي. فاين كانت هذه المشاعر عندما اقدم متطرفون فرنسيون بالاعتداء على شباب ماليين وجزائرين ومغاربة يقيمون في فرنسا، واين كانت في اعتداء الشرطة على نيجيريين وتوانسة في مراكز التوفيق والتسبب في موت بعضهم.
الجرائم العنصرية لا تنقطع. جرائم مشابهة لجريمة قتل المواطن الامريكي الاسود جورج فلويد على يد الشرطة. فاين قيم الجمهورية والديمقراطية الفرنسية اذن؟ الكيل بمكيالين وثلاثة. الاعتداءات العنصرية لا تتوقف في المجتمع الفرنسي ضد مهاجرين ودور عبادة.
ماكرون تكلم في رثائه للمعلم عن «انفصالية اسلامية» تهدد قيم الجمهورية وامن البلاد ووحدتها، وعن معركة بين الحضارة والبريرية. خطاب استعماري فج، وتركيز على المساواة بين الارهاب والاسلام، وتغذية خطاب ونزعة كراهية الاسلام والعرب، واسباغها بمعركة حتمية بين الغرب والاسلام.
ليس لدى ماكرون وقادة الغرب الاستعماري ما يقولون ازاء العرب والاسلام سوى اعطائنا دروسا في التوبيخ الحضاري والانساني. خطاب يعكس فوقية حضارية يصرفونها على شعوب هامشية ينظرون اليها بدونية واحتقار . مازالوا يفكرون بعقلية الاستعمار التابع والمتبوع، والخطير انهم يكررون اعادة شروط اللعبة الاستعمارية، ولو دون رغبتنا كعرب.
لا اعتقد ان ماكرون وترامب وغيرهم من قادة الغرب الاستعماري ينظرون الى العالم العربي كما صنعوه هم . نقول عنوة انه وهم. ولكن لابد من ايقاظ روح الوحدة الوطنية والقومية ومشروعها لمواجهة الاحلام البغيضة لماكرون والاستعمار الجديد. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 01:16