عبدالهادي راجي المجالي يكتب: الانتصار لمحمد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 01:14
.. كيف يكون الانتصار لرسول الله..؟؟
أنا أعرف أن ما تفعله فرنسا, هو جزء من إرث الكراهية..وهو تنمر دولة, وفوق كل ذلك هو في النهاية يصب في صراع حضاري عميق..
لكن بشاعة زوجة ماكرون وعرض صورها ليس هو وسيلة للرد..ورمي الأجبان الفرنسية في الشارع ليس وسيلة للرد أيضا, كان بإمكان من رماها أن يرسلها للقرى المفجوعة في الجنوب أو الشمال كي يتناولها الأطفال على وجبة الإفطار, وقيام أم العبد بشتم (ماكرون) على صفحات التواصل الاجتماعي..ليس وسيلة للرد أيضا..وظهور سيدة بكامل المكياج والأناقة والحلي, وهواء الأرجيلة يتطاير من جانبها..واستعمال عبارات الردح يقع حتما في باب الفحش وليس باب الرد.
كان بإمكاننا بدلا من كل هذا الردح على صفحات التواصل الاجتماعي, أن نرسل تبرعات للجمعيات الإسلامية في فرنسا, والتي تقاتل لأجل الحجاب..كان بإمكاننا بدلا من إنفاق مئات الملايين على ماراثون (البعارين)..وسباقات الخيل, أن تفكر الجامعة العربية بإنشاء محطة تلفزيونية ناطقة بالفرنسية..تعنى بشؤون الجالية الإسلامية هناك, وتظهر الإسلام الحقيقي..وتبث من باريس, كان بإمكاننا كأفراد..ومؤسسات, أن نطبع أحاديث النبي محمد باللغة الفرنسية, ونرسلها إلى هناك..كي يقرأ الشعب الفرنسي ويفهم معنى الإسلام الحقيقي.
ماذا ستفيدنا صور زوجة ماكرون؟..وهل البشاعة تهمة..ماذا سيفيدنا هذا الشتم غير المنضبط على وسائل التواصل, حتى لو قاطعنا الجبن الفرنسي..فما زالت السيارات الفرنسية تجوب شوارعنا..هل يجرؤ واحد منا على حرق سيارته الفرنسية أو تحطيمها احتجاجا على الكاريكاتير؟..
هل فكر فرسان الفيسبوك, وعشاق الأناشيد الدينية ولو للحظة..بالتبرع لأجل إصدار كتاب باللغة الفرنسية عن سيرة محمد..وتوزيعه بالمجان هناك, هل فكر أثرياء العالم العربي..والأحزاب التي تسكن إسطنبول وتعتبر من نفسها وصية على راية محمد, ولو للحظة..ببناء إذاعة دينية تبث بالفرنسية بدلا من إذاعات وتلفزيونات الشتم والردح, التي تستهدف مصر..ودول ما بعد الربيع العربي.
محمد أكبر من ذلك بكثير, والغضبة لأجل محمد تحتاج وعيا وليس ردحا..فبيوت الأثرياء العرب في كان ونيس والشاطئ الجنوبي ومونبليه, تقدر بمليارات الدولارات..هل فكر واحد منهم بتحويل منتجعه, إلى مركز ثقافي إسلامي يعلم التسامح ويشرح حقيقة الإسلام..؟
محمد أحبه بعقلي وقلبي, وأغضب نصرة له..وما من شيء يستحق الغضب في هذا الحياة لأجله أكثر من محمد نبي الله, وأصلي عليه وأسلم مئات المرات في اليوم الواحد..وأحس به منارات كل دروبي, ومفتاح الفلاح والنجاة..محمد بنى أمة من التسامح والوعي والعقل..والمحبة, محمد لم يقم ببناء أمة..تبحث في تفاصيل وجوه النساء وتقول عن زوجة الرئيس أنها بشعة..هو الذي نقى قلوبنا وعيوننا من الشوائب, وجعلها تدين لله..هو الذي أحب الجمال وجعله دربا..محمد نصرته..أكبر من سلوكنا القبلي بكثير..لقد بنى أمة ولم يقم ببناء قبيلة, كيف قمنا بإعادة إنتاج القبيلة ونسينا الأمة. الرأي
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/27 الساعة 01:14