معاذ ابو دلو يكتب: الرئيس الامريكي الجديد بين بايدن وترامب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/26 الساعة 13:25
بقلم المحامي معاذ ابو دلو
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية للوصول للبيت الابيض والمحددة في الثالث من نوفمبر المقبل، ينشط نائب الرئيس الامريكي السابق اوباما جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي وكذلك ينشط دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري ،ويتضح الاختلاف في برامج كلا المرشحين ،جو (النائم / النعسان ) كما ينعته الرئيس الامريكي المنتهية ولايته اثبت عكس هذا الوصف من خلال جولاته الانتخابية و المناظرة الاولى التي ظهر بها بمواجهة خصمه دونالد ترامب الذي اصيب بفايروس كورونا والتي بين فيها جو بايدن حضور ذهني وصحي جيد وثبات في الاجوبة على محاور المناظرة وقدم برنامج اقتصادي وسياسي جيد للمواطن الامريكي وهذا ما اكده خلال المناظرة الثانية والاخيرة ، ان نتائج استطلاعات الراي تبين تفوق بايدن على ترامب حتى وقت قريب من تاريخ يوم الاقتراع الرئيسي ، والذي بدا المواطن الامريكي التصويت فعلا قبل هذا الموعد منذ منتصف الشهر الحالي اكتوبر و وصل عدد المقترعين لغاية اليوم ما يقارب ٥٠ مليون مقترع وما يزيد في الولايات الامريكية .
سياسياً:
رغم الاختلاف الظاهر في كل شي وخاصة ملف كوفيد 19 كورونا والذي يسعى جو بايدن بالضغط على منافسه من خلاله حول عدم الجدية بالتعامل مع الفايروس مما ادى الى وصول عدد الوفيات الى ما يقارب مئتان وعشرون الف وفاة في المقابل فأن ترامب يسعى لتقليل من شأن الفايروس الصيني ويهاجم بايدن بان الاقتصاد اهم وان ادارته للملف هي الصحيحة، بالاضافة الى باقي الملفات الداخلية سواء كانت حول التامين الصحي والسلاح وبيعه للمواطنين داخل الولايات دون قيود و الضرائب والاوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة بالاضافة للملفات الخارجية وخاصة المتعلقة بالشرق الاوسط حول افغانستان والاتفاق النووي الايراني و القضية الفلسطينية والمناخ الا ان المرشحين الديمقراطي و الجمهوري اتفقا على ضرورة العمل على تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة الى أدنى درجة ممكنة و تقليل النشاط العسكري في المناطق الساخنة.
الفرصة :
رغم تقدم المرشح الديمقراطي جوبايدن على المرشح الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي ومن خلال الدراسات التحليلية وتأييد المشاهير و المؤثرين قبل يوم الاقتراع الرئيسي الا ان هذا التقدم لا يعني ان الامور تسير نحو الديمقراطيين ونجاح جو بايدن حيث انه لا يتم انتخاب الرئيس ونائبه من خلال الاصوات الشعبية المباشرة بل من يحدد ويختار الرئيس الامريكي الذي سوف يصل للبيت الابيض هم كبار الناخبين او الكلية الانتخابية التي تمثل كل ولاية والتي يبلغ مجموعهم 538 (المجمع الانتخابي) ويحتم على من يصل الى البيت الابيض الحصول على عدد اصوات يساوي 270 صوت وهناك حالات سابقة بتفوق مرشح على مرشح بعدد الاصوات الشعبية الى ان المجمع الانتخابي هو من اختار الرئيس الاقل حصول على الاصوات الشعبية كما حدث بالانتخابات السابقة عندما تقدمت هيلري كلينتون على ترامب بأصوات الناخبين الا ان الكلية الانتخابية ( المجمع الانتخابي) صوت وكانت اصواته لمصلحة ترامب مما جعله رئيس ، المتابع لتسلسل التاريخي للانتخابات الرئاسية الامريكية يجزم ان هذه الانتخابات سوف تكون صعبة و متقاربة جدا في النتائج واعتقد ان مهمة جو بايدن ليست بالسهلة فا دونالد ترامب ليس بخصم سهل فهو مدعوم من البيض و اللوبيات وبعض القوى الخارجية، ولاشك بان الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة الامريكية لها دور فاعل في دعم وصول الرئيس حسب المصلحة والظرف واعتقد ان معركة الوصول للبيت الابيض ليست بالمهمة السهلة .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/26 الساعة 13:25