د. المعايطة يكتب: نفاق انتخابي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/23 الساعة 18:53

بقلم: الدكتور محمد عبد الرحمن المعايطة
دكتوراه في الصحافه والإعلام والنشر الإلكتروني

أصبحت المجالس بين جميع أطياف المجتمع الأردني حديثها عن الإنتخابات يزداد يوماً بعد يوم في هذه الأيام الحاسمة وأصبح الكثير من المنافقين والسماسرة يرون أنفسهم أنهم هم عرابو الانتخابات بغض النظر عن ثقافتهم أو ذكائهم السياسي، أو تجاربه السابقة بين المجالس، ومن جهة أخرى أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي، التي هي من ضرورات الحياة اليومية، تستخدم بكثرة في النفاق الإجتماعي والمجاملة والكذب وما شابه لتحقيق منفعات شخصية، أو دفع الآخرين لأخذ نظرة مغايرة عن حقيقته التي قد تتسم أحياناً بصفات لا تقربه من الآخرين.

في حين بعض الإشارات تقول إن الانتخابات أصبحت أو باتت قريبة وعلى الأبواب خلال أيام معدودة ، وبدأ المد والجزر و المسرحيات الحيّة التي نشاهدها على الهواء مباشرة، بممثلين وكومبارس مبتدئين، يتجلى خلالها النفاق، والعصبية والشللية، والكذب، والتصنع.

وبعد تساؤلات كثيرة قمت بالتمحيص عن أسباب هذا المرض وهو النفاق الإجتماعي الذي أصبح إدماناً عند البعض وبكل أسف.. ومن الناحية النفسية والإجتماعية من أصحاب الإختصاص، ومن خلال سؤال الناشط الاجتماعي الدكتور رضوان المجالي عن رأيه؛ قال إن النفوس بحاجة إلى ترميم، وليس إلى تأزيم، وهذه ظاهرة نفسية موسمية يعاني منها ضعفاء النفوس وهي حالة إدمان كأي مرض يعاني منه الشخص من خلال حالته النفسية وعلاجه هو النفاق ومصالحه الشخصية بديلاً عن العلاجات إلى بعض مرضى النفسية وشدد على إصلاح النفوس أولاً ، وتحكيم العقل والضمير، والإبتعاد عن الشللية والعصبية والبغيضة.

ودعا المجالي الى العمل على تغيير الكثير من الممارسات والمفاهيم والقناعات الخاطئة لدى البعض ، وأن نختار الأفضل، والأصلح، والأقوى، والصادق، الصدوق، الذي عاش ومازال يعيش بين أبناء مجتمعه، كي يحمل همومهم كما عرفها،

في حين ومن خلال الإستقصاء الذي نشاهده في الحياه السياسية التي تعيشها البلاد يطالب العدد من الجمهور بالإصلاح مناشداً المجتمع البعد عن النفاق الإنتخابي ، والعمل على إفراز نواب لمصلحة الوطن والشعب أولاً وأخيراً.
ومن جهته قال البروفيسور حسين المحادين، أخصائي علم الاجتماع في جامعة مؤتة وعضو اللامركزية في محافظة الكرك، قال أن هناك أسباباً كثيرة للنفاق الاجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي، منها قلة الوازع الديني وعدم إدراك الناس مخاطر هذا النفاق وعواقبه من حيث توعد الله المنافقين بالعذاب الشديد، كما أن هناك من يعتبر النفاق وسيلة سهلة للصعود إلى أعلى المناصب، من خلال التملق، ومن أجل المصالح وتزييف الحقائق، ونجد النفاق الاجتماعي واضحاً في مجال الأعراس أو المناسبات للتباهي والتفاخر، وفي مجال الأعمال الخيرية للحصول على مديح الناس وثنائهم.

وأضاف المحادين أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست للنفاق بقدر ما يفترض أنها للاستفادة من نمط الحياة المتجدد مع المتغيرات كوجود الأخبار، فهذه المواقع أصبحت وسائل لإيصال المعلومات والإجابة عن أسئلة الجمهور، خاصة لمن يتطلب مجال عمله التواصل بشكل مستمر، فتكون هذه الوسائل طريقة أسرع وأسهل وأكثر انتشاراً، وفيها توفير للوقت بحيث تجيب لمرة واحدة عن استفسار قد يتكرر، وتظل هذه الإجابة في حسابك ويمكنك أن تسهل الوصول إليها عن طريق استخدام أداة «الهاشتاق».لا للنفاق وما شابه ذلك.

أما أخصائي النفسية الطبيب الدكتور مالك الرواشدة فقال إن الذين هم خلف الشاشات ليسوا منافقين، أو يمارسون هذا النفاق، بل أصبحت عادة ومرضاً عندهم أي أصبحت وسيلة في هذا الكون هي سلاح ذو حدين لهم، فالتواصل الاجتماعي لا يمكن الاستغناء عنه، ولاحظ أحياناً تكون جالساَ ساعات وهو لا يكلمك، ولا ينطق معك، وإذا ابتعد عن هذا العالم يصبح عصبياً ولا يهدأ الا إذا اخذ مهدئات، ويصبح مدمنا على العلاجات المهدئة وهكذا.

وعلى النقيض من ذلك هناك أشخاص لديهم نفاق اجتماعي خاصة عندما يكونون من خلف الشاشة فيختبئون وراءها سعياً للشهرة، أو لانتحال شخصيات الآخرين أو من أجل كسب المال بطرق الخداع والكذب والزيف، وهذه الشخصيات تكون لديها مشاكل عدة لضعف ثقة أصحابها في حين نقول نحن كما قال رب العرش العظيم.

“وبشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما”

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/23 الساعة 18:53