قطر تقود العالم في 2022؟!
مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط
رغم جائحة العالم التي غزت العالم بأسره، والحروب والنزاعات الدائرة على الكرة الارضية، والأزمات بين الأشقاء العرب والجوار، فإن وسائل الاعلام العالمية وعلى اختلاف انواعها، مشدودة الى الدوحة.
وكل ما يجري في دولة قطرمن عمل على مدار الساعة لإنجاز استحقاقات كأس العالم لكرة القدم 2022، صار تحت المجهر.
قطرماضية بكل ثقة وعزم لترجمة العبارة التي وردت على لسان أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعد إجراء قرعة السحب للدول المتنافسة على استضافة بطولة 2022 حينما قال ان البطولة ستكون من أنجح البطولات التي اقيمت على مستوى العالم، وأن هذه البطولة (بطولة العرب) في اشارة الى الانتساب القومي.
كل المقومات لإنجاح أي بطولة كهذا الحدث، وفرته قطر منذ سنوات طويلة، عندما أوجدت بنية تحتية تفوقت فيها على ما وفرته دول عظمى عند استضافتها البطولة لمرات وليس لأول مرة، حتى أن بعض تلك الدول أخفقت في التنظيم عندما وجدت بعض ملاعبها غير جاهزة، وهناك دول هددها الاتحاد الدولي بسحب البطولة منها.
وعندما تأتي الاشارة الى البنية التحتية، فهذا لا يتوقف بالنسبة لقطر عند بنية كرة القدم وما يتعلق بمراكز علاجية، وإنما تحتضن الدوحة بنية لمختلف الألعاب والرياضات، اذ ما تزال دورة الألعاب الأسيوية 2006 بمشاركة أكثر من 40 دولة بمجمل رياضاتها وألعابها، حاضرة في الأذهان إلى أيامنا هذه، ولما حققته من نجاحات وسمعة لقطر دولياً.
لا نستذكرهذا، ونقول ما تقبل عليه الدوحة بعد نحو عامين، لإنحيازعربي وإن نفتخر ونعتز بأن تكون أول دولة تنظم هذا الحدث الكبير(كاس العالم)، في منطقة الشرق الأوسط، هي قطر، وإنما لأن هذا البلد الشقيق، ظهر أكبر من مساحته وتعداد سكانه، وحلّق طائراً في فضاء مشرق، يحوم العالم ويطاول الكبار والطاعنين في كرة القدم، منظّماً، ومنتظراً المنافسة قدر خبرته ومشاركاته التي استعصت عليه، مثلما استعصت على منتخبات دول كثيرة.
في هذا السياق - المنافسة - نستذكر أيضاً، ما قاله أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو يتسلم راية البطولة من الرئيس الروسي بوتين في اختتام بطولة كأس العالم 2018 في روسيا "لن نفوز في البطولة التي تستضيفها بلادي لأن منتخبنا حديث الخبرة ولكن سنحاول المنافسة للتأهل عن الدور الأول".
أما عن الزيارات المكوكية التي تقوم بها اللجان ومنها الفنية ورئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو للدوحة، وكل من له علاقة في متابعة التحضيرات اللوجستية للحدث، كانت تؤكد أن الدولة المستضيفة، سبقت وقت العمل وأنجزت ما هو مطلوب، وأن الدوحة لم تطلب "الوقت المستقطع" طلباً للراحة.
المنشآت التي تحتضن مباريات البطولة، يصعب الحديث عنها ووصفها، ولكنها قطر تصنع المعجزات في هذا الجانب، والرهان على ان تكون كأس العالم 2020 من أنجح البطولات، فهذا وإن كان الحكم عليه سابقاً لأوانه، إلا أنه نجاح محقق بعون الله، ذلك أن الزائر للدوحة لمس منذ سنين، النجاحات الرياضية من حيث الاستضافة والتنظيم وما يتوافر في دولة قطر من منشآت ومرافق حديثة رياضية وغير رياضية أغرت دولاً شقيقة وقارية ودولية لأن تدفع بمنتخباتها وفرقها الى هذا البلد العربي، سواء في البطولات التي تتصدى لها الدوحة او المعسكرات التي تقام على ارضها.
نعم، قطر تقود العالم الى محفل يقام في الدوحة، ولحسن حظ العالم ومنه محبو كرة القدم أن هذا المحفل يأتي بعد وقت، نسأل فيه المولى عزوجل، وقد انزاحت عن البشرية جائحة كورونا، اذ لا يوازي الجهد الذي بذلته الدولة القطرية وما وفرته من خدمات جليلة لهذه اللعبة سوى ان تقام البطولة في "ربوع أهلها"، فيما العالم كله ينعم بأمن واستقرار، وليستمتع الحاضر فوق المدرجات، والمشاهد عبر الشاشات، بما يجود به النجوم، من فنون وأهداف.