ابراهيم العجلوني يكتب: الاردن: الاولويات تصنع الاجراءات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/25 الساعة 17:22
بقلم د. ابراهيم سليمان العجلوني
دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الموقر
سابتعد في رسالتي هذه عن الدخول في تفاصيل الحكومة من حيث الشكل والحجم والمؤهلات فالحكومات المتعاقبة هكذا هي في هذا الجانب، وهنا فإنني اراهن عليكم لان الفرس من الفارس، ومن محبتي وحرصي على الوطن كأي مواطن شريف مؤهل بفضله تعالى للنصح فإنني أخاطبكم كصاحب ولاية حسب الدستور.
دولة الرئيس؛ لا يخفى على اي انسان المرحلة التي يمر بها العالم والوطن والحالة هذه خلقت اولويات يجب المضي بها نحو المحافظة اولا على عدم الذهاب إختيارايا الى القرارات الصعبة التي تحدثتم عنا في أول تصريح صحفي، بدون خيارات صحيحة ومتعددة، تأخذ في الوقت الصحيح خاصة أن الوقت لا يمهل ولا يعطي فرص أو يتوقف لحين أن تكون جاهزا للتحدي، نعم هي كلعبة الملاكمة فالخصم لن يعطيك الفرصة لتجمع قواك.
الملف الاول هو المورد البشري والادارة العامة والمواقع القيادية ومواقع الصف الثاني والمجالس والبعد عن القرارات الفردية وتذكر الديمقراطية والشورى كيف تعمل ولتكن هي المحور في جميع القرارات على أن يكون الشخوص في هذه المجالس من أصحاب الكفاءة الحقيقية لاعطاء المشورة والاقوياء لاتخاذ القرار، وخاصة اننا دخلنا الثورة الصناعية الرابعة وور الحكومات في تاهيل الكفاءات.
الكفاءات المهمشة والكفاءات المهجرة والاستفادة منها عامديا وافقيا؛ اما باعادة بعضها للاستفادة من خبراتها في الوطن او التواصل معها للحصول على النصيحة والاستفادة من علاقاتها في وضع الصورة الصحيحة للاردن وايضا تشغيل الاردنيين إما بمشاريع خاصة بهم أو تشغيل الاردنيين في الخارج.
الملف الزراعي مازال الملف الزراعي ملف ليس من الاولويات وللعلم فإن الملف الزراعي متشعب بملفات منها الطاقة والمياه والتخطيط والادارة المحلية والداخلية والملف الامني بالاضافة للعمل، وقد قد كتبت سابقا مقال عن الزراعة وأرجو ان تتطلعوا عليه ومن الاولوية أن يكون هناك مجلس او هيئة ملكية تشرف بشكل وطني عليه وكنت قد طلبت أن يكون وزير الزراعة متخصص إداريا بالمشاريع وممزوجا بالمؤهلات العلمية ويكون نائبا لرئيس الوزراء ليعطى الملف الاهمية التي يستحقها؛ لان الزراعة هي الطريق للاكتفاء الذاتي الاولي وليكون الاردن مركزا اقليميا بهذا القطاع وتنبى عليه ملفات اقتصادية واستثمارية وصناعية مع التغير العالمي لتعريف الزراعة وتطور سبلها وتقنياتها، للعلم دولة الرئيس فإن الثورة الاقتصادية في شرق اسيا بكل نمورها وخاصة الصين بدأت من الزراعة وهي الحل الامثل لحل مشكلة البطالة، ورفع الوعي الوطني.
ملف الاستثمار الملف ليس شائكا بالعكس الاردن لديه مقومات كبيرة للاستثمار وقد كتبت مجموعة من المقالات بهذا الخصوص ولكن الاذان صماء وارجو من الله ان أجد الاذن الصاغية عندكم، إن من أهم مقومات الاستثمار في الاردن هي الاتفاقية الاردنية الامريكية، لو استثمرت بالطريقة الصحيحة بالتوازي مع العلاقات الامريكية مع بلدان أخرى لكان الامر مختلف، دولة الرئيس لقد أسيء استخدام قوانين الاستثمار بطريقة بشعة واصبحت الميزات الاستثمارية تعطى لمن ليس لهم حق ولشركات صغيرة لا يتناسب حجمها واختصاصها حجم وقطاع الاستثمار الذي تعمل به، وبإمكانكم التواصل مع الكثيريين ومنهم من سبق لهم العمل في الهيئة، مع انني أسمع ان هناك توجه لالغاء هيئة الاستثمار واعتقد جازما أن القرار ليس صحيحا الاصل اصلاح هذه الهيئة واعذرني ان اقول أن البداية بان يتم تسليم هذه الهيئة لشخص جديد شاب طموح ابداعي له خبرة سابقة بهذه الهيئة وانتم مطلع على هكذا شخص وتعرفونه.
الملف الاقتصادي مازال التعامل مع الملف الاقتصادي في الاردن بطريقة الترقيع والتاجيل وعدم الاختصاص الحديث والابداعي والاصرار على شخوص تقليدين مجربين سابقا حتى وصلنا الى وضع ككرة الصوف من الصعب إعادة تشكيلها بهم لذا لابد من حلول جذرية حقيقية، وبشراكة واضحة وصحية وتزاوج بين القطاعيين الخاص والعام، مع أن القانون الذي صدر مؤخرا بهذا الخصوص ليس ناضجا لذا اصبح من الواجب تصحيحه بالاجراءات والابتعاد عن تطبيق بعض المواد او تقنينها وهذا سهل على رجل قانون مثلكم.
الملف الصحي لا يختلف إثنان أن الملف الصحي لم يدار ولا يدار لهذه اللحضة بالطريقة الصحيحة والنتائج أمامنا بكل وضوح والكلام من جميع الكوار الصحية وفي جميع المستويات، الوزير الحالي في حكومتكم يتحمل مسؤولية كبيرة فهو من أدار الملف كرئيس للجنة الاوبئة، إن وزراة الصحة مهددة بالعجز عن تلبية الرعاية الصحية التقليدية والروتينية لها بعيدا عن ملف الكورونا وهنا لابد من الرجوع لاصحاب الاختصاص داخل الوزراة ليكونوا شركاء في حل المشاكل والتحديات داخل الوزارة، دولة الرئيس وزارة الصحة تذخر بالكفاءات الطبية البشرية، وما المانع من الاتصال بالاطباء الاردنيين خارج الاردن المتميزين والذين يحصلون على تكريم عالمي وبالمناسبة لي أخ وصديق حصل مؤخرا على جائزة افضل طبيب في ولاية لويزيانا وانت تعرفه د. غياث مقدادي وأذكر اسمه هنا كمثال للكثيريين الذين يمكن الاستفادة منهم.
البطالة تحدي كبير ولكن لن يحل هذا الملف بالتمني والاحلام وافكار الفلاش اللماحة التي تاتي من شخوص منظريين انما بخطة وطنية حقيقة مبنية على فكر الثورة الصناعية الرابعة من تاهيل للموارد البشرية والاهتمام بالمهارات اكثر من التعليم الاكاديمي لبناء رجال اعمال لا موظفين فزمن التوظيف قد انتهى، فكما تلغي اي ثورة صناعية مهن فانها في نفس الوقت تفتح قطاعات كاملة جديدة.
لقد جاء كتاب التكليف السامي واضحا وشافيا وشاملا بكل المعاني والكلمات الدقيقة لوضع الاولويات، ولكن ما فاجئني هو إعلان الحكومة عن حاجتها الى ثلاثة أشهر لوضع خطة العمل الخاصة بها (إذن كم نحتاج من وقت لتطبيق الخطة؟)، الوقت والظرف لا يسمح برفاهية الوقت، وخاصة مع الاستحقاق الدستوري لوضع الموازنة العامة للدولة التي تمثل خطة عمل الحكومة لسنة كاملة، دولة الرئيس لابد من إعادة النظر بطريقة جذرية باسس وضع الموازنة، وبالرجوع لثلاثة اشهر لوضع الخطة هذا ليس من الحكمة والمهنية حيث أن ادوات الادارة قد تطورت وساعدها التطور التكنولوجي، فالاستثمار في الوقت هو قوة لكم ولحكومتكم وللوطن فالاولويات واضحة ما نحتاجة هو وضع جدول زمني بطريقة متوازية للاولويات مع وجود زخم في المورد البشري الذي يستطيع أن يساهم بهذه الخطة الزمنية المبنية على اولويات بمؤشرات أداء بمفهوم التخطيط المبني على البرمجة وبكلف مالية واضحة وحسب الامكانات، دولة الرئيس اتيتم بمرحلة حرجة وصعبة (وانتم قبلتم التحدي) ولهذا وجد الاقوياء الذين يستخدمون الصخور التي تقف امامهم ليصنعوا جبلا للوصول للقمة بدل أن يبكوا كالضعفاء ان وجدت بوجههم عوائق، دولتكم انتم امام التاريخ وبيدكم القلم فاما ان تكون قويا سريعا جريئا فتكتب تاريخا تفتخر به ويذكرك الجميع بالخير أو لا سمح الله يذكرك الاخرين ب ... وانتم أعلم ماذا يقال عن من سبقكم.
لك مني كل الاحترام والتقدير كناصح همه وطن عظيم وشعب منهك وقيادة شرعية متفائلة، حفظ الله الاردن.
ابراهيم سليمان العجلوني
استشاري وباحث إدارة المشاريع
كاتب اردني
ابراهيم سليمان العجلوني
استشاري وباحث إدارة المشاريع
كاتب اردني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/25 الساعة 17:22